يوزّع جيران ومتطوعون المياه والوجبات الخفيفة على ناخبين يضعون كمامات واقية، ويقفون في طابور أمام مركز اقتراع، للإدلاء بأصواتهم، في يوم حار من أيام أكتوبر، في حي سميرنا بمدينة أتلانتا الأميركية. ويصوّت الأميركيون في الثالث من نوفمبر، لكن الإقبال الكبير على التصويت المبكر أضفى على هذا الصباح شعوراً بأنه موعد الانتخابات الفعلي. ولطالما صوتت ولاية جورجيا للجمهوريين، إذ تعتبر حصناً للمحافظين، ولم يفز أي رئيس ديمقراطي في هذه الولاية، منذ بيل كلينتون، وهو من ولاية جنوبية، في 1992. لكن المنافسة محتدمة جداً، بين المرشح الديمقراطي، جو بايدن، والرئيس الجمهوري دونالد ترامب، في جورجيا، على ما تظهره نتائج استطلاعات الرأي. ويظن الديمقراطيون أنهم قد يتمكنون هذه المرة من الفوز، ليس فقط بالأصوات الـ16 للهيئة الانتخابية والتي تذهب للرئيس، لكن أيضاً بمقعدي الولاية في مجلس الشيوخ. وفوز الديمقراطيين بمقعدي مجلس الشيوخ، في جورجيا، قد يساعد الحزب في الحصول على أغلبية في هذا المجلس. وأدلى نحو 40% من الناخبين في جورجيا بصوتهم، بشكل مبكر. ويقف جمال وميشيل جنكينز، وهما زوجان أميركيان أسودان، في الطابور منذ 40 دقيقة أمام مركز سميرنا الاجتماعي. تقول ميشيل، البالغة 33 عاماً: «لقد حسمت قراري». وتضيف أنها وزوجها، البالغ 31 عاماً، والذي كان يحمل طفلتهما آسيا، سيصوتان لبايدن. ومقاطعة «كوب»، التي تضم حي سميرنا، أعطت صوتها للجمهوريين في السنوات الـ40 الماضية، حتى انتخابات 2016 عندما اختارت هيلاري كلينتون. وعن التحول في مسار السياسة بالولاية، يقول جمال جنكينز: «أشعر بأنه مهم جداً». وهو يعتبر أتلانتا «مثلما قال رئيس بلديتنا، عاصمة السود». ومن هذه المدينة بالتحديد، انطلق المدافع عن حقوق الإنسان مارتن لوثر كينغ. ويبلغ عدد سكان جورجيا 10.6 ملايين نسمة ثلثهم من السود، مع كثير من الشباب والأكثر تعليماً. ولا تضم الولاية الكثير من الناخبين المترددين، الذين لا تتعدى نسبتهم 4%، وفقاً لأستاذ العلوم السياسية في جامعة جورجيا، تيري هود، موضحاً: «بالنسبة للأحزاب، المهم جعل أنصارها يشاركون. إنها عملية تعبئة أو إقبال، وليست عملية إقناع». وأجرى ترامب مهرجاناً انتخابياً في ميكون، بولاية جورجيا، في وقت سابق هذا الشهر، في مؤشر إلى احتمال قيامه بخطوة دفاعية في ولاية كسبها متقدماً، بخمس نقاط، في الانتخابات الماضية. ومن المقرر أن يزور بايدن جورجيا، بعد زيارة مرشحته لمنصب نائب الرئيس كامالا هاريس، يوم الجمعة الماضي. ويؤكد هود أن عوامل مختلفة تجعل السباق متقارباً. ويوضح: «يعود جزء منها إلى مسيرة طويلة من التغير الديموغرافي الذي يجري منذ عقود، والجزء الآخر إلى الحماسة الحقيقية بين الديمقراطيين للتصويت ضد ترامب». تنتمي آشلي دوسون، البالغة 27 عاماً، إلى عائلة بيضاء محافظة، ولم تصوت في 2016. وتؤكد دوسون: «جو بايدن 100%»، مضيفة: «الحقيقة أنني أصوت لهاريس. لا بأس بجو بايدن، لكن هاريس هي الشخص الذي أريده أن يكون هناك». وتضيف: «لا أظن أن ترامب يهتم لمصلحتنا في ما يتعلق بالنساء في هذا البلد، وحقوقنا وحقنا في الإنجاب». وداخل حديقة في شمال شرق أتلانتا، يقوم المرشحان الديمقراطيان لمجلس الشيوخ: جون أوسوف، ورافايل وارنوك، بحشد الأصوات. ويقول الأخير، وهو قس الكنيسة التي كان يرتادها كينغ في أتلانتا: «إنها لحظة رائعة في تاريخ جورجيا». ويضيف: «لديك قس كنيسة ابن عازر المعمدانية، التي كان يرتادها كينغ، وأخ يهودي شاب، مرشحان لمجلس الشيوخ الأميركي». وهو يعتبر أن «ما يجري في جورجيا يمثل تحالف الضمير الجديد المتعدد الأعراق مع الأجيال، وهذا أمر ضروري لتحقيق تغيير حقيقي». بعض الداعمين تُظهر الاستطلاعات عدم حصول ترامب على تأييد يذكر من الأميركيين السود، لكن لديه بعض الداعمين. يقول فيرنون جونز، العضو الديمقراطي في مجلس نواب ولاية جورجيا، «أولاً.. لا أعتبر أن دونالد ترامب عنصري». ويوضح «دأبنا على التصويت للديمقراطيين، طيلة 60 عاماً». مضيفاً: «ماذا كانت النتيجة؟». ويضيف: «ترامب أعطى الرجال السود وظائف، وسمح لهم ببدء أنشطتهم التجارية، وأطلق سراح العديد منهم من السجن». لكن لا يمكن لترامب التعويل على العديد من أصوات السود، وسيحتاج إلى تعبئة قاعدته للفوز مجدداً، أو جذب أصوات ناخبين يصوتون للمرة الأولى، مثل كين ميلر. ويعمل ميلر، البالغ 47 عاماً، وهو من البيض، في قطاع التأمين الصحي. وأدلى بصوته في الاقتراع المبكر بمقاطعة غوينيت، التي صوتت على غرار مقاطعة كوب، للديمقراطيين، قبل أربع سنوات. ويقول: «صوتت لترامب فقط لأنني أكره السياسيين. نقطة على السطر». مضيفاً ترامب «أول شخص أراه يقطع وعوداً، وينفذها بالفعل». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :