ضيف الرأي: صاحبة السمو الملكي الأميرة هيفاء بنت عبدالله بن عبد العزيز

  • 10/29/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نرحببكمفيبرنامجنا “ضيفالرأي” وضيفتنالهذا اليوم صاحبة السمو الملكي الأميرة هيفاء بنت عبدالله بن عبد العزيز آل سعود والتي نبارك لها بحصولها على شهادتي الفنون التشكيلية درجتي البكالوريوس والماجستير من الجامعة الأمريكية … ولنا معها هذا اللقاء المميز والمثير ذو طابع شفاف بعيدًا عن التكلف. س١/ هيفاء بنت عبدالله عرفينا عن نفسك بسطور؟ ج/ هيفاء بنت عبدالله آل سعود، رسامة سريالية سعودية، تأثرت بعدة فنانين سرياليين مثل (سلفادور دالي) و(فريدا كاهلو) حيث أعتبرهما اثنين من أهم الفنانين السيرياليين ؛ فقد أيقظا حس الفن بداخلي. عندما أرسم أحاول أن أعطي الأولوية للسرد الممتع وغير المتوقع، كما أقوم بتوظيف ألوان غنية و نابضة بالحياة،تحرك المشاهد وتعطيه تجربة جمالية هادفة توقظ حواسه وتجعله يفكر ويشعر بعمق.   س٢/ لكل طموح مميز خطوات.. فكيف كانت خطواتكِ الأولى نحو الفن التشكيلي، ومن قدم لكِ هذا الدعم، حدثينا عن ذلك؟ ومن اكتشف فيك حب الرسم ودعمك ؟ ج/ بدأ عشقي للفنون بشكل غير متوقع، حين كنت في عمر الثامنة عندما وجدت نفسي أثناء جلوسي في صالة منزل أختي نورة _ رحمها الله _ وهي رسامة، كانت قد رسمت لوحة لوجه نصفه أسد والنصف الاخر امرأة ! كنت حينها فتاة صغيرة وقفت تحت هذه اللوحة ، مفتونة بقوتها وجمالها فلم استطع تصديق أن أختي يمكنها رسم شيء مثير للاهتمام وعظيم كهذا ، فلذلك رغبت بتعلم هذا الفن يوماً ما. وعلى الرغم من الانبهار المبكر بالفن، إلا أنني بدأت باكتشاف الفن من الناحية التقنية والتعليمية بعد ذلك بعدة سنوات. في البداية قابلت الفنانة التشكيلية السعودية ( منى القصبي ) عام 2000 م عملت منى على وضع حجر الأساس لدي .. حيث بدأت بتعليمي عن كيفية مزج الألوان، كنت أرقابها تمزج ألوان زيتية مختلفة مع بعض لتصنع درجات مختلفة من الألوان ، وقعت بحب هذه العملية ومن هنا بدأ عشقي للفن والذي استمر حتى يومنا هذا. فيما بعد أثناء سفري قمت بأخذ دروس ودورات خاصة بالرسم في مناطق مختلفة. في عام 2006 تعرفت على فنانة تشكيلية استرالية (نيومي جرتسكي ) بدأت تعليمي أساسيات الفن بشكل مختلف فاهتمامها وتعليماتها الصبورة ساعدتني حقيقةً لفهم العناصر الأساسية للفن . بالإضافة ففي عام 2008 تعرفت على الفنانة التشكيلية (ملك طبش ) فلقد تعلمت من منى و نيومي الرسم الزيتي لكن ملك كانت مهتمة بتعريفي بالاكريليك، بدأت تعليمي آلية العمل في هذا المجال أدركت حينها أنني أريد فعلاً مواصلة الفن بشكل رسمي في بيئة جامعية. عام 2011 التحقت بأكاديمية الفن في جامعة سان فرانسيسكو واتممت دراستي وفي عام ٢٠١٥ حصلت على شهادة البكالوريوس وفي عام ٢٠٢٠ نلت درجة الماجستير. الحمد لله على توفيقه ثم كل الشكر والتقدير لعائلتي على التشجيع المستمر والدعم ألا محدود. س٣/ النجاح والتفرد طريقهما واحد ووعر.. ان تكرمتِ حدثينا عن تلك الصعوبات والتحديات التي واجهتك في رحلتك نحو عالم الفن التشكيلي؟ ج/ أصعب جزء في رحلتي كفنانة هو إيجاد نمط فريد وطريقة تعبير فني متميزة ، و بالتأكيد كنت متأثرة وتضمن تأثري أهم الفناننين (سلفادور دالي) و(فريدا كاهلو)، بالإضافة إلى معلميّ الخصوصيين وأساتذة الجامعة، ولكن يجب دوماً على أيّ فنان أن يتعمّق في البحث عن ” الفنان بداخله ومن ثم تنميته “، وهذه ليست بالعملية السهلة ولا يمكن التسرع فيها وإنما تأخذ العديد من السنوات لتطوير مهارت الشخص ؛ ليصل لنقطة تؤهله بأن يقول حقاً “هذا أنا، وهكذا أتحدث من خلال فرشاتي”. لذلك يتعلق الموضوع حقيقةً حول الحصول على التقنيات واتقان المهارات والقدارت، ولكن بمرور الوقت أصعب جزء هو كيف يجد طريقة لصقل شخصية الفنان وروحه بالعملية الفنية. ولكي أكون صادقة تماماً، إلى الآن ما زلت أبحث عن التعبير الحقيقي، في كل مرة أخذ فيها دورة أو أقدم معرض أدرك أنه ما زال هناك الكثير لأتعلمه،لكي تصبح فناناً لا يعني الوصول إلى وجهة واحدة، فقط. هي رحلة حياة، وحياة رائعة من خلال ذلك.   س٤/ سموك مَن مِنَ الناس والفنانين العالميين الذين يلهمونك حتى أصبح فنك وتصاميمك متميزة؟ ج/ هناك العديد من الفنانين ممن ساعدوا في تشكيل حياتي المهنية وأثروا بتوجهاتي كرسّامة، أولاً : والأهم لا بد لي أن أنسب الفضل لـ (سلفادور دالي) منذ أول مرة رأيت فيها أعماله، لقد جذبتني قدرته المميزة في إحتراف الواقع وتقديم عالم يبدو وكأنه حلم، هذه الموهبة المتفردة قد ألهمتني. ثانياً : أردت التعرف على شجاعة وجرأة (فريدا كاهلو)، إنها شجاعة وجريئة لا تخشى تحدي القواعد وكسر الحدود، ولطالما أدهشتني قوة وحيوية رسوماتها. الشخص الأخيرالذي أود ذكره هو (فلاديمير كوش) الذي يصف أعماله بالواقعية المجازية، وحظيت بفرصة عظيمة بالعمل معه بشكل مباشر في صيف 2015 عندما كنت في نيويورك، وكان عنده رؤية ممتازة وقدرة على التقاط التفاصيل بطريقة تتحدى الخيال، شجعني (كوش) خلال إحدى الجلسات للرسم معه، وأقول أن 70% ممّا رسمناه كان له و 30% كان لي. ببساطة ما أدهشني في عقليته هو قدرته على رؤية الاحتملات في التعابير التي كانت من الممكن أن تغيب عن بالي بدون تأثيره، ولكن عندما عملت معه كان قادراً على فتح أنماط رائعة للتعابير، بالفعل خياله ورؤيته استثنائيين.   س٥/ عندما قررت هيفاء افتتاح أول معرض فني و خيري لها من الذي صفق لها وشجعها ودعمها؟ ج/ الفضل لله سبحانه وتعالى اولاً ثم لعائلتي هي من دعمني وشجعني وساندني وممتنه لاصدقائي لوقوفهم بجانبي لتحقيق حلمي كان لهم دور فعال في مساعدتي لبناء الفنان التشكيلي الذي اصبحته اليوم ، كما اود ان اوضح امر ما كنت لاسمي معارضي خيريه بالضبط. إنما أجدها تظهر فني مما يجعلني أصل إلى نطاق جمهور أوسع، أحمدُ الله على واسع عطاياه وأن وهبني موهبة الرسم.   س٦/ ظهور سموك في مجلة ( فوغ) بنسخته العربية… ما الذي تغير فيكِ؟ هل أثقل عليك أم فتح لكِ أشرعة جديدة؟ ج/ حقيقة كانت فرصة رائعة، شعرت بالإمتنان لها وبالطبع ساعدتني للوصول لنطاق جمهور أوسع لا اقول بالضرورة أنها كانت بمثابتة نقطة تحول. اعتقد ان الأثر ألأكبر لها أنها ربطت الصورة بالاسم في العالم العربي هنالك العديد ممن يعرفون أسمي أو سمعوا عنّي وغلاف مجلة فوغ أعطى الفرصة للناس للتعرف على هيفاء ، أعتقد بأنه من الرائع حصولي على هذه الفرصة وأنا ممتنة لكل فرصة تعطي المجال للآخرين للتعرف عليّ كفنانة.   س٧/ رأينا حضور الملك عبدالله بن عبدالعزيز _رحمه الله _ في أعمالك.. هل كان ذلك لأنه أب أم أكثر من ذلك؟ ج/ أعلم بأن والدي _ رحمه الله _ يعني الكثير للناس، وبنفس الوقت هو أولاً والأهم والدي، كان له دوراً أساسياً في تنشئتي، علمني الكثير عن الإلتزام، المسؤولية، الطيبة والكرم. لذلك عندما أرسمه فإني أُعيد إحياء ذكراه، أُحيي ما أعطاني إياه خلال حياتي. كما أنني عندما أرسم والدي فإنني اعبرعن حبي وتقديري وإعجابي به كأبنته واستبشر بوجود لوحة صورته في معارضي .   س٨/ معرضيك الأول والثاني (الانعكاس) هل اثقلا عليك الحمل ويعود ذلك؛ لأن معرض الانعكاس كان له صدىً كبير ؟ و هل أضاف معرض الانعكاس إليكِ شيئاً؟ ج/ خلال السنوات الماضية تم عرض أعمالي في معارض متعددة حول العالم، وقدّمت أيضاً معارض فردية وجماعية في عدة مدن في السعودية ومدينة نيويورك ومدينة دبي.وقد تم استقبال معرض الانعكاس بشكل جيد جداً، وممتنة جداً لما قدمه لي ، اود الاشارة الى انه كلما كان هناك معرض سواء مضى بشكل جيد جداً او بشكل سيء او في نقطة ما بينهما، ستكتسب الثقة والخبرة. استمتع حقيقةً في حديثي مع الآخرين عن أعمالي الفنية والحصول على ملاحظاتهم، واؤمن أن هذه الخبرات جعلتني مرنة وعلمتني الكثير عن أعمالي الفنية وعن نفسي. أن تصبح فناناً ليس بالعملية الثابتة ولا يوجد نقطة نهاية واحدة إنما هي رحلة سعي مدى الحياة.   س٩/ رأينا عدة انماط استخدمتها كالانعكاس في فنك وتصاميمك هلا حدثتينا عنها؟ وأيها أقرب إليك؟ ج/ بالنسبة للانعكاس أردت أن اكتشف مدارس فنية متنوعة وأجمع بينهم بأسلوبي ورؤيتي بطريقة فريدة ومميزة، خلال مرحلة دراستي الجامعة وعملي الفني تلقيت تدريب كبير في جميع المدارس الرئيسية: الرسم التجريدي، السريالي، أسلوب التنقيط والانطباعية وغيرها.للانعكاس أردت الاستفادة من كل واحدة من هذه المدارس لاستكشاف مبدأ العين: كيف ترى العين؟ ماذا ترى ؟ وما الذي تعكسه على العالم؟. العين واحدة من أكثر الأجزاء حميمية في الانسان، حيث نرى من خلالها طاقة الناس، نواياهم، شخصيتهم، وحتى دوافعهم. لذا أردت التقاط هذه الطاقات والحالات المزاجية بفرشاتي واعتقدت أن أفضل طريقة يمكنها تحقيق هدفي باستكشاف مدارس الفن المتنوعة.   س١٠/  هل سبق وأن رسمتِ قصة فنية ام هي فكرة مستقبلية وهل تم تحديد عنوانها؟
‏ ج/ لم أقم من قبل بصناعة قصة كاملة لو كان هذا قصدك، أعني بالتاكيد أسرد قصة في رسوماتي، فهو سمة أساسية في أعمالي كفنانة سريالية. في الواقع قد أقوم بعمل معرض يتمحور حول موضوع معين – مثل معرض الانعكاس حيث كل شيء كان يدور حول العين لكنني لم أقم بإنشاء سرد رئيسي واحد ودمجه بمجموعة من اللوحات، ربما سأقوم بشيء كهذا يوماً ما لكن في الوقت الحالي هذا ليس بهدفي . س١١/ كلمة أخيرة إلى القُراء والمعجبين؟ ج/ أعتقد أنه من الضروري أن تعيش حياتك على أكمل وجه، نحن نحصل على فرصة واحدة في الحياة لذلك من المنطقي أن نعيشها بالشكل الصحيح الذي يناسبنا ونكون على طبيعتنا، أظن أنني سأشجع الجميع أن يكونوا صادقين مع أنفسهم، أبحث عن ما تحب وابذل قصارى جهدك لتتبع حلمك واغتنم أفضل وأصدق حياة ممكنة، وأود أيضاً أن أشكركم على الوقت الذي خصصتموه للقراءة عنّي وممتنة جداً لدعمكم. في الختام منّا لكِ فائق الشكر والتقدير على هذا اللقاء الجميل.

مشاركة :