قتل أكثر من 70 شخصاً في قصف جوي شنه الطيران الروسي على معسكر تدريب تابع لفصيل "فيلق الشام" الموالي لأنقرة، حسب المرصد السوري، الذي يرجح ارتفاع أعداد القتلى نظراً لوجود عشرات الجرحى والمفقودين والعالقين تحت الأنقاض. صورة من الأرشيف لقصف روسي في إدلب بسوريا (أرشيف) قتل 78 مسلحا على الأقل من فصيل "فيلق الشام" الموالي لأنقرة جراء غارات شنتها روسيا على معسكر تدريب تابع له في شمال غرب سوريا، ووفق المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم (26 أكتوبر/تشرين الأول 2020). وبحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن فإن هذا هو "التصعيد الأعنف منذ سريان الهدنة مع تسجيل الحصيلة الأكبر على الإطلاق"، مرجحاً ارتفاعها لوجود عشرات الجرحى والمفقودين والعالقين تحت الأنقاض. وكان المرصد ،المقرب من المعارضة المناوئة للريس بشار الأسد، ومصدر بالمعارضة قد أفادا بوقوع ضربات جوية على معسكر بمنطقة جبل الدويلة شمال غرب إدلب في شمال غرب سوريا يديره مقاتلون من المعارضة تدعمهم تركيا أسفرت عن مقتل 20 شخصا على الأقل اليوم الاثنين. وقال مصدر المعارضة إن الضربات الروسية استهدفت فصيل "فيلق الشام" في قاعدته القريبة من الحدود مع تركيا، مما أدى إلى مقتل العشرات. وأكد سيف الرعد، المسؤول الاعلامي في الجبهة الوطنية للتحرير (تجمع الفصائل العاملة في إدلب والمقربة من أنقرة)، استهداف روسيا للمقر، من دون أن يحدد حصيلة القتلى النهائية. وندد "باستمرار خرق طيران روسيا وقوات النظام للاتفاق التركي الروسي مع استهداف مواقع عسكرية وقرى وبلدات". ودفعت قوات الحكومة السورية، بدعم من القوة الجوية الروسية، مقاتلي المعارضة للتقهقر إلى جيب من الأراضي المجاورة لتركيا بعد أكثر من تسع سنوات من الصراع الذي فجرته الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد في عام 2011. وأرسلت أنقرة آلاف الجنود إلى المنطقة هذا العام لوقف تقدم الحكومة السورية ومنع تدفق اللاجئين من منطقة إدلب الحدودية إلى تركيا. وقال مصدر المعارضة إن الضربات الجوية استهدفت معسكرا قرب كفر تخاريم على بعد نحو عشرة كيلومترات من الحدود التركية في محافظة إدلب. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية إنّ المقر كان قد تم تجهيزه حديثاً كمعسكر تدريب، وتم استهدافه فيما كان عشرات المقاتلين داخله يخضعون لدورة تدريبية. وحتى تحرير هذا الخبر لم يصدر أي تعليق على هذه العلمية من قبل روسيا أو الحكومة السورية، أو تركيا. ويسري في مناطق في إدلب ومحيطها منذ السادس من آذار/مارس وقفاً لاطلاق النار، أعلنته كل من موسكو، حليفة دمشق، وتركيا الداعمة للفصائل المقاتلة، بعد ثلاثة أشهر من هجوم واسع شنته دمشق في المنطقة وتسبب بنزوح نحو مليون شخص، لم يعد غالبيتهم إلى بلداتهم حتى الآن. ولا تزال الهدنة صامدة، رغم أنها تتعرض بين الحين والآخر لخروقات من الطرفين، وفق المرصد. وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل مقاتلة أخرى أقل نفوذاً حالياً على حوالى نصف مساحة إدلب ومناطق محدودة محاذية من محافظات حماة وحلب واللاذقية. وتؤوي المنطقة ثلاثة ملايين شخص نحو نصفهم من النازحين. وتتعرض المنطقة بين الحين والأخر لغارات تشنها أطراف عدة، آخرها قصف أميركي الخميس تسبب بمقتل 17 جهادياً بينهم قياديون في تنظيم متشدد مرتبط بتنظيم القاعدة، إضافة إلى خمسة مدنيين على الأقل، وفق المرصد. كما أعلنت باريس الأسبوع الماضي رصد اتصال بين مهاجم قتل المدرس الفرنسي صامويل باتي بقطع رأسه وجهادي في شمال غرب سوريا. وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه قبل أكثر من تسع سنوات بمقتل أكثر من 380 ألف شخص ودمار واسع في البنى التحتية، عدا عن نزوح وتشريد الملايين داخل سوريا وخارجها. ع.ح./ع.ج.م. (أ ف ب)
مشاركة :