حضر الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الإربعاء احتفالية ذکری المولد النبوي الشريف، الذي تنظمه وزارة الأوقاف، كما كرم الرئيس في هذه المناسبة عدد من علماء الدين.وحضر الاحتفالية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والوزراء وكبار رجال الدولة، وشخصيات حكومية وسياسية وإعلامية ودينية.وهنأ الرئيس عبد الفتاح السيسي الأمة بمناسبة المولد النبوي الشريف وألقى كلمة جاءت أبرز رسائلها: - أتوجه بالتهنئة لشعب مصر الكريم ولكافة الشعوب العربية والإسلامية بمناسبة هذه الذكرى العطرة بالمولد النبوي.- احتفالنا بذكرى مولد سيد الخلق ونبي الرحمة صل الله عليه وسلم يستدعي كل معاني الرحمة في ديننا الحنيف ويذكرنا بأن شريعة الإسلام السمحة قد قامت على البناء لا الهدم.- مقاصد الأديان قائمة على تحقيق مصالح البلاد ومنفعة العباد من خلال السماحة واليسر وليس التطرف والتشدد والعسر.- ستظل قضية الوعي الرشيد وفهم صحيح الدين من أولويات المرحلة الراهنة في مواجهة أهل الشر الذين يحرفون معايير النصوص ويخرجونها من سياقها ويفسرونها وفق أهدافهم أو يعتمدون على تفسيرات خاطئة لها مما يتطلب باستمرار في المهمة والمسئولية الثقيلة التي يقوم بها علماء الدين لتصحيح المفاهيم الخاطئة وتصويبها لنحمي المجتمع والدولة من مخططات التخريب وليدرك العالم أجمع سماحة الدين العظيم الذي يتأسس على الرحمة والتسامح والتعايش السلمي بين الناس جميعًا.- بناء الوعي الرشيد يتطلب تضافر كافة المؤسسات الدينية والتربوية والثقافية والإعلامية للإسهام في بناء الشخصية القوية السوية والقادرة على مواجهة التحديات والتميز بين الحق والباطل والوعي السديد والوعي الزائف وبين الحقائق والشائعات.- أقدر الدور الذي تقوم به مؤسسات الدولة الدينية في نشر الفكر المستنير وتصحيح المفاهيم الخاطئة ليؤكدوا أننا في حاجة إلى مضاعفة الجهد المبذول من جميع المؤسسات ومنظومة بناء الوعي للوصول إلى جميع شرائح المجتمع في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ أمتنا ومنطقتنا والعالم من حولنا.- رسالة الإسلام التي تلقيناها من الرسول جاءت انتصارا للحرية، حرية الإيمان والاختيار والاعتقاد والفكر، إلا أن تلك الحريات لم تأتي مطلقة حتى لا تحولها أهواء النفس البشرية إلى فوضى تبيح التخريب والتدمير، كما أن حدود الحريات ينبغي أن تقف عند حدود حرية الآخرين.- تبرير التطرف تحت ستار الدين هو أبعد ما يكون عن الدين بل أنه محرم ومجرم ولا يتعدى كونه أداة لتحقيق مصالح ضيقة ومآرب شخصية.- التطرف لا يمكن قصره على دين بعينه ففي جميع الديانات وبكل أسف يوجد المتطرفون الذين يسعون إلى إذكاء روح الفتن وإشعال نار الغضب والكراهية وهي الأفكار التي لا تثمر إلا عن تغذية خطاب التناحر والحض على التباعد والفرقة.- أؤكد للجميع أن مكانة سيد الخلق النبي العظيم محمد صل الله عليه وسلم في قلوب ووجدان المسلمين في كل أنحاء العالم لا يمكن أن يمسها قول أو فعل كما أؤكد الرفض القاطع لأي أعمال عنف أو إرهاب سيصدر من أي طرف تحت شعار الدفاع عن الدين أو الرموز الدينية المقدسة.- فلنجعل من ذكرى مولده صل الله عليه وسلم نبراسا يضئ لنا الطريق لنعمر ونحقق المفهوم الحقيقي للرحمة في مواجهة جماعات القتل والتخريب ولنجعل من وطننا صورة مشرقة لفهم وتطبيق صحيح الدين وتحقيق مقاصد الشرع الحنيف حتى نبعث برسالة من مصر مهد التاريخ والحضارة الإنسانية تؤكد سماحة الأديان وتجعلها سبيلا لسلام العالم وتراحم البشرية بأكملها.
مشاركة :