باحثون وخبراء أميركيون في ندوة «تريندز» حول الانتخابات الرئاسية: إيران و«الإخوان» في أجندة البيت الأبيض

  • 10/29/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر باحثون وخبراء أميركيون أن سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب تنحاز لأمن المنطقة واستقرارها، بينما يتجاهل منافسه الديمقراطي في انتخابات الرئاسة جو بايدن خطر إيران و«الإخوان»، وتوقع هؤلاء في ندوة عن بعد، نظمها «مركز تريندز للبحوث والاستشارات» تحت عنوان: «الانتخابات الرئاسية الأميركية 2020 والتحولات المحتملة في سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط»، حدوث تغيير في حال تبدل المشهد الرئاسي في البيت الأبيض. وقالوا «إن مواقف ترامب وسياساته، خاصة ما يتعلق بإيران و«الإخوان»، وعملية السلام، من شأنها تعزيز جهود الأمن والاستقرار في المنطقة، بينما لا تختلف مواقف بايدن من هذه القضايا عن رؤية الرئيس السابق باراك أوباما، التي تتجاهل مصادر الخطر إيران و«الإخوان»، ولهذا في حال فوزه بالرئاسة، من المهم لدول المنطقة أن تستعد للتعامل مع التغيرات المحتملة في السياسة الأميركية، بحيث تأخذ بجدية ما تشكله تهديدات إيران وحركات «الإسلام السياسي» لأمن المنطقة واستقرارها. ورأى أستاذ التاريخ والشؤون الدولية في جامعة نورث كارولاينا كلاوس لارس، أن أولويات السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط قد لا تتغير في حال فوز ترامب، ولكن في حال فوز بايدن، فإن اهتمام الولايات المتحدة بالمنطقة قد يتراجع، لصالح الاهتمام بمناطق أخرى كأفريقيا والاتحاد الأوروبي والصين وروسيا، حيث سيعمل المرشح الديمقراطي على ترميم علاقات الولايات المتحدة بهذه القوى، والتركيز على استئناف العمل بالاتفاق النووي مع إيران. واعتبر الصحفي الأميركي جوناثان فيرزيجر، أن إعادة انتخاب ترامب لولاية ثانية هو السيناريو الأفضل لدعم جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط وتعزيز العلاقات الأميركية - الخليجية، بينما لو فاز بايدن فإن ذلك من شأنه تعقيد الأوضاع في المنطقة، خاصة أنه قد يعيد تكرار سياسات أوباما، ولاسيما استئناف العمل بالاتفاق النووي الإيراني، والتغاضي عن أنشطة طهران المزعزعة لأمن واستقرار الشرق الأوسط. ورأى نائب الرئيس الأول لـ«مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات» في الولايات المتحدة جوناثان شانزر، أنه في حال فوز ترامب، فإنه سيواصل سياسته تجاه الشرق الأوسط، والتركيز على صناعة السلام، ومحاولة إقناع دول عربية جديدة بإبرام معاهدات مع إسرائيل، كما سيواصل حملة الضغوط القصوى ضد إيران، من أجل التوصل إلى اتفاق نووي جديد. وأوضح يوسي كلاين هاليفي، زميل أول بمعهد شالوم هارتمان في إسرائيل، أن ترامب في حال إعادة انتخابه قد يواصل سياساته نفسها المتعلقة بإيران، من خلال ممارسة سياسة الضغوط القصوى، وإجبارها على تقديم تنازلات حقيقية في أي اتفاق جديد، بينما قد يعيد بايدن سياسات أوباما الخاصة بالتعامل مع إيران، والعودة إلى الاتفاق النووي وتخفيف العقوبات، معتبراً أن على دول المنطقة التفكير من الآن في كيفية التعامل مع الخطر الإيراني في حال فوز بايدن. وأشارت مديرة المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف في الولايات المتحدة آن سبيكارد، إلى اختلاف رؤية المرشحين لـ«الإخوان» حيث ينظر ترامب إليها باعتبارها جماعة متطرفة ينبغي تصنيفها على لائحة التنظيمات الإرهابية، بينما يتبنى بايدن رؤية أوباما، باعتبارها جماعة «معتدلة»، ويمكن التعاون معها في مواجهة التنظيمات المتطرفة! بينما رأى شانزر، أن ترامب في حال فوزه بولاية ثانية قد يقوم بتصنيف جماعة «الإخوان» كمنظمة إرهابية. ورأى نائب رئيس «معهد بحوث الإعلام في الشرق الأوسط» في الولايات المتحدة ألبرتو فرنانديز، أنه بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الرئاسية، فإن هناك حقائق ينبغي أخذها في الاعتبار فيما يتعلق بالسياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، أولاها أن الولايات المتحدة لا ترغب في مغادرة المنطقة، وإنما في تقليل وجودها فيها، وإعادة النظر في أولوياتها الرئيسية. وثانيتها أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تتغاضى عن سياسات القوى الإقليمية وأطماعها في المنطقة، ليس لأنها تهدد أمن دول المنطقة واستقرارها فقط، وإنما لأنها تهدد بالأساس المصالح الأميركية أيضاً، وثالثتها مواصلة الولايات المتحدة دعم حلفائها في المنطقة. واعتبر أن السياسة في حال فوز ترامب قد لا تشهد أي تغييرات، بينما في حال فوز بايدن، هناك احتمالات حدوث تغيير، خاصة فيما يتعلق بإيران و«الإخوان». وكان مدير عام مركز «تريندز» محمد عبدالله العلي أوضح، في كلمة ألقتها نيابة عنه علياء الجنيبي، أن استشراف آفاق التغيّر المتوقع في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط على ضوء نتائج الانتخابات الرئاسية ينطوي على أهمية كبيرة لصانعي القرار والمهتمين بالشأن الأميركي بوجه عام. وأكد الباحث في «مؤسسة راند» جايسون كامبل الذي أدار فعاليات هذه الندوة أهمية القضايا المطروحة التي تركز على تحليل السياسة الأميركية بهدف التوصل إلى مؤشرات عامة يمكن من خلالها تحديد مظاهر التغير المحتملة تجاه الشرق الأوسط خلال السنوات الأربع المقبلة.

مشاركة :