يستعد الكاردينال المستقبلي وأسقف ألبانو ليدخل في عداد مجمع الكرادلة في الشركة الكاملة مع البابا فرنسيس. ويروي لموقع فاتيكان نيوز كيف تغيرت حياته ونشاطه في وقت قصير ويجدد التزامه ومسؤوليته تجاه الكنيسةبعد أيام قليلة من تعيينه عميدًا لمجمع دعاوى القديسين، يستعد أسقف ألبانو، المطران مارتشيلو سيمرارو، لخطوة أخرى دعاه إليه البابا بتعيينه كاردينلاً. وفي مقابلة أجراها معه موقع فاتيكان نيوز يتحدّث المطران مارتشيلو سيمرارو عن المشاعر التي خالجته بعد إعلان الأحد الماضي، وسط مفاجأة وامتنان وشعور بالمسؤولية.قال المطران سيميرارو كنت في المنزل، وكنت أتابع صلاة التبشير الملائكي، وبلغني من كلمات الأب الأقدس هذا التعيين الذي جاء بعد التعيين الأول بوقت قصير وغير إيقاع حياتي قليلاً. وكانت هذه مفاجأة أخرى. أشعر بامتنان شديد تجاه الأب الأقدس لبادرة الثقة هذه والتي تحمل أيضًا مسؤولية والتزامًا كبيرين في خدمة الكنيسة. أحد الأشياء التي خطرت على بالي فور سماعي لقائمة الأسماء، لا سيما أنَّ الاسم الأول الذي سمعته كان اسم أمين عام سينودس الأساقفة، كانت السينودسيّة التي تشير إلى مسيرة الشركة في الكنسية. ومن ثم مسؤوليتي: عميد مجمع دعاوى القديسين. وهذه سينودسيّة أخرى، وشركة أخرى، شركة السماء. نحن على الأرض، إذ نخدم ونعيش في الكنيسة، علينا أن نسعى لكي نعكس تلك الشركة السماوية التي نسير نحوها، كما يخبرنا عيد جميع القديسين الذي سنحتفل به عما قريب. لذلك كانت هذه هي المشاعر التي خالجتني في تلك اللحظة.تابع أسقف ألبانو يقول من وجهة نظر شخصية، حتى مع الأخذ في عين الاعتبار عمري أيضًا، كنت قد بدأت في التفكير في تقديم استقالتي من خدمة الأبرشية، كما يطلب النظام الكنسي. لذلك كنت، على الأقل روحيًا، في حالة التخلّي هذه والتي، بالنسبة لالتزامي في الأبرشية، هي لحظة خلق. إنَّ الأبوة في الواقع، تطلب الإنجاب ولكنها تطلب أيضًا التخلّي من أجل ترك الأبناء أحرارًا في مسيرتهم. لذلك كنت في هذا المنظور. أما الآن، من ناحية أخرى، هناك مسألة البدء من جديد، والانطلاق في خدمة تجعلني قبل كل شيء على اتصال بخبرة القداسة، وهذا بالنسبة لي مصدر راحة كبيرة وتشجيع كبير. لقد قبلتُ دعوة أسقف أسيزي للذهاب إلى هناك لاختتام الاحتفالات بتطويب كارلو أكوتيس وكنت هناك يوم الإثنين الماضي. عندما كنتُ أمام قبره، نظرت إلى هذا الطوباوي الشاب وتذكّرت أيقونة أعطاها لي الأب الأقدس ذات مرة بنسخ عديدة لكي أعطيها للكهنة ولأشخاص آخرين، وهذه الأيقونة تسمى "Santa Koinonia"، ونجد فيها راهبًا شابًا يحمل راهبًا مُسنذًا على كتفيه. وفي لقائه مع الشباب، تحدث البابا عن هذه الأيقونة ودعا الشباب لكي يأخذوا على عاتقهم أحلام الكنيسة وآمالهم. وأمام ذخائر الطوباوي كارلو أكوتيس، طلبت من هذا الشاب أن يحملني مع أحلامه على كتفيه لمساعدتي في عيش الخدمة التي دعاني البابا إليها.أضاف المطران مارتشيلو سيمرارو مجيبًا على سؤال حول معنى ومسؤوليّة الكلمات التي قالها البابا فرنسيس بعد ان أنهى قائمة أسماء الكرادلة الجدد إذ قال: "لنصلِّ من أجل الكرادلة الجدد لكي وإذ يثبتون في اتباعهم للمسيح يساعدونني في خدمتي كاسقف روما من أجل خير شعب الله الأمين والمقدّس" وقال أسقف ألبانو إن البابا، في رأيي المتواضع، هو في خضمِّ مشروع يمكننا تلخيصه في كلمة "عناية أو اهتمام"، " cura animarum"، وهي صيغة تقليدية مدونة في القانون الكنسي أيضًا للإشارة إلى خدمتنا، والتي تعني الاهتمام والعناية بالآخرين، وأن نساعد بعضنا بعضًا ونحمل أعباء بعضنا البعض كما يقول القديس بولس. وهذا ما يطلبه البابا. إنَّ البابا ليس تلك الشخصية العملاقة التي رسمتها الأساطير والتي تأخذ العالم كله على عاتقها، لا المسيح هو الذي أخذ على عاتقه ضعفنا ويسمح لنا أن نشفيه بجراحه. والبابا يعيش في هذه الشركة، وهو خادم شركة، كما تؤكِّد عقيدة أوَّليّة الحبر الروماني إذ تتحدّث عن البابا كخادم شركة مع الأساقفة والكنيسة. لذلك فمن الطبيعي أنه يشعر بالحاجة إلى وجود معاونين يساعدونه في تتميم خدمته. كذلك من ناحية أخرى، يشكل عمل إصلاح الكوريا الرومانيّة الذي تم خلال السنوات الأخيرة ويسير نحو تمامه خلال هذه الأشهر هو تصميم لتعاون كبير مع خدمة خليفة بطرس.
مشاركة :