محكمة إسرائيلية تقاضي رجلاً وامرأة من الجولان بتهمة قتل جريح سوري

  • 8/11/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قدّمت النيابة العامة في إسرائيل، أمس، إلى المحكمة المركزية في مدينة الناصرة، لائحة اتهام ضد كل من بشيرة محمود (48 عامًا)، وهي أم لأربعة أولاد، وأمل أبو صالح (21 عامًا)، وكلاهما من مجدل شمس في هضبة الجولان المحتلة، تضمنت تهمة قتل جريح سوري نقل إلى إسرائيل للعلاج قبل شهرين. ووفق لائحة الاتهام، فإن المتهمين لم يعترفا بتهمة القتل ولم يتعاونا مع المحققين. لكن أشرطة مصورة في مواقع عدة ومن زوايا مختلفة، تشير إلى أنهما قاما بالدور الأساس في عملية القتل. فقد تم توثيقهما وهما يضربان الجريح من دون رحمة، مما أسفر عن موته في وقت لاحق. وقالت الشرطة إنها لم تنهِ هذا الملف بلائحتي الاتهام، وإنها تواصل التحقيقات مع أشخاص يشتبه بأنهم متورطون في الحادثة، بعدما اعتقلت زهاء 30 مواطنا وأطلقت سراحهم. وجاء في لائحة الاتهام، أن جريحين سوريين وصلا إلى الجهة التي تسيطر عليها إسرائيل من الجولان، في مساء يوم 22 يونيو (حزيران) الماضي، عن طريق الحدود في منطقة جبل الشيخ. وقد كانا في حالة صحية جيدة، وجروحهما طفيفة، لكن بعد دخول سيارة الإسعاف إلى منطقة مجدل شمس، هاجم جمهور غاضب من دروز البلدة السيارة بعصي وسلاسل حديدية وحجارة، وطلبوا من الجنود في سيارة الجيش الإسرائيلي المرافقة، بأن يسلموهم الجريحين السوريين. فقال لهم الضابط، إن الجريحين هما جنديان إسرائيليان، لكن الجمهور لم يصدق. فقد حصلوا على معلومات مسبقة من داخل الجيش نفسه، بأن الجريحين سوريان. وهنا تمكن سائق سيارة الإسعاف من مراوغة الجمهور، وهرب باتجاه المستشفى في مدينة نهاريا الساحلية، فلحق بها الجمهور الغاضب بسيارات وتراكتورات. وتمكنوا من الوصول إليها وسد طريقها. وعندما رأى السائق والممرض الجمهور والعصي المرفوعة، وسمعا الصراخ الهستيري، هربا وتركا الجريحين في السيارة. وتقول لائحة الاتهام، إن جنودا إسرائيليين أطلقوا الرصاص في الهواء لردع المهاجمين، فعادوا قليلا إلى الوراء، لكنهم عادوا وهجموا على سيارة الإسعاف، وكسروا جمجمة ضابط إسرائيلي حاول منعهم. ثم انقضوا على الجريحين، وسحبوهما من السيارة وراحوا يضربونهما بالعصي وسلاسل الحديد والحجارة، في كل أنحاء جسديهما. وعرضت على المحكمة الأشرطة التي تبين أن الشاب أبو صالح، وصل إلى أحد الجريحين وهو ملقى على الأرض منهار القوى، ومع ذلك راح يضربه بهراوته، فيما حملت بشيرة حجرا كبيرا وألقته على رأسه، وأعادت العملية مرات عدة. وأشارت النيابة العامة إلى أن المتهمين ومن معهم، نفذوا الاعتداء بسبب غضبهم من الاعتداءات التي تقوم بها «داعش» وجبهة النصرة ضد الدروز في سوريا، وأرادوا بذلك الانتقام. لكن الجريحين السوريين، وهما طالبان في الجامعة، لا يشاركان في الحرب. وقد تعرض بيتهما في إحدى القرى القريبة من القصف إلى صاروخ خفيف، فأصيبا، وتوجها بمبادرتهما إلى الحدود من دون أن يعرفا شيئا عن الترتيبات هناك. وقال محمد ملحم، محامي الدفاع عن بشيرة، إن موكلته لم تضرب بغرض القتل، ولكنها قامت بـ«فشّ خلقها» على الاعتداءات التي يتعرض لها أهلها في سوريا. ولذلك فإن الاتهامات الموجهة إليها بالقتل العمد هي ضرب من المبالغة. وردت النيابة بأن الهجوم الجماعي استهدف القتل، وكانت الأغاني التي أنشدها المهاجمون تحض على القتل أيضا، وأن العملية كادت تؤدي إلى مقتل الجريحين، لكن الجريح الثاني تمكن من النجاة بأعجوبة، إذ تظاهر بأنه ميت، فتركوه. وهو لا يزال يتلقى العلاج وحالته حرجة، ولم يخرج من حالة الخطر.

مشاركة :