متابعة صفاء العبد: يبقى فريق الجيش من بين الفرق التي تحظى بالكثير من الاهتمام على المستوى التنافسي المتوقع لموسم الكرة الجديد الذي بات يطرق الأبواب .. فرغم حداثة عهده مع الكبار إلا أن هذا الفريق استطاع أن يحجز لنفسه موقعا متميزا بين فرقنا الكبيرة وبات يمثل قطبا فاعلا وركنا مهما من الأركان التي تقوم عليها المنافسات في بطولاتنا الرئيسية .. فعلى امتداد أربعة مواسم كان قد أمضاها حتى الآن وسط الكبار كان فريق الجيش قد أثبت جدارته وقدرته على أن يكون من بين أبرز الفرق وأقواها بحيث ظل طوال تلك المواسم منافسا صلبا عند المراكز المتقدمة بل وساعيا بقوة نحو منصات التتويج رغم أنه لم يوفق في ذلك سوى مرة واحدة حتى الآن عندما توج بلقب بطولة كأس قطر في الموسم قبل الماضي إلى جانب إحرازه مركز الوصيف مرتين في دوري النجوم والمركز الثالث في المرتين الأخريين .. ولم يكتف الجيش بذلك فقط بل كان طرفا في نهائي البطولتين الغاليتين في الموسم الماضي لكنه حل بالمركز الثاني في كلتيهما ليصبح وصيفا للسد في كأس سمو الأمير ووصيفا للخويا في كأس قطر .. وتأسيسا على ذلك نجد أن فريق الجيش يمتلك كل الحق في أن يعود هذا الموسم أكثر إصرارا على التواصل مع نجاحاته وبالتالي محاولة تجاوز جلباب الوصيف واعتلاء منصة التتويج كبطل هذه المرة لا سيما وأنه يمتلك كل المقومات التي تؤهله فعلا لتحقيق طموحاته المشروعة هذه والتي تتفق مع ما يبذله، إدارة وجهازا فنيا ولاعبين، من جهود كبيرة ومتميزة على هذا الطريق .. وفي هذا السياق كان فريق الجيش، الذي تمسك بمدربه التونسي صبري لموشي الذي سبق وأن تعاقد معه عقب مغادرة التونسي الآخر السابق نبيل معلول بعد الجولة (14) من دوري الموسم الماضي، قد جاء بمحترفين جديدين هذا الموسم حيث ضم إلى صفوفه الأوزبكي الدولي سردور راشيدوف القادم من صفوف بونيودكور واللاعب المغربي عبدالرزاق حمدالله الذي سبق وأن مثل فريق غوانزهو الصيني حامل لقب دوري أبطال آسيا في الموسم قبل الماضي .. وواضح طبعا أن كلا اللاعبين يمثلان صفقتين مهمتين حيث سيكون بإمكانهما أن يعززا إمكانات الفريق الهجومية إذ يُعد الأول واحدا من اللاعبين المتميزين على المستوى الآسيوي ويجيد التحرك عند الأطراف وتحديدا في الجانب الأيسر بينما كان الثاني قد أثبت الكثير من الجدارة في الأداء الهجومي سواء مع غوانزهو أو منتخب بلاده الأولمبي .. ومن هنا نرى أن وجود هذين اللاعبين إلى جانب المهاجم البرازيلي رومارينهو، الذي أثبت الكثير من الكفاءة والتميز مع الفريق منذ الموسم الماضي، من شأنه أن يعزز طاقات الفريق الهجومية ويرفع من درجة خطورته في الأمام بينما يبقى المحترف الآخر البرازيلي لوكاس منديز مهما هو الآخر لما يمتلكه من إمكانات في مركز قلب الدفاع خصوصا بعد أن غادر الفريق المحترف البرازيلي الآخر المدافع أندرسون المنتقل إلى صفوف الغرافة وكذلك المهاجم الكوري الجنوبي كينهو لي الذي تم الاستغناء عنه بعد أن أخفق في تسجيل إضافة مهمة للفريق منذ التحاقه بصفوفه بداية الموسم الماضي حيث غالبا ما كان يتواجد كلاعب بديل على دكة البدلاء وليس لاعبا أساسيا فيه .. ومع أن الفريق كان قد نجح في كسب اثنين من المحترفين اللذين يمكن أن يضيفا الكثير للفريق على المستوى الهجومي تحديدا إلا أنه سيفتقد هذه المرة لركيزة هجومية مهمة جدا ممثلة بلاعبنا الدولي محمد مونتاري الذي انتقل إلى صفوف فريق لخويا وهو ما يمثل بالنسبة للمراقبين فقدان الفريق لورقة في غاية الأهمية يمكن أن تقلص نسبيا من خيارات الجهاز الفني في الشق الهجومي حتى مع وجود رومارينهو وعبدالقادر الياس وعبدالرزاق حمدالله وماجد محمد وفاجنر وكذلك اللاعب العائد محمد جدو بعد انتهاء إعارته لفريق أم صلال .. ومثلما فقد الفريق لمهاجم مهم مثل محمد مونتاري فإنه فقد هذه المرة أيضا حارساً جيداً هو أحمد سفيان الذي انتقل على سبيل الإعارة إلى صفوف الخريطيات في مقابل انتقال حارس الخريطيات خليفة أبو بكر إلى صفوف الجيش ليكون إلى جانب سعود الخاطر في القائمة الجديدة للفريق .. وإلى جانب محمد جدو فإن الفريق كان قد استعاد أيضا لاعبا مهما آخر هو الظهير الأيمن مراد ناجي بعد انتهاء مدة إعارته إلى فريق أم صلال وكذلك زميله المدافع أحمد النحوي وكلاهما يمكن أن يكونا من بين الأوراق التي يحتاجها صبري لموشي فعلا في الشق الدفاعي إلى جانب البرازيلي لوكاس ميندس وعبدالرحمن أبكر ويوسف مفتاح ومصعب محمود بينما استقطب الفريق لاعب وسط الغرافة عثمان اليهري بنظام الإعارة ليكون متواجدا إلى جانب وسام رزق ومحمد مثناني وخالد عبدالرؤوف وياسر أبوبكر وجميعهم يتمتعون بإمكانات جيدة في منطقة العمليات وكذلك في الإسناد الهجومي .. وفي كل الأحوال نقول إن ما ننتظره من الفريق في الموسم الجديد لا بد وأن يكون أكبر وأفضل مما قدمه في الموسم الماضي خصوصا بعد أن أمضى معه مدربه صبري لموشي وقتا طويلا منذ توليه مهمة تدريبه بعد الجولة الرابعة عشرة من دوري الموسم الماضي يوم حل بديلا لنبيل معلول .. ففي المرة السابقة لم يكن لموشي مسؤولا عن إعداد الفريق ولا عن اختيارات المحترفين واللاعبين الآخرين وفقا للقناعات الفنية بينما هو اليوم يمضي موسما جديدا مع الفريق وخصوصا على مستوى التحضير من خلال المعسكر الإعدادي الذي يخضع له حاليا في النمسا أو على مستوى اختيار اللاعبين والمحترفين منهم على وجه التحديد .. لذلك فإن الذي ننتظره هو أن نشهد لمسات أوضح للمدرب مع الفريق خصوصا وأننا ندرك بانه يمتلك إمكانات جيدة في هذا الجانب يمكن أن يوظفها، مع خبرته الممثلة بالظهور في كأس العالم مع منتخب كوت ديفوار في النسخة قبل الأخيرة من المونديال، في تصعيد قدرات الفريق وفي التوظيف الأمثل لإمكانات لاعبيه الذين نعرف جيدا أنهم يتمتعون بمزايا فنية وبدنية عالية تؤهلهم لأن يجعلوا من فريقهم طرفاً رئيسياً من أطراف الصراع على لقب الموسم الجديد. كما أن من بين ما يجعلنا أكثر ثقة في ارتقاء الفريق إلى الأفضل هو ما يتميز به على مستوى الإدارة أيضاً إذ أن إدارته كانت قد أثبتت في المواسم السابقة جدارتها وقدرتها على التصرف بأعلى درجات الاحترافية وهو ما يصب طبعاً في مصلحة الفريق وفي الإسهام بتوفير كل مقومات نجاحه وتألقه.
مشاركة :