قبل أسبوع من موعد الانتخابات الأمريكية، وضع المرشّح الجمهوري الرئيس دونالد ترامب وخصمه الديموقراطي جو بايدن استراتيجيتين مختلفتين جذرياً لإخراج البلاد من الأزمة الصحية، مع موصلة الأول التقليل من خطورة الجائحة التي تتسارع وتيرتها في الولايات المتحدة كما في أوروبا. وأمام تجمّع لمئات من مناصريه في ميتشجن، الولاية التي منحته الفوز في انتخابات 2016، قال ترامب “عليكم الاختيار بين مشروعنا لقتل الفيروس، ومشروع بايدن لقتل الحلم الأمريكي”. وتابع ترامب أن بايدن “يريد أن يفرض إغلاقا جديدا”، وأضاف “هذه الانتخابات هي خيار بين انتعاش خارق بقيادة ترامب وكساد بقيادة بايدن”. وفي وقت أدلى فيه 67 مليوناً من أصل أكثر من 230 مليون ناخب أميركي بأصواتهم (الثلث بالاقتراع حضورياً والثلثان عبر البريد)، يداهم الوقت مساعي المرشّح الجمهوري لقلب مسار الأمور. ويواصل ترامب تنظيم العدد الأكبر من التجمّعات الانتخابية. في المقابل، اكتفى خصمه الديموقراطي، جو بايدن، بزيارة ولاية جورجيا في الجنوب المحافظ حيث لم يكن أحد، حتى الأمس القريب، يتصوّر أن ترامب يمكن أن يُهزم. وقال بايدن “يمكننا السيطرة على الفيروس وسنفعل ذلك”، مستغلاً تصريحا أطلقه كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز في نهاية الاسبوع الماضي قال فيه “لن نسيطر على الجائحة، سنسيطر على واقع تلقي اللقاحات”. وأضاف بايدن في خطاب القاه في الهواء الطلق لعشرين دقيقة أمام عدد قليل من الحاضرين الذين تقيّدوا بقواعد التباعد المادي: “اذا منحتموني شرف أن أكون رئيسكم استعدوا لتغيير في الأولويات، لأننا سنتحرك من اليوم الأول لولايتي الرئاسية لاستعادة السيطرة على وباء كوفيد-19”. وعاد الرئيس السابق باراك أوباما بقوة إلى المنابر في الأسبوع الاخير قبل الاقتراع ليهاجم مجددا، الثلاثاء، ترامب مؤكدا أنه يفتقر إلى الكفاءة. وقال أوباما في أورلاندو بفلوريدا خلال تجمع جديد كان المشاركون فيه داخل سياراتهم “يدعي هذا الرئيس بان لديه كل الفضل في اقتصاد ورثه ويرفض أي مسؤولية عن جائحة تجاهلها”. وحذر من تكرار ما حصل في انتخابات 2016 عندما هزمت هيلاري كلينتون على الرغم من أن استطلاعات الرأي كانت تفيد بتصدّرها نوايا التصويت، امام خصمها في مفاجأة مدوية. وأضاف أوباما “المرة الأخيرة نمنا على أمجادنا، وكان الناخبون كسالى ظنا منهم أن المعركة حسمت لصالحنا وانظروا ما حصل”.
مشاركة :