لا يختلف اثنان على أن الأم هي العمود الفقري في البيت، فهي المسؤولة عن أعباء المنزل، وتوفير بيئة آمنة لأفراد أسرتها، ابتداء برعاية الأبناء ومتابعة دروسهم، وتحضير الطعام وتنظيف المكان وترتيبه وتهيئة بيئة آمنة لهم، لكن أن يمتد جدول عملها خارج المنزل بإعداد الطعام أثناء التنزه في الرحلات وتضحي بسعادتها لإدخال الفرحة على قلوبهم، فيؤكد أن مشاعرها تجاه أسرتها نقية ومن أصدق المشاعر.مشهد مألوففقد أضحى مشهد الأم «الشيف» في المتنزهات لا تخطؤه العين، فالأب جالس على بساطه أو كرسيه يستجم ويستنشق الهواء العليل، والأبناء يلهون بألعابهم، فيما تقف هي على شواية اللحم تلفح وجهها حرارة الجمر، تغمرها السعادة لأنها تعد الطعام لشريك حياتها وفلذات أكبادها.وقد يعزو البعض أن قيام الأم بهذا الدور يرجع إلى أنها الأقدر على إعداد لحم الشواء وتجهيزه من أي فرد آخر، لكنهم يغفلون أن مشاعر الأمومة تتفوق لديها على مهارتها في إعداد الطعام، خاصة أن أفضل الطهاة في العالم، هم من الرجال، لكن انحصر ذلك العمل في الأسرة فلم يجد من ينبري له سوى الأم العطوفة الحنونة المتفانية وحمالة الهموم.فرق واضحاقتربنا من إحدى السيدات، التي تشرف على الشواء لأسرتها داخل أحد المتنزهات وتدعى مها العطاوي، لنتعرف منها عن السبب في عدم اصطحاب الطعام معهم، لتستمتع برحلتها مع أسرتها، خاصة أن المطاعم كثيرة وتوفر كل أصناف الأطعمة، أو حتى توكل أمر الإعداد لزوجها، فأجابت بقولها: «اعتاد أبنائي على الوصفات التي أعدها لهم، لذا يشعرون بالفرق الكبير بين ما أعده لهم من طعام وبين ما يتم شراؤه أو يعده لهم والدهم أحياناً في الرحلات».وأضافت أن أبناءها غالباً ما يعرضون عما يعده والدهم، مما يضطرهم للشراء من المطاعم، والانتظار وقتاً طويلاً حتى يحصلوا، ويتسبب ذلك في تكدير صفو الرحلة والاستمتاع بأجواء التنزه، قائلة: «لم أجد أمامي سوى القيام بالأمر بنفسي».شراكة أسريةوتوافقها الرأي أم أسيل، حيث أشارت إلى أنها تحرص على تجهيز اللحوم لشوائها مبكراً، لافتة إلى أن زوجها يتولى أحياناً أمر الشواء، ويتقاسمون الدور في معظم الأوقات، لافتة إلى أن منظر شواء الأسر في الحدائق أصبح مألوفاً للجميع، لاسيما في الوقت الحالي، فيما كان ذلك مستغرباً فيما مضى، مؤكدة أن سعادتها تكمن في رؤية الفرحة على وجوه أبنائها وهم يتناولون الطعام الذي أعدته لهم وأشرفت على تجهيزه بنفسها.سفر الفيس بوكفيما أشارت خبيرة التنسيق والإتيكيت نهى باملفح إلى أن الأبناء غالباً ما يفضلون أن تتولى الأم مهمة طهي الطعام سواء داخل المنزل أو خارجه، مرجعة ذلك إلى أن الأم تعتبر أكثر دقة في تجهيز الوصفات بمقادير متقنة.وأضافت أن الأمر الأكثر أهمية للأبناء هو إعداد الأم للطعام بمظهر جميل وتنسيقها للسفرة بمنظر حضاري والتفنن في التقديم الذي يهمهم في تصوير الرحلة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلة: «أصبحت الآن المباهاة بسفر طعام الرحلات والنزهات أمراً شائعاً بنسبة كبيرة جداً بين أوساط الشباب والنساء»، مؤكدة أن لمسات الأم على سفرة الطعام تعطيها جمالاً وإبداعاً.
مشاركة :