الإساءة إلى الأنبياء تنشر الكراهية

  • 10/28/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ظلت المملكة العربية السعودية تدعو لترسيخ ثقافة الحوار بين أتباع الأديان، وتبعاً لذلك ظلت مواقفها ثابتة من الإساءة للاديان، ليظل التواصل الإنساني هو المحدد الرئيس للعلاقات بين أتباع مختلف الديانات من أجل تعايش سلمي ممتد.. لقد تابع العالم الإسلامي بكثير من الدهشة والاستغراب تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بإن فرنسا لن تتخلى عن "الرسوم الكاريكاتورية" (المسيئة للإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم).. مما أشعل موجة من الغضب في نفوس المسلمين، ليصنف هذا التصريح في خانة عدم الموضوعية التي تضر بعلاقات البلدان الخارجية التي يراعى فيها بشكل أساس احترام الدين والثقافة والعادات. نعم سيكون هذا التصريح بمثابة حافز للمتشددين كما قالت بذلك هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، حيث أشارت في بيان لها اليوم أن الإساءة إلى مقامات الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام لن يضر أنبياء الله ورسله شيئاً، وإنما يخدم أصحاب الدعوات المتطرفة الذين يريدون نشر أجواء الكراهية بين المجتمعات الإنسانية. وبقراءة متأنية لهذا البيان نلحظ موقف المملكة العقلاني في كيفية معالجة مثل هذه الأزمات، وقد تجلى ذلك أيضاً من خلال استقبال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، ومستشار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للسفير الفرنسي حيث جرى بينهما حديث ودي يأتي في إطاره الطبيعي لمعالجة أزمة لو تركت دون تدخل العقلاء ستشعل ناراً العالم في غنى عنها. ويمكن على المستوى الإعلامي إدارة هذه الأزمة وفق ثلاثة مسارات: يتعلق المسار الأول بتوظيف بروز هذه القضية على مستوى الرأي العام بإنتاج محتوى إعلامي واتصالي احترافي عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، الحافلة بقيم الإسلام العليا وكيف تعامل مع المخالفين، وما احتوته وثيقة مكة المكرمة من بنود تعكس سماحة الإسلام بخطاب عالمي مقنع ومحقق لأهداف رسالة الإسلام للعالم، أما المسار الثاني فيختص بضرورة إبراز التشريعات والأنظمة الأممية التي تجرم مس الرموز الدينية والتاريخية وفي طليعتها الأنبياء والرسل عليهم صلوات الله وسلامه التي تستهدف تحقيق التقارب بين المجتمعات على اختلافها وترسم سياسة مشتركة لتحقيق مصالحها، وبما يسهم في تقدم الإنسانية وتجنيبها مخاطر وتبعات مثل هذه الأطروحات، التي من شأنها إثارة الفتنة وتأجيج الخلاف في المشترك الإنساني، وربما عززت مظاهر الإرهاب بمختلف أشكاله الفكرية والإعلامية والتدميرية. أما المسار الثالث فيتطلب جهداً إعلامياً واتصالياً متعقلاً وموضوعياً في تفكيك خطاب المؤيدين لمثل هذه الطروحات المجرمة عالمياً وصناعة محتوى رقمي يتسم بالحوار الحضاري الذي يترفع عن الاندفاع في القول والفعل حتى لا نمارس الخطأ نفسه الذي ارتكبه هؤلاء. ويبقى على ماكرون أن يتراجع عن تصريحاته ويصحبها باعتذار للمسلمين في جميع أنحاء المعمورة، وحينما يفعل ذلك يكون بداية انتصر لبلاده، التي إن مضت على هذا الطريق لن تجني غير كثير من الخسائر في سوق السياسة والاقتصاد. وسنظل في المملكة العربية السعودية نحمل راية الوسطية في الإسلام، مع إشاعة ثقافة الحوار بين الأديان واحترام العادات والتقاليد والثقافات لجميع الشعوب.الممثل الإعلامي للمملكة في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب

مشاركة :