علّق حزب العمال البريطاني المعارض الخميس عضوية زعيمه السابق جيريمي كوربن ، بعد أنّ وجدت هيئة رقابية حكومية أنّ الحزب خرق قواعد المساواة خلال إدارته “التي لا يمكن تبريرها” لشكاوى متعلقة بمعاداة السامية. ويأتي القرار الصادم بعد ان أعلن كوربن رفضه قبول كافة استنتاجات تقرير لجنة المساواة وحقوق الإنسان العامة، في موقف معارض لرئيس الحزب الجديد كير ستارمر. وقال ناطق باسم الحزب إنّه “في ضوء تصريحاته التي أدلى بها اليوم وفشله في التراجع عنها بعد ذلك، علّق حزب العمل جيريمي كوربن على ذمة التحقيق”. وتابع أنّ كوربن، الذي لا يزال يشغل مقعدا في البرلمان بعد تنحيه عن منصبه كزعيم للحزب، لن يعد أيضا في صفوف نواب حزب العمال. بدوره، تعهد كوربن بـ “الطعن بقوة” على قرار تعليق عضويته، ما قد يؤدي إلى إعادة فتح الحرب الداخلية في الحزب بين اليسار واليمين. وقالت اللجنة البريطانية في تقريرها أنها عثرت على حالات دامغة قام فيها فريق زعيمه كوربن بالتهوين من شأن شكاوى الأعضاء اليهود أو التقليل من شأنها أو تجاهلها، وفي بعض الأحيان تدخل في شكل فعّال لدعم حلفائه المفضلين. وقالت لوسيانا بيرجر، وهي نائبة سابقة عن حزب العمال وكانت واحدة من العديد من الأعضاء اليهود الذين تركوا الحزب في عهد كوربن، إن التقرير بمثابة تبرئة لها حيث وصفت تعرضها للتهديد من قبل أنصاره بالهجوم بمادة حامضة والطعن والاغتصاب. وكتبت في مدونة “الحزب سهّل ثقافة الاستقواء والتعصب والتخويف ضد المجتمع اليهودي من بين صفوفه. وفي كل خطوة على الطريق سمح جيريمي كوربن بحدوث ذلك”. وفي أحد أول إجراءاته بعد تولي منصب كوربن في، قدّم زعيم حزب العمال كير ستارمر اعتذاره للمجتمع اليهودي وقال إنّه يقبل كامل نتائج التحقيق الذي استمر سنتين. وقال ستارمر في مؤتمر صحافي “وجدت هذا التقرير صعب القراءة وهو يوم عار لحزب العمال”، وجدّد الاعتذار أيضا للأعضاء اليهود الذين شعروا بأنهم مجبرون على ترك الحزب بأعداد كبيرة في عهد كوربن. وتابع “يمكنني أن أعدكم بهذا: سأتصرف. لن يخذلكم حزب العمال مرة أخرى. ولن نفشل مرة أخرى في معالجة معاداة السامية”. وأكّد أنّ “حزب العمال يقبل هذا التقرير كاملا ودون مواربة”، وتعهد بالتنفيذ الفوري و “الكامل” لتوصيات التقرير.
مشاركة :