أوضحت مدينة الملك سعود الطبية ممثلة بمستشفى الأطفال بأن مرض الصفار يصيب حوالي 80% من الأطفال الخدج و 50٪ من الأطفال حديثي الولادة باليرقان في الأسبوع الأول من الولادة بحسب ما أشارت إليه بعض الدراسات المتخصصة. وحذرت استشارية الأطفال بالمدينة د.مها العتيبي، من المخاطر الصحية للصفار، ومنها اليرقان النووي، والذي يُعد حالة عصبية نادرة مستعصية تنتج من اليرقان “الصفار” الشديد وتحدث في الأطفال حديثي الولادة، وهو من أنواع تلف الدماغ التي يمكن تجنبها، لافتة إلى أن الأعراض والعلامات التي تدل على الإصابة بهذه الحالة تتمثل في حدوث حركات لا إرادية وخارجة عن السيطرة وتصلب العضلات، وكذلك صعوبة في الكلام وتشنجات وفقدان السمع عالي التردد والإعاقة والتخلف العقلي، وقد يؤدي أحيانًا إلى الوفاة -لا قدر الله- لذلك يجب مراقبة نسبة البليروبين في الدم . وأفادت د.العتيبي بأن الصفار أو اليرقان هو إحدى المشاكل الصحية التي قد تظهر على المواليد حديثي الولادة نتيجة ارتفاع مستوى مادة البيليروبين في الدم، ويتحول لون الجلد وبياض العينين إلى اللون الأصفر، فالبيليروبين هي مادة صفراء ناتجة عن تحلل خلايا الدم الحمراء القديمة، والتي يسهم الكبد في تحطيمها ليتم التخلص منها إلى خارج الجسم مع البراز . وأشارت د.العتيبي إلى الاصفرار الطبيعي أثناء وجود الطفل في الرحم، تقوم المشيمة بالتخلص من المادة الصفراء من جسده، وبعد الولادة يبدأ دور الكبد للقيام بهذه المهمة وتحتاج إلى بعض الوقت ليكتمل نموه، حيث لا يمكنها التخلص من المادة الصفراء قبل اكتمالها، وينتج عن ذلك اصفرار طبيعي عند أغلب المواليد الذين تتراوح أعمارهم بين يومين إلى أربعة أيام، مبينة بأن نسبة المادة الصفراء بالجسم لا تتعدى 200 مايكرومول/ليتر، وغالبًا ما تزول خلال أسبوعين، ومن الأعراض اصفرار الجلد ومنطقة بياض العينين من اليوم الثاني بعد الولادة . وتابعت د. العتيبي حديثها قائلة: أما عن الاصفرار المرضي يحدث خلال أقل من 24 ساعة من ولادة الطفل بسبب تكسر خلايا الدم مثل: عدم تطابق فصائل دم الأم والطفل أنيميا الفول، وكذلك العدوى قبل الولادة مثل: داء القطط، الحصبة الألمانية، الزهري بعد الولادة، متلازمة كريغلر نجار، وغيرها من الامراض الاستقلابية. وبينت بأن الاصفرار لفترة طويلة، والذي يستمر لأكثر من أسبوعين، عند الخدج والسبب العدوى مثل التهاب المسالك البولية وكسل الغدة الدرقية، بالإضافة إلى اختلالات الجهاز الهضمي مثل مشاكل في القناة الصفراوية، أو التهاب الكبد الوليدي. وختمت د.العتيبي تصريحها موضحة بأن غالبًا ما يختفي الصفار لدى الرضع في غضون أسبوعين بدون أي علاج ، حيث يحتاجون إلى متابعة، وعادة ما يوصى بالعلاج فقط إذا أظهرت الاختبارات أن الطفل لديه مستويات عالية جدًّا من المادة الصفراء في الدم “أكثر من 200 مايكرومول/ليتر”، وهناك نوعان من العلاجات الرئيسة التي يمكن تنفيذها في المستشفى وتشمل العلاج بالضوء الذي يساعد على كسر المادة الصفراء في الجلد و في الحالات الشديدة يكون العلاج بتغيير الدم وتحت إشراف طبي.
مشاركة :