استأنفت حكومة إقليم كردستان العراق، عملية تصدير النفط إلى إيران بواسطة الصهاريج، عبر المنافذ الحدودية بين الجانبين، بعد توقف استمر أكثر من 4 أشهر. ويشهد معبر حاجي عمران الحدودي مع إيران (155 كلم شمال شرقي أربيل)، عبور أكثر من 200 شاحنة تحمل صهاريج، من خلال الحدود إلى الجانب الإيراني يوميا، وهي محملة بآلاف الأطنان من النفط. وتعود الشاحنات من الجانب الإيراني في اليوم التالي، وهي محملة بآلاف البراميل من المشتقات النفطية مثل (البنزين والغاز أويل والكيروسين) وغيرها، وهي مشتقات يقول الإقليم بأنه في أمس الحاجة إليها. وكذلك الحال في منافذ الإقليم الأخرى المحاذية للحدود الإيرانية مثل معبر (باشماخ)، 80 كلم شرق السليمانية، ومعبر (برويز خان) قرب بلدة خانقين ضمن محافظة ديالى. نفط أسود وقال نيجيرفان البرزاني، رئيس حكومة الاقليم في ندوة متلفزة، إن عملية التصدير تتم بشفافية وطبقا لمضامين الدستور العراقي، التي قال إنها تعطي الإقليم حق الاستعانة بالشركات الأجنبية للاستثمار في مجال النفط بالإقليم. لكنه نفى علمه بملكية أسطول الصهاريج الذي تقوم بنقل النفط من الإقليم، مؤكداً ان حكومته على علم بتفاصيل عملية التصدير التي تقوم بها شركات متخصصة، وطبقا لمناقصات أصولية. ونفى بشكل قاطع أن تكون المادة المصدرة إلى إيران نفطاً خاماً، بل نفطا أسود مجردا من مكوناته الأساسية، موضحاً أن الإقليم يستورد من إيران مقابل ذلك المشتقات البترولية، خصوصاً مادتي (البنزين والغاز أويل) نظراً لحاجة الإقليم إليهما. من جانبه أكد آسود قادر، مدير معبر (حاجي عمران)، في لقاء مع سكاي نيوز عربية، أن المعبر لم يشهد إطلاقا أي تصدير للنفط الخام من حقول الإقليم إلى إيران، موضحاً أن النفط الأسود الذي يجري تصديره إلى إيران يومياً ، يباع بالأطنان وليس بالبراميل. وأضاف أن الجانب الإيراني أقام مؤخراً خزانات عملاقة على مقربة من المنفذ الحدودي لخزن كميات كبيرة من مشتقات النفط، بغية تسهيل تصديرها إلى الإقليم بواسطة أنبوب خاص. غضب وتذمر وفي طريقنا إلى المعبر الحدودي وعلى قارعة الطريق، شاهدنا جمعاً من سائقي الصهاريج الإيرانيين الأتراك، وهم غاضبون ويبدون تذمراً شديدا مما سموه سوء معاملة الشركات الكردية المتعاقدة معهم. وقال سائق إحدى الشاحنات ويدعى زاهد تبريزي: إن الشركة الكردية اتفقت معنا على نقل مشتقات البترول إلى مدينة أربيل القريبة مقابل 200 دولار لكل سائق، لكنها وبعد حجزنا في هذا الموقع أربعة أيام، تطالبنا بنقل الحمولة إلى مدينة السليمانية البعيدة جدا مقابل نفس الأجور. أما حاجي أحمدي، وهو سائق شاحنة من أهالي مدينة أورمية في آذريجان الإيرانية، فقد أكد أن الصهاريج تنقل النفط الأسود الخالي من المكونات الأساسية من مخازن في أربيل بإقليم كردستان، إلى مخازن في منطقة بندر عباس أقصى جنوبي إيران. وتثير عملية تصدير النفط من الإقليم بواسطة الصهاريج، لغطاً وزوبعة شديدين في الأوساط الشعبية والإعلامية الكردية، التي تصفها بعمليات تهريب النفط لصالح أحزاب وجهات متنفذة في الإقليم. كما تثير مشاكل سياسية وإدارية في العلاقة بين حكومة الإقليم والسلطات الاتحادية في بغداد، التي تعترض على آلية التصدير باعتبارها منافية لمضامين الدستور العراقي . ويؤكد القائمون على المعابر الحدودية التي تشهد عمليات تصدير النفط إلى إيران، أن عائداته التي تقدر بملايين الدولارات شهريا، تذهب مباشرة إلى خزانة حكومة الإقليم. إلا أن الغموض الذي يلف مصير تلك العائدات، وسوء الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها الإقليم منذ نحو عامين، يثيران تساؤلات محيرة لدى الشارع الكردستاني، دون أن تكون هناك إجابات شافية لتلك التساؤلات.
مشاركة :