تحولت إحدى المقابر القديمة بحي الربيع في الدمام، إلى مكب للنفايات، بعد هجرها وتوقف الدفن بها منذ أكثر من 50 عاما، فيما أكد مواطنون أن المقبرة «مجهولة»، للعديد من السكان، الذين لا يعرفون هويتها، مما يدفع الكثيرين إلى إلقاء مخلفاتهم بها، مشيرين إلى أنه جرى تجديد أسوارها منذ عامين، دون اتخاذ أي إجراءات أخرى لمنع ظاهرة إلقاء النفايات. وطالبوا بوضع لوحات على الأسوار توضح أن الموقع مقبرة، حتى يتم لا يتم انتهاك حرمتها، بالإضافة إلى فرض العقوبات على المخالفين، وإغلاق الأبواب بالأقفال لمنع دخول العابثين.تعيين حارس أمنذكر إمام جامع بالحي فهد الدوسري، أن المقبرة منذ 50 عاما، وكانت سابقًا ملجأ للصوص، وقبل 30 عامًا تم القبض على ساحر داخلها، ومع كل هذه الأحداث لم يتم تأمينها أو وضع حارس لها من قبل الجهات المسؤولة. لمنع التعديات على المقبرة، بالإضافة إلى الاهتمام بنظافتها، وتعيين مشرفين متخصصين على المقابر.إزالة الأشجار منذ سنتينبيَّن أحد كبار السن بالحي محمد سالم أن المقبرة كانت لدفن عمال الميناء سابقًا، وآخر عامل دفن فيها كان منذ أكثر من 45 عامًا، ومنذ ذلك الحين لم يتم وضع أي دلالة عليها تفيد بأنها مقبرة. وأضاف إنه منذ سنتين تمت إزالة الأشجار من داخل المقبرة وتجديد السور فقط من دون وضع أي لافتة تدل عليها، مشيرًا إلى تحولها لـ«مكب نفايات»، من قبل السكان المجاورين لها. موضحًا أن المقبرة غير معروفة لأغلب سكان الحي والعاملين به. مطالبًا بوضع لوحات على سور المقبرة توضح أن هذا السور خاص بمقبرة حتى يعلم السكان الجدد للحي بذلك، وحتى تقل الأيدي العابثة التي تقوم برمي النفايات بداخل الموقع، وإغلاق الأبواب بالأقفال حتى يمنع الدخول سواء للعابثين أو الحيوانات الضالة.غياب اللوحات الإرشاديةقال المزارع سليمان الرشيدي، إنه منذ قرابة العام ونصف العام يقطن بالحي، وليس لديه أي فكرة بوجود المقبرة، مشيرًا إلى أنه تعرّف على هويتها منذ وقت قريب، لعدم وجود أي إشارة تدل على أنها مقبرة. مطالبًا بالاهتمام بالمقابر، ووضع أشخاص معنيين لمتابعتها بشكل دائم، كما يجب على أئمة المساجد في الحي التوضيح لسكان الحي حرمة التعدي على المقابر ورمي النفايات فيها، وكذلك تخصيص موظفين بشكل مستمر لمتابعة المقابر والاهتمام بإزالة الحشائش والنفايات من داخلها، موضحًا أنه يملك بسطة لبيع الخضراوات بالقرب من المقبرة لعدم علمه بذلك، حيث كان يظنه حوشًا خاصًا، وأكد أنه يجد من عدد من سكان الحي عدم اهتمام، وتعظيمًا لحرمة المقبرة، حيث لاحظ عدد من سكان العمارة المجاورة للمقبرة يرمون النفايات من النوافذ، مطالبًا أولياء الأمور بإخبار أبنائهم بخطورة هذا الأمر للابتعاد عن الوقوع في هذه المخالفات.إعادة التسوير من الأمانةأوضح المواطن عبدالله الدوسري أن المقبرة مهجورة منذ زمن طويل، وتوقف دفن الموتى بها، وكانت عبارة عن مساحة خالية، حتى تمت إعادة تسويرها من قِبَل الأمانة.إبلاغ الجهات المختصةذكر مدير إدارة الدعوة والإرشاد بالدمام سابقًا وعضو الإفتاء في الحج الشيخ عبدالرحمن الشنفري، أن المقبرة يجب أن يكون لها سور يحفظها من الحيوانات والعابثين، مطالبًا بضرورة إبلاغ البلدية والشؤون الإسلامية بالمنطقة عن ظاهرة إلقاء النفايات بها، ورفع السور لوقايتها من أي ضرر، مشيرًا إلى أن رمي المخلفات في المقابر لا يجوز شرعًا.
مشاركة :