المغامرة أو المغامرون أو رحلات مغامرة، عبارات تتردد كثيراً في وسائل التواصل الاجتماعي، وقد لا يعرف الكثير منا معناها أو مفهومها الصحيح، ولا يعرف حتى متى ظهرت المغامرة المغامرة في أبسط مفهوم لها هي الرغبة في تجربة أشياء لم يجربها الإنسان، من قبل بما تنطوي عليه هذه التجربة من جرأة أو مخاطر ونتائج غير مؤكدة، قد يدفع الانسان أحياناً حياته ثمنا لها، هذا تعريف المغامرة بشكل عام على إختلاف دوافعها أو إشخاصها أو زمنها . تاريخ المغامرة ونشأتها : بدأت المغامرة مع بدء وجود الإنسان على الأرض، أي منذ وجود آدم عليه السلام على الأرض، وبداء تفاعله مع البيئة من حوله تحقيقاً لمتطلبات الحياة الرئيسية : ١- الحصول على الأمن ٢- الحصول على الغذاء. مروراً بالمغامرة المأساوية بين قابيل المزارع وهابيل الراعي التي انتهت بجريمة القتل الأولى على الأرض، كما يصف أحداثها القرآن الكريم . ثم صار أبناء آدم وأحفاده على منهجه في التجربة والمغامرة، فجميع الآثار التي تركها لنا البشر القدامى ، وتعود إلى الآف السنوات تؤكد أمر وجود المغامرة لديهم، والتي لم تكن مغامرة ترفيه أو متعة، بل ضرورة لتوفير متطلبات الحياة الرئيسية، التي ذكرناها سابقاً ( الأمن والغذاء ) ؛ فالإنسان القديم عندما بدأ يعاني خطر الموت من الأعاصير والسيول التي كانت تهدده وأولاده؛ بدأ يجرب وبالتالي يغامر ويقتحم الصعاب من أجل مواجهتها، وترك لنا تصاوير ورسوم تصور مغامراته آنذاك ضد قوى الطبيعية من أجل الحياة . وعندما بدأ يعاني الأمرين في مواجهة الحيوانات المفترسة التي شاركته الأرض، اقتحم قسرا عالم المغامرة وبدأ يصارع تلك الحيوانات ويقتلها ليحمي نفسه واولاده منها من ناحية، وليحصل على الغذاء من لحومها والكساء من صوفها وجلودها من ناحية أخرى، إذاً بدأ المغامرة والتي كانت تكلفه حياته أحياناً وكان دافعه القضاء على الخوف من الموت جوعاً أو إفتراسا ليصبح مغامراً رغم أنفه . وكل تفاصيل مغامرات الإنسان الأول مثبتة رسماً على جدران الكهوف في قارات العالم، ومن نماذجها رسوم كهف الكاستيلوس في أسبانيا، ورسوم كهوف تادرارات في ليبيا ورسوم مغارة كهف السباحين في مصر غرباً على الحدود مع ليبيا، ورسوم كهف الأيدي في سانتا كروز في الأرجنتين، ورسوم كهوف تايلاند وماليزيا ورسوم جبه والشويمس عندنا في منطقة حائل . وكل هذه الرسوم وغيرها من الآثار تؤكد أمر نشأة روح المغامرة، مع وجود الإنسان على الأرض بدوافع متعددة، ومن ثم تطورها وازدهارها لتصبح اليوم وسيلة من وسائل الترفيه والسياحة وكسر الروتين اليومي والجمود أو وسيلة للتكسب أو ما يمكن أن نسميه حرفة أو وظيفة سياحة المغامرة . ومثل هذه المشاهد أو ما يسمى مغالطة بالمغامرات، والتي ينعت أصحابها أنفسهم بالمغامرين تظهر للأسف على اليوتيوب أو السناب شات وغيرها، ويراها الأطفال بشكل كبير، دون رقابة مما يكون له إنعكاس سلبي على سلوكيات أطفالنا، ومراهقينا وما يترتب عليه من نتائج كارثية إنهم حاولوا التجريب مع الأصدقاء دون إستشارة الأهل .
مشاركة :