كابول - رويترز: انفجرت سيارة ملغومة أمس على مقربة من مدخل مطار العاصمة كابول، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 16 آخرين. ويأتي الانفجار بعد سلسلة هجمات انتحارية في العاصمة الأفغانية أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين وإصابة المئات. وتأتي موجة التفجيرات في كابول وأقاليم أخرى بعد تغيير في قيادة حركة طالبان بعد الإعلان الأسبوع الماضي عن وفاة مؤسسها الملا محمد عمر وخلاف على قيادة الحركة. وقضت الهجمات على أي آمال لاستئناف فوري لمحادثات السلام مع الحكومة، كما تشير إلى أن قائد حركة طالبان الجديد الملا محمد أختر منصور يعتزم توجيه رسالة بأن الحركة لن تبدي تراجعًا. وقالت وزارة الداخلية في بيان "هذه الهجمات تكشف عن مستوى عالٍ من الوحشية من الإرهابيين ضد مدنيين أبرياء". وأعلنت حركة طالبان المسؤولية عن هجوم أمس الانتحاري في منطقة مزدحمة خارج نقطة تفتيش المطار قائلة إنها استهدفت "قوات أجنبية". وقال قائد شرطة كابول عبد الرحمن رحيمي إن خمسة أشخاص قتلوا في الهجوم وأصيب 16. وكان وحد الله مايار المتحدث باسم وزارة الصحة قال في وقت سابق إن امرأة وطفلاً من بين الجرحى. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان إن ركاب السيارتين اللتين كانتا مستهدفتين كانوا أجانب وكلهم قتلوا. ونفى مقتل أي مدنيين أفغان في الهجوم. وأدان الرئيس أشرف عبد الغني هجوم أمس قائلًا إن طالبان ما زالت تدير مصانع لتصنيع القنابل ومراكز للتدريب على الهجمات الانتحارية في باكستان المجاورة وحثّ إسلام إباد على غلقها. ولكن عبد الغني لم يغلق الباب تمامًا أمام استئناف الحوار مع طالبان إذا توقف العنف. وقال للصحفيين "سنعمل على إرساء السلام مع من يعرفون الإنسانية والإسلام...ولا يدمرون بلادهم لمصلحة عناصر خارجية". من جهة ثانية، اتهم الرئيس الأفغاني أشرف غني أمس باكستان بـ"توجيه رسالة عدائية" إثر سلسلة اعتداءات في كابول خلفت 56 قتيلاً على الأقل في الأيام الأخيرة. وبعد توليه منصبه في سبتمبر الفائت، بدأ غني تقاربًا مع إسلام أباد في محاولة لإنهاء النزاع مع متمردي طالبان المستمر منذ 2001. ولكن في مؤتمر صحفي عقده بعد بضع ساعات من هجوم جديد لطالبان في كابول خلف خمسة قتلى، وجه غني انتقادًا إلى باكستان، معتبرًا أن هجمات كابول تثبت أن باكستان لا تزال تؤوي "معسكرات لتدريب الانتحاريين وأماكن لصنع القنابل". وأضاف محذرًا "إذا استمر قتل شعبنا فإن علاقتنا مع باكستان ستفقد معناها". وتساءل غني "ماذا كانت الحكومة الباكستانية ستفعل لو أن مجزرة شاه شهيد (اعتداء أسفر عن مقتل 15 شخصًا مساء الخميس في كابول) وقعت في إسلام أباد والمسؤولين (عنها) كانوا في أفغانستان؟". وباكستان التي شجعت طالبان في التسعينيات متهمة بأنها لا تزال تتبنى موقفًا ملتبسًا حيال المتمردين، لكنها تنفي ذلك.
مشاركة :