كل الوطن، أسامة الفيصل، بيروت: باتت ظاهرة زواج القاصرات في لبنان تتزايد في الآونة الأخيرة، ويصفها البعض بأنها تُشكّل انتهاكًا واضحًا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتخالف أبسط القواعد التي يجب أن يقوم عليها الزواج. لماذا نشهد ظاهرة الزواج المبكر؟ ما هي أسباب ذلك؟ كيف تشكل إنتهاكا لحقوق الطفلة؟ وما هي نتائجها وإنعكاساتها؟ حجم الظاهرة كبير وخطير أظهرت دراسة حديثة أن 13 في المئة من المتزوجات في لبنان قد تزوجن قبل سن الـ18 عاماً. وبيّنت معلومات يتعلق بالنازحين السوريين، تم الحصول عليها من المفوضية السامية أن 23 في المئة من السوريات النازحات في لبنان تزوجن قبل بلوغهن سن الـ18 عاماً. إذا حجم الظاهرة كبير وخطير، ولا سيما عند أسر النازحين السوريين والأسر اللبنانية التي تعاني الفقر المدقع. ما تقدم هو خلاصة الندوة التي نظمها معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف مؤخرا في حرم العلوم الاجتماعية- هوفلان عرض خلالها لنتائج دراسة إحصائية مموّلة من السفارة الكندية حول الزواج المبكر. وعرضت الأستاذة في معهد العلوم السياسية هلا عيتاني نتائجها والتي أظهرت أهمية العوامل الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما التربية والدخل ومستوى الأهل التعليمي إلى جانب العامل الثقافي كالانتماء القبلي في مسألة تحليل الزواج المبكر بالنسبة للفتيات. وبينت النتائج أهمية عامل التربية الذي له الأثر الأكبر في معالجة هذه المشكلة متفوقاً على سائر العوامل الأخرى بما في ذلك الانتماء الطائفي. وحسب الدراسة، فإن 13في المئة من المتزوجات في لبنان قد تزوجن قبل سن الـ18 عاماً. وبحسب المناطق، فقد حازت منطقة الهرمل على النسبة الأعلى (نحو 16 في المئة)، تبعتها مناطق المنية، الذنية، صور، حاصبيا، طرابلس، عكار بنسبةٍ تتراوح بين 14 و 15في المئة. وسجلت مناطق البترون، جزين، المتن، بعبدا، كسروان، جبيل، الشوف أدنى النسب التي تراوحت بين5 و 7 في المئة. أما في بيروت فقد بلغت النسبة 8 في المئة. النازحات السوريات وأوردت صحيفة السفير معلومات حصلت عليها من المفوضية السامية أن 23 في المئة من السوريات في لبنان تزوجن قبل بلوغهن سن الـ18 عاماً. ولم يكن للاختلاف بين المناطق من تأثيرٍ مهمٍّ على النتائج. كما أظهرت النتائج أن 4454 فتاةً سورية في لبنان من أصل 70269 تزوجن دون سن ال18 عاماً، وهنّ تتراوح أعمارهن بين الـ12 والـ17 عاماً، أي ما يعادل نسبة 6.3 في المئة مقابل 0.2 في المئة للفتيان. ومن النتائج التي خلصت إليها الدراسة التحليلية أن المستوى التعليمي للأم له تأثيرٌ أكبر من مستوى الأب في الحدّ من هذه الظاهرة. الأمر الذي يطرح مشكلة تعليم الفتيات والنسوة في المناطق النائية وذات الدخل المحدود وخصوصاً ضمن السوريين.
مشاركة :