كشفت مصر عن موقفها الحاسم والموضوعي في أزمة «موجة العداء» للإسلام والمسلمين، والتطاول على المقدسات الإسلامية، وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الاحتفال السنوي بذكرى المولد النبوي الشريف، أن حرية التعبير يجب أن تتوقف عند جرح مشاعر أكثر من مليار ونصف شخص.وأضاف السيسي، بكلمة تحذير واضحة.. رداً على الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله : «كفى إيذاء لنا».وفي إشارة للتبرير الفرنسي لحملة «العداء والكراهية والتطاول على الإسلام»، بزعم حرية التعبير، أكد الرئيس السيسي، أن تلك الحريات لم تأتِ مطْلقة حتى لا تحولها أهواء النفس البشرية إلى فوضى تبيح التخريب والتدمير، كما أن تلك الحريات ينبغى أن تقف عند حدود حريات الآخرين، تحترم الجميع ولا تخرج عن المنظومة المُحكمة التى خلق الله الكون فى إطارها، فما قد يعتبر قيدا على الحريات إنما يصون بالمقابل الحقوق فى مواجهة الآخرين.وأوضح في كلمات قاطعة «أن مكانة سيد الخلق النبى العظيم فى قلوب ووجدان المسلمين فى كل أنحاء العالم لا يمكن أن يمسها قول أو فعل»، كما أن هذا التطرف لا يمكن قصره على دين بعينه، ففى جميع الديانات، وبكل أسف يوجد المتطرفون الذين يسعون لإذكاء روح الفتنة، وإشعال نار الغضب والكراهية، وهى الأفكار التى لا تثمر إلا عن تغذية خطاب التناحر والحض على التباعد والفرقة، حتى أن سيرة النبى العطرة لم تسلم من ذلك التطرف.رسالة تحذير وتفنيد للمزاعم الفرنسيةوفي رسالة حملت « تحذيرا وتفنيدا للمزاعم الفرنسية» وبكلمات هادئة وحاسمة، شدد فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، دكتور أحمد الطيب، على أن الإساءةَ للإسلام والمسلمين هي عبث وتهريج وانفلاتٌ من كلِّ قيود المسؤوليَّة والالتزام الخُلُقي والعرف الدولي العام، وهو عداءٌ صريح لهذا الدِّين الحنيف، ولنبيِّه الذي بعَثَه الله رحمةً للعالَمين، معربًا عن رفض الأزهر مع كلِّ دول العالَم الإسلامي وبقوَّةٍ هذه البذاءات التي لا تُسيء في الحقيقة إلى المسلمين ونبيِ المسلمين، وإنَّما تسيء إلى هؤلاء الذين يجهلون عظمة هذا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.وأبدى فضيلة الإمام الأكبر تعجبه من أن تُوقَدَ نارُ الفتنةِ والكراهيةِ والإساءةِ في أقطارٍ طالما تغنَّت بأنها أقطار الثقافة وحاضنة الحضارة والتنوير والعلم والحداثة، ثم تضطربَ في يديها المعايير اضطرابًا واسعًا، حتى بِتنا نَراها وهي تُمسك بإحدى يدَيْها مِشكاةَ الحريةِ وحقوقِ الإنسان، بينما تُمسِكُ باليدِ الأخرى دعوة الكراهية ومشاعلَ النيران.ودعا الإمام الأكبر، المجتمع الدولي إلى إقرار تشريع عالمي يجرم معاداة المسلمين..كما أهاب شيخ الأزهر بالمسلمين إلى الالتزام بالسلمية وبالطرق القانونية في الدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والدين الإسلامي. وأعلن عن إطلاق الأزهرِ الشَريف مِنَصَّة عالميَّةً للتعريفِ بنبيِّ الرَّحمة ورسول الإنسانيَّة صلى الله عليه وسلم يقوم على تشغيلِها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، وبالعديدِ من لغاتِ العالم وتخصيصِ مسابقة بحثية عالميَّةٍ عن أخلاقِ محمَّد صلى الله عليه وسلم وإسهاماتِه التاريخيَّة الكبرى في مَسيرةِ الحُبِّ والخَيْر والسَّلام. مقاومة خطاب الكراهيةكما دعا فضيلته المواطنين المسلمين في الدولِ الغربيةِ إلى الاندماجِ الإيجابيِّ الواعي في هذه المجتمعات، مع الحفاظِ على هُويَّاتهم الدينيةِ والثقافيةِ، وعدمِ الانجرارِ وراءَ استفزازاتِ اليمينِ المتطرف، أو استقطابات جماعاتِ الإسلام السياسيِّ، والحرصِ الدائمِ على الطرقِ السِّلميةِ والقانونيةِ والعقلانيةِ في مقاومةِ خطابِ الكراهيةِ، وفي الحصولِ على حقوقِهم المشروعة؛ اقتداءً بأخلاق نبيهم الكريم صلى الله عليه وسلم.وأشار فضيلته إلى أن العالَم الإسلامي ومؤسساته الدينيَّة وفي مقدمتها الأزهر الشريف قد سارع إلى إدانة حادث القتل الإرهابي البغيض للمدرس الفرنسي في باريس، وهو حادث مؤسف ومؤلم، وفي ذات الوقت أيضا نجد من المؤسفِ أشدَّ الأسفِ أن الإساءةَ للإسلام والمسلمين في عالمنا اليوم قد أصبحت أداةً لحشدِ الأصوات والمضاربةِ بها في أسواقِ الانتخابات، وهذه الرسومُ المسيئةُ لنبيِّنا العظيم التي تتبنَّاها بعضُ الصُّحف والمجلات، بل بعضُ السياسات.وأضاف: “وعلى المسلمين ان يتقيدوا بالتزام الطرق السلمية والقانونية والعقلانية في مقاومة خطاب الكراهية والحصول على حقوقهم المشروعة اقتداء بنبيهم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.رفض استخدام لافتة حرية التعبير في الإساءة لنبي الإسلاموكان الاجتماع الطارىء، عبر آلية الفيديو كونفرانس، لمجلس حكماء المسلمين برئاسة شيخ الأزهر، قبل ثلاثة أيام، قد ندد بالحملة الممنهجة التي تسعى للنيل من نبي الإسلام والاستهزاء بالمقدسات الإسلامية تحت شعار «حرية التعبير»، مؤكدًا استنكاره الشديد أيضًا لحادث مقتل المدرس الفرنسي، وكذلك الاعتداء بالطعن والشروع في قتل سيدتين مسلمتين قرب برج إيفل، مشددًا على أن كل هذه الحوادث هي إرهاب بغيض أيًا كان مرتكبها وكيفما كانت دوافعها. وأعرب المجلس عن رفضه الشديد لاستخدام لافتة حرية التعبير في الإساءة لنبي الإسلام محمد – صلى الله عليه وسلم- ومقدسات الدين الإسلامي، مشددًا على أن حرية التعبير لابد أن تأتي في إطار من المسئولية الاجتماعية التي تحفظ حقوق الآخرين ولا تسمح بالمتاجرة بالأديان في أسواق السياسة والدعاية الانتخابية.
مشاركة :