خفضت الصين قيمة اليوان اليوم الثلاثاء بعد صدور سلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة، لتسجل بذلك العملة أقل مستوى في نحو 3 أعوام، وهي خطوة في اطار إصلاحات تستهدف تحرير السوق. وبلغ هذا الخفض نحو 2% وصفته بكين بأنه استثنائي استناداً لأسلوب جديد لإدارة سعر الصرف يعبر بشكل أفضل عن العوامل في السوق، لكن اقتصاديين ذكروا أن التوقيت يؤكد أن الهدف دعم الصادرات. وأظهرت البيانات الصادرة مطلع الأسبوع أن صادرات الصين نزلت 8.3% في يوليو تموز بفعل ضعف الطلب من 3 من أكبر الشركاء التجاريين في أوروبا والولايات المتحدة واليابان. ورجّح قو لي الاقتصادي في فاوندر سيكيورتيز في شنغهاي أن الخطوة تهدف لتخفيف الضغط على أداء صادرات الصين الضعيف في الأشهر الاخيرة وتقليص الضغوط الانكماشية الآتية من الخارج. وقال المركزي الصيني مع استمرار تسجيل تجارة الصين فائضاً كبيراً نسبياً في حين أن سعر الصرف الحقيقي لليوان لا يزال قويا نسبيا أمام العملات العالمية المختلفة ولا ينسجم مع توقعات السوق، من الضرورى تحسين متوسط السعر لتلبية احتياجات السوق. وهنا تجدر الإشارة إلى أن اليوان قد تحرك في نطاق ضيق للغاية منذ مارس آذار لم يزد عن 0.3%، فيما سجل اليوم الثلاثاء في التعاملات الفورية المبكرة أقل مستوى منذ سبتمبر ايلول 2012. اقتصاد الصين شهد تباطؤاً واضحاً خلال 2015: وتباطأ ثاني أكبر اقتصاد في العالم تباطؤاً ملحوظاً العام الحالي، ويعتقد بعض الاقتصاديين أن وتيرة النمو تقل كثيراً عن المعدل المستهدف للعام الجاري عند 7%، وفي حالة تحقيق المعدل المستهدف سيكون الأقل في الصين في 25 عاما. وتتحكم الصين في سعر صرف اليوان من خلال متوسط السعر الذي يمكن أن يتحرك بنسبة 2% يومياً، واليوم الثلاثاء قال بنك الشعب الصيني إنه سيحدد متوسط السعر استنادا لأسعار المتعاملين في السوق وسعر الاغلاق في اليوم السابق. ثم خفض البنك متوسط السعر إلى 6.2298 يوان للدولار صباح اليوم مقابل 6.1162 يوان عند التسوية امس الاثنين وهو اكبر تعديل يومي لمتوسط السعر على الاطلاق. وفي السابق كان البنك يحدد متوسط السعر استنادا لمعادلة تضم سلة من العملات ولكنه لم يكشف النقاب قط عن كيفية حسابها ويعتقد كثيرون أن متوسط السعر كان في الواقع يستغل في حالات كثيرة لتوجيه السوق بما يتفق مع أهداف السياسات الموضوعة. وفي ظل النظام الجديد سيكون لقوى السوق قدرة أكبر على خفض قيمة اليوان في الاسابيع المقبلة ولكن ستظل بكين صاحبة اليد الطولى في تحديد متوسط السعر في ظل النفوذ الهائل لبنوك الدولة في التعاملات اليومية على اليوان. وخطوة اليوم تمثل تراجعا عن سياسة اليوان القوي التي كانت تهدف لدعم الطلب المحلي وساعدت الشركات الصينية على الاقتراض والاستثمار في الخارج وتشجيع الشركات والحكومات الأجنبية على استغلال العملة بشكل أكبر.
مشاركة :