قال الدكتور محمود الهواري، الباحث الشرعي بالأزهر الشريف، إن من يتشدَّقون بالحريَّات ويسيئون لنبينا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حرياتهم كِذبة كبرى، وأمر مفضوح مكشوف، فهم أنفسهم يرفضون هذه الحريَّة ويذمُّونها إن أساء أحد إليهم فرسَمَ صورَهم، فلماذا تتغيَّير الموازين؟ ولماذا يكال بعدَّة مكاييل؟!وأضاف الهواري، لصدى البلد، أن هذا الوضع يوجب على الشُّعوب الإسلاميَّة وخاصَّة المؤسَّسات الدِّينيَّة أن تبذل مزيدًا من الجهود لتصحيح الصُّورة المغلوطة الَّتي تنقل في بعض وسائل الإعلام، وتؤكِّدها بعض الكتابات.وأشار إلى أنه لا بدَّ أن تبدأ هذه الجهود من النَّظر في كتب السِّيرة والشَّمائل، وفي كتب السُّلوك والأخلاق، وفي كتب المقاصد والمآلات؛ لتستقرَّ في الأذهان الحقيقة المحمديَّة الكاملة حتَّى تستطيع أن تنقلها كاملة غير منقوصة، وصحيحة. وثانيًا لا بدَّ من فتح قنوات حوار مع الآخر، وإذا كنَّا نتغنَّى بالإنسانيَّة والتَّعايش والتَّسامح، فأيُّ معني لهذه الشِّعارات إذا لم تجد مسارات عمليَّة تجمع النَّاس عليها؟!وثالثًا لا بدَّ من تأكيد أنَّ النَّاس وإن اختلفوا وتباينوا فهم من أصل واحد وعائلة واحدة، وهذا ما يحمله الإسلام، ورابعًا الفهم العميق للهويَّات المختلفة، والخصوصيات المتنوعة، واحترامها، والإيمان بأنَّ هذا التَّنوع يدعو إلى التَّكامل والتَّلاقي، لا التَّحارب ولا الاقتتال، ولا محاولة طمس هويَّات، وإهانة مقدَّسات. وخامسًا التَّواصل الفعَّال مع الجهات الأمميَّة لتقوم بدورها في التَّقريب بين بني الإنسان، وسادسًا تنويع الآليَّات والأدوات والوسائل بما يضمن نشر فكرة التَّسامح في فئات مختلفة.
مشاركة :