نظم مركز التميز للتوحد أول أمس، جلسة بعنوان “تحليل السلوك التطبيقي في السعودية: معاينة الواقع واستشراف المستقبل”، بمشاركة عدد من المتحدثين المختصين في المجال و المرخصين من قبل مجلس اعتماد محللي السلوك بالولايات المتحدة الأمريكية (Behavior Analyst Certification Board). وتطرقت الجلسة لمحاور مهمة في حقل السلوك التطبيقي بدأت بلمحة تاريخية حول المجال وعلاقته بالخِدْمات التأهيلية للأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد والإعاقات والاضطرابات النمائية المشابهة، وكذلك الممارسات والبرامج المنبثقة من هذا الحقل. وناقش المتحدثون الجهود المبذولة في مجال تحليل السلوك التطبيقي التي تسعى لتحسين وتعزيز وضع المجال في المملكة العربية السعودية من خلال إنشاء وتنفيذ برامج التدريب المحلية بالتعاون مع الجهات العالمية المختصة لتطبيق هذه البرامج، إذ تسعى الجهاتُ المحلية من مراكز وجامعات خاصة أو حكومية لتوفير الدعم الذي يسهم في تحقيق متطلبات هذا التخصص، ومن تلك الجهود ما يقدمه مركز التميز للتوحد من استقطاب ممارسين مرخصين برتب مشرفين يعملون ضمن فريق المركز لتدريب وتأهيل الكوادر المتخصصة والمؤهلة في المجال؛ وكذلك برنامج الماجستير في تحليل السلوك التطبيقي الذي يقدمه مركز أبحاث التوحد بالتعاون مع University of Nevada Reno (عن بعد) وبرنامج الماجستير (انتظام) من جامعة دار الحكمة والمعتمدة من الجمعية الدولية لتحليل السلوك. ويحرص مركز التميز للتوحد والجهات المهتمة بهذا الحقل على مواكبة برامج رؤية المملكة 2030 التي جاء من ضمنها برنامج تنمية القدرات البشرية عن طريق برامج تعليم وتأهيل وتدريب متماشية مع متطلبات العصر واحتياج سوق العمل المحلي والعالمي، ويأتي في قائمة أولوياتها تطوير الكفاءات المهنية الصحية والتأهيلية التي تمتلك جدارات إكلينيكية لتسهم في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، واستناداً إلى ذلك فإن خِدْمات تحليل السلوك التطبيقي تعد من أشهر الطرق العلاجية الصحية التي أشارت كثير من الأبحاث إلى فاعليتها في تحسين أعراض اضطراب طيف التوحد والاضطرابات النمائية المشابهة مما يجعل هذا الموضوع ضمن أهم المجالات التي يعمل المركز على تفعيلها وتحسين أوضاعها في المملكة. وتأتي الجلسة ضمن سلسلة المبادرات والجلسات التدريبية المتخصصة التي يقدمها مركز التميز للتوحد لمناقشة أبرز مواضيع المجال، وذلك للارتقاء بمجال اضطراب طيف التوحد ورفع مستوى جودة الخِدْمات المقدمة للأفراد والأهالي حول المملكة، وكذلك رفع الوعي المجتمعي حول علم تحليل السلوك التطبيقي وتوفير سبل المعرفة فيه. يذكر أن مركز التميز للتوحد جاء نتيجة المبادرة الوطنية المجتمعية للبنوك السعودية في المملكة التي تبنتها مؤسسة النقد العربي السعودي بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المتمثلة في تأسيس وتشغيل المركز بقيمة 286 مليون ريال، ليكون مركزاً رئيسياً ومرجعاً متخصصاً لجميع مراكز التوحد الخاصة في المملكة وتعميم تجربته والمساعدة في نقل المعرفة وتدريب وتأهيل الكوادر العاملة في تلك المراكز، إضافة إلى دعم الأبحاث الاجتماعية، وإنشاء قاعدة بيانات وطنية، ونمذجة الخِدْمات المقدمة لحالات التوحد في المملكة. ويهدف مركز التميز للتوحد، الذي خصصت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية مبنى متكاملاً له في مقرها بحي عليشة في الرياض، إلى استقطاب الخبرات ونقل التجارِبِ العالمية، إلى جانب رعاية ومساندة حالات التوحد وتوفير الدعم اللازم لأسر التوحد للمشاركة في تأهيل ودعم حالات التوحد والتعامل معهم.
مشاركة :