نشر موقع «برست كير» البريطاني المعتمد طبياً إجابة عن سؤال زاد الجدل حوله أخيراً، بشأن ما إذا كان حليب الأبقار يسبب فعلاً سرطان الثدي. وأشار إلى أن الأبقار التي تربى في بعض مزارع وشركات إنتاج منتجات الحليب تعطي هرمون «بوفين سوماتوتروبين BST» حتى يزداد إنتاجها للحليب، وهو عبارة عن نسخة صناعية لهرمون طبيعي يفرزه جسم البقر لتحفيز امتلاء الثدي وإدرار الحليب. جرى منع استخدام هذا الهرمون الصناعي في بريطانيا وأوروبا، بيد أن استعماله مرخص في دول أخرى، وفي ولايات أميركية عدة. وسبب المنع يستند إلى إثبات الدراسات ضرر هذا الهرمون على الأبقار، وليس على صحة البشر، بيد أن بعض الجمعيات الصحية تخشى أثر هذا الهرمون الصناعي على البشر، خاصة احتمال ارتباطه مع خطر الإصابة بسرطانات القولون والثدي. لكن لم يتم إثبات هذه الادعاءات، خاصة أن دراسة أميركية بينت عدم توافق هذا الهرمون البقري مع مستقبلات الهرمون في جسم الإنسان، لذا، يرجح الخبراء عدم ارتباط هذا الهرمون البقري مع خطر الإصابة بالسرطان الثدي. ولكن من الجهة الأخرى، يعرف بأن حليب الأبقار التي أخذت الهرمون الصناعي يحتوي على نسبة عالية جداً من عامل نمو يسمى IGF-1 (insulin growth factor 1). ورغم وجودIGF-1 بشكل طبيعي في جسم الانسان، فإن الكمية الموجودة في كوب حليب تساوي 100 ضعف التركيز الطبيعي في الجسم. وجرى تقييم تأثير هذا المعامِل في كثير من الدراسات لبحث ارتباطه مع سرطان الثدي، ووجد أن ارتفاع تركيزه في دم النساء يرافقه ارتفاع في احتمال إصابتهن بسرطان الثدي. كما اقترحت دراسة بأن ارتفاع معدل IGF-1 في الدم يعتبر من محفزات انتشار خلايا سرطان الثدي. وأخيراً، أشارت دراسة أميركية استمرت 8 سنوات شملت 53 ألف سيدة إلى أن شرب النساء 3-2 أكواب من حليب البقر يومياً يرتبط مع ارتفاع نسبة إصابتهن بسرطان الثدي إلى %80، بينما انخفض هذا الخطر إلى %30 لدى من يشربن كوب حليب بقري واحداً يومياً. وربطت دراسات عدة ارتفاع تركيز معامل النمو في الدم بارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون، لكن لا يمكن الجزم بأن سبب هذا الارتفاع (في IGF-1) هو تناول حليب البقر أو لحومها أو حتى منتجات اخرى. كما لم يثبت إن كان تناول الحليب البقري المحتوي على هذا الهرمون هو السبب الرئيس لزيادة تركيزIGF-1 في الجسم. ومن باب الاطمئنان، نصح خبراء الموقع بتناول منتجات الأبقار الأورغانيك (التي تربى في المراعي ولا تُعطى عقاقير هرمونية) أو حليب أبقار أوروبا وبريطانيا التي يمنع حقنها بالهرمونات. من جانبه، علق د.غاري فريزر أستاذ أمراض القلب والتغذية في جامعة لوما ليندا، قائلاً: «تشجع نتائج دراستنا على أفضلية استبدال حليب الأبقار بالحليب النباتي، مثل حليب الصويا أو حليب اللوز».
مشاركة :