استنكرت المملكة الرسوم المسيئة إلى نبي الهدى أو أي من الرسل عليهم السلام، رافضة في بيان أمس الثلاثاء أي محاولة للربط بين الإسلام والإرهاب، وأدانت في ذات الوقت كل عمل إرهابي أيًا كان مرتكبه.وشدد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، أن المملكة العربية السعودية ترفض أي محاولة للربط بين الإسلام والإرهاب، وتستنكر الرسوم المسيئة إلى نبي الهدى ورسول السلام محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم أو أي من الرسل عليهم السلام، وتُدين كل عمل إرهابي أيًا كان مرتكبه. المملكة دعت في ذات السياق إلى أن تكون الحرية الفكرية والثقافية منارة تشع بالاحترام والتسامح والسلام وتنبذ كل الممارسات والأعمال التي تولد الكراهية والعنف والتطرف وتمس بقيم التعايش المشترك والاحترام المتبادل بين شعوب العالم. وزير الخارجية خاطب الأمم المتحدة مشددا على جهود مملكة الإنسانية حول العالم (واس) قائدة الأمتينوباعتبارها قائدة للأمتين الإسلامية والعربية، تعد المملكة الوسيط الأول للسلام والوسطية والتسامح في العالم، وهو ما أكده صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية خلال مخاطبته في نيويورك الاجتماع رفيع المستوى للاحتفال بالذكرى السنوية 75 لتأسيس الأمم المتحدة، بقوله: إن المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال وسيطة للسلام لإنهاء العديد من الصراعات الدولية جنبًا إلى جنب مع الأمم المتحدة، وأجهزتها المختلفة في سبيل كل ما فيه خير للبشرية.وفي منحى قريب، وبما يعني تطبيق تعاليم الإسلام وتوضيح مدى اهتمام بلاد الحرمين بالإنسانية التي دعا إليها الرسول الكريم، لفت وزير الخارجية إلى دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبصفة المملكة دولة الرئاسة لمجموعة العشرين لعام 2020، إلى عقد قمة افتراضية، لقادة دول المجموعة والأخرى المدعوة والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، لمناقشة سبل المضي قدمًا في تنسيق الجهود العالمية لمكافحة جائحة كورونا، والتخفيف من آثارها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية.وبعد القمة مباشرة، أعلنت المملكة عن تبرعها بـ 500 مليون دولار أمريكي لتغطية الفجوة التمويلية في الخطة الإستراتيجية للتأهب والاستجابة التابعة لمنظمة الصحة العالمية، وأشار الأمير فيصل إلى أن المملكة ترأست مؤخرًا الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية مجموعة العشرين لتنسيق الجهود لمواجهة هذا التحدي العالمي، وأكد أن ذلك يأتي إيمانًا من المملكة بأهمية التعاون الدولي المشترك للمضي قدمًا في مواجهة التحديات العالمية، والتخفيف من آثار الأزمات على شعوب العالم أجمع.وجدد الأمير فيصل في ختام الكلمة، أن رسالة المملكة دائما وأبدا هي «السلام»، متمنيًا دوام التعاون البناء طريقا بيننا لبناء عالم أفضل، ينعم بالاستقرار، والرخاء، والأمان، والسلام.التطرف والكراهيةمن جانبها، شددت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء على أن الإساءة إلى مقامات الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام لن تضرّ أنبياء الله ورسله شيئا، وإنما تخدم أصحاب الدعوات المتطرفة الذين يريدون نشر أجواء الكراهية بين المجتمعات الإنسانية.وقالت في بيان لها أمس: إن واجب العقلاء في كل أنحاء العالم مؤسسات وأفرادًا إدانة هذه الإساءات التي لا تمتّ إلى حرية التعبير والتفكير بصلة، وإنما هي محض تعصب مقيت، وخدمة مجانية لأصحاب الأفكار المتطرفة.وأوضح البيان أن الإسلام الذي بُعث به محمد عليه الصلاة والسلام جاء بتحريم كل انتقاص أو تكذيب لأي نبي من أنبياء الله، كما نهى عن التعرض للرموز الدينية في قول الله تعالى: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم).وقالت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء: إن الإسلام أمر بالإعراض عن الجاهلين، وسيرة النبي عليه الصلاة والسلام ناطقة بذلك، فمقامه عليه الصلاة والسلام ومقامات إخوانه من الأنبياء والمرسلين محفوظة وسامية، قال الله تعالى: (إنا كفيناك المستهزئين). وقال سبحانه: (إن شانئك هو الأبتر).مشددة في ختام بيانها على أن واجب المسلمين وكل محب للحقيقة والتسامح نشر سيرة النبي عليه الصلاة والسلام بما اشتملت عليه من رحمة وعدل وسماحة وإنصاف وسعي لما فيه خير الإنسانية جمعاء. وصلى الله على نبينا محمد وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين وسلم.
مشاركة :