«من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 4.3 %، بينما تتراجع منطقة اليورو بنسبة 8.3 %».%3.3 نسبة نمو مبيعات التجزئة في الصين خلال سبتمبر، متجاوزة توقعات الاقتصاديين البالغة 1.7 % فقط.«يتوقع صندوق النقد الدولي توسع الاقتصاد الصيني بنسبة 1.9 % في عام 2020» بكين قال المسؤولون الصينيون إن الناتج المحلي الإجمالي توسع بنسبة 4.9% في الربع الثالث من العام السابق، مما أعاد الاقتصاد الصيني إلى مستويات نموه قبل فيروس كورونا بعد نصف عام من تدمير الوباء لاقتصاد البلاد.وكان رقم النمو البالغ 4.9% للربع الثالث أقل من التوقعات، لكنه يؤكد أن الصين قريبة من تحقيق مستويات النمو، التي تم توقعها في بداية العام 2020، التي تنبأ فيها المحللون الاقتصاديون بنمو يتراوح بين 5.5% و6% قبل انتشار الوباء في جميع أنحاء العالم، وقتله لأكثر من مليون شخص، إضافة إلى سحق الاقتصاد العالمي.وجاء التوسع الصيني في الربع الثالث مدفوعًا بالنمو، الذي حققته البلاد في الربع الثاني بنسبة 3.2%، والذي يأتي بعد انكماش تاريخي بنسبة 6.8% في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، عندما أغلقت السلطات مدينة ووهان بوسط الصين، في محاولة للحد من الانتشار السريع للفيروس.ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يتوسع الاقتصاد الصيني بنسبة 1.9% في عام 2020، مما يضعه على المسار الصحيح ليكون الاقتصاد العالمي الرئيسي الوحيد، الذي ينمو هذا العام بعد ضرب الوباء له.وعلى النقيض من ذلك، من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 4.3%، بينما من المتوقع أن تنكمش منطقة اليورو بنسبة 8.3%، حسبما قال صندوق النقد الدولي في آخر تحديث له هذا الشهر.ويقدم رقم النمو في الربع الثالث ليوم الإثنين دليلاً آخر على القوة النسبية للصين، وينقل اقتصاد البلاد إلى المنطقة الإيجابية للأشهر التسعة الأولى من العام، بعد توسعه بنسبة 0.7% عن العام السابق.وقدمت المؤشرات الاقتصادية الأخرى الصادرة في نفس الفترة إشارات إضافية على القوة الاقتصادية، التي تتمتع بها بكين، حيث انخفض رقم البطالة الرئيسي في الصين، الذي يمثل معدل البطالة في المناطق الحضرية، التي شملها الاستطلاع، إلى 5.4% في سبتمبر، وهو أقل من معدل أغسطس البالغ 5.6% وهدف بكين الكبير لتقليل البطالة إلى نحو 6%.وأعادت الصين إحياء اقتصادها على ثلاث مراحل تقريبًا: أولاً، بإغلاق معظم الأنشطة الاقتصادية في أواخر يناير، واستمرار الإغلاق إلى حد كبير حتى نهاية مارس.وابتداء من أبريل، سعت السلطات إلى تنشيط المصانع مرة أخرى. ومع زيادة الإنتاج، تمكنت الصين من زيادة حصتها من الصادرات العالمية، وشحن المعدات الطبية مثل أقنعة الوجه والمعقمات، بالإضافة إلى معدات الكمبيوتر، التي استخدمها الناس في جميع أنحاء العالم، حتى يتمكنوا من العمل من المنزل، بينما عانت فيه الدول المصدرة الأخرى من عمليات الإغلاق المستمرة.وإذا كان الربع الثاني يمثل انتعاش المصانع في الصين، فإن الربع الثالث شهد انتعاش إنفاق المستهلك، حيث قامت السلطات -بعد أن قضت بشكل كامل تقريبًا على فيروس كورونا داخل حدودها- بتشجيع المستهلكين على البدء في الخروج من منازلهم وفتح محافظهم لتحفيز الإنفاق الاستهلاكي.وفي شهر أغسطس الماضي، أظهرت مبيعات التجزئة الصينية زيادة عن العام السابق للمرة الأولى في عام 2020. ومؤخرًا، قالت الصين إن مبيعات التجزئة نمت بنسبة 3.3% في سبتمبر، متجاوزة توقعات الاقتصاديين البالغة 1.7% فقط.وقال مسؤولون إن الدخل المتاح للمواطنين الصينيين تحول أيضًا إلى النمو في الربع الثالث للمرة الأولى هذا العام، حيث ارتفع بنسبة 0.6% عن العام السابق.على الجانب الآخر، استفادت الشركات الأمريكية التي تركز على المستهلك ولها عمليات في الصين من عودة الطلب المحلي.وقالت شركة دومينوز بيتزا الأمريكية إن النمو القوي لمبيعات التجزئة في الصين، خلال الربع الثالث، قدم شريان حياة للأعمال التجارية الدولية لشركة صناعة البيتزا الأمريكية، في الوقت الذي تم فيه إغلاق حوالي 300 فرع من فروع الشركة العالمية بسبب فيروس كورونا، وذلك حسبما أكده الرئيس التنفيذي ريتشارد أليسون للمستثمرين هذا الشهر، حيث وصف الصين بأنها «قصة نجاح رائعة في عام 2020».وقال أليسون: «على الرغم من أننا شهدنا بعض التباطؤ في بعض أسواقنا حول العالم، فإن الصين بالتأكيد ليست واحدة من هذه الأسواق»، وتوقع أن الصين ستنمو قريبًا لتصبح أكبر سوق دولي لشركة دومينوز بيتزا، التي يقع مقرها في مدينة آن أربور بميشيغان في الولايات المتحدة.وفي نفس السياق، قالت شركة ماكورميك وشركاه لصناعة التوابل والبهارات، التي تشمل علامتها التجارية الخردل الفرنسي والأولد باي تواسنج، إنه بينما انخفضت المبيعات العالمية بنسبة 1% في الأشهر الثلاثة المنتهية في 31 أغسطس، بسبب انخفاض الطلب من المطاعم في العالم الغربي، فإن الانخفاض كان سيصبح أسوأ بكثير لولا انتعاش الصين، حيث ظل الطلب قويًا في الدولة الآسيوية.وفي الصين أيضًا، عاد النشاط في مطاعم الوجبات السريعة إلى مستويات شبه طبيعية، على حد قول لورانس كورزيوس، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة ماكورميك، للمستثمرين في أواخر الشهر الماضي.ومع ذلك، لا يزال الإنفاق الاستهلاكي ضعيفًا، وفقًا لبعض المقاييس الاقتصادية.فخلال عطلة العيد الوطني، التي استمرت ثمانية أيام وبدأت في 1 أكتوبر، سافر 637 مليون شخص داخل الصين، وأنفقوا حوالي 69 مليار دولار، وفقًا للأرقام الرسمية، وهو ما يقرب من 70% من الإنفاق خلال عطلة العام الماضي الأقصر طولًا، التي استمرت سبعة أيام فقط.وحقق شباك التذاكر في دور السينما بالصين، الذي تضرر بشدة من القيود، التي تحد من السعة في دور السينما، ما يعادل حوالي 580 مليون دولار خلال العطلة وفقًا لوزارة التجارة في البلاد. وتعتبر عطلة العيد الوطني هذه ثاني أعلى عطلة في أكتوبر بتاريخ الصين، لكنها لا تزال بعيدة كل البعد عن الرقم القياسي العام الماضي، الذي بلغ نحو 750 مليون دولار.وأثار ذلك مخاوف بشأن قوة انتعاش إنفاق المستهلك، الذي اعتمد على تشجيع المسافرين للسياحة في الصين، والإنفاق بشكل أكبر داخل البلاد، مدعومًا بالطلب الاستهلاكي المكبوت وإعطاء يوم عطلة إضافي وإغلاق الحدود الدولية أمام المسافرين الصينيين.وقالت بيتي وانج، كبيرة الاقتصاديين الصينيين في بنك الاستثمار إيه إن زد ANZ، للعملاء: «الانتعاش أقل من المتوقع بالنظر إلى الانخفاض الحاد في معدلات السفر إلى الخارج». وأضافت: «من السابق لأوانه الشعور بالرضا عن الحالة الداخلية للاقتصاد الصيني».وفي مثال على إنفاق المستهلكين داخل الصين، سافرت شين شين، وهي أم لطفلين، مع زوجها وأطفالها إلى مقاطعة يونان الجنوبية الغربية لقضاء إجازتهم، التي استمرت ثمانية أيام بعد شهور من الإغلاق في بكين.وقالت شين: «هذه هي أول إجازة حقيقية لي هذا العام. وأنا حقًا لا أريد أن أبقى عالقة في نفس المدينة بعد الآن». وكان سعر تذاكر طائرتهم أعلى من المعتاد، حيث اختار المزيد من الناس في الصين السفر محليًا هذا العام، نظرًا للإغلاق الطويل، وصعوبة السفر إلى الخارج.وقالت شين إن الفنادق وأماكن الإقامة الأخرى كانت أسعارها أعلى بضعفين من المعتاد، ومع ذلك كانت حجوزات الغرف تنفد بسرعة.وارتفعت أسعار بعض الفنادق من فئة الخمس نجوم بالقرب من المواقع السياحية بسبب زيادة الطلب، مما أجبرها على الاكتفاء بالإقامة في شقق سكنية أكثر تواضعًا.وفي مثال آخر، مكثت تشو ميسي وعائلتها في بكين خلال فترة الراحة، التي استمرت ثمانية أيام، حيث شاهدوا خمسة أفلام في السينما.وقررت تشو وعائلتها -الذين أجلوا سفرهم بسبب التقارير عن الاختناقات المرورية الكبيرة داخل وخارج العاصمة وحول المواقع ذات المناظر الخلابة في الصين- الذهاب إلى السينما في الإجازة، والاستفادة من حقيقة أن دور السينما افتتحت مرة أخرى بعد إغلاقها لعدة أشهر.وأعيد فتح الشاشات الكبيرة في الصين أواخر شهر يوليو الماضي، وتسمح السلطات البلدية في بكين الآن بشغل 75% في دور السينما.وفوجئت تشو -حسب قولها- برؤية المسرح ممتلئًا تقريبًا عندما ذهبت لمشاهدة فيلم آي ماكس IMAX في حفلة صباحية.واختتمت قائلة: «لم أكن أتوقع أن يذهب الكثير من الناس لمشاهدة الأفلام في هذه الفترة».ساهمت غريس تشو وبينغيان وانغ في كتابة هذا المقال.
مشاركة :