تحركت أسواق الغاز الطبيعي في شد وجذب خلال جلسة التداول الجمعة الماضية، وسط ترقب التجار عند مستوى 3.00 دولارات، لكل مليون وحدة، وهي منطقة ستجذب بحد ذاتها قدراً معينًا من الاهتمام. وفي نهاية المطاف، هذا السوق يتجه نحو الارتفاع من خلال مجموعة كاملة من الأسباب، ليس أقلها بالطبع الطقس البارد القادم إلى الشمال، حيث أن الطلب سوف يرتفع بشكل كبير، بحسب «فاكس إيمباير». وبالنظر إلى الرسم البياني لتحرك الغاز، يتضح أن المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا مقدمة دعماً للسوق بشكل موثوق به، إلى حد ما، منذ أن كان منخفضاً عند المستوى 1.80 دولار. وهذا يدل على الاتجاه الصعودي وإن كان متقطعاً للغاية أكثر من أي شيء آخر. ومن المتوقع أن السوق يستمر في رؤية الكثير من التقدم والتراجع على المدى القصير، وربما حتى تراجع نحو المستوى 2.80 دولار، وربما حتى المستوى 2.60 دولار حيث يوجد المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا. وأجمع التجار على أن الفكرة هي البحث عن القيمة، لأنه من المعروف أن أسواق الغاز الطبيعي كانت تتجه نحو الارتفاع منذ بعض الوقت وكان هناك الكثير من حالات الإفلاس خلال العام الماضي، ومن المفترض أن يستمر ذلك في خفض العرض، على الأقل في الوقت الحاضر، علاوة على كل ذلك، فهذه التجارة من المعروف أنها دورية تحدث كل عام تقريبًا، في حين لا يوجد سبب للاعتقاد بأن هذا العام سيكون مختلفًا. وكانت عقود أكتوبر الآجلة للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة على ارتفاع حاد بعد انتعاشها من انتكاسة في الجلسات المبكرة، وكان الارتفاع مدفوعاً بالتفاؤل بشأن الطلب على الغاز الطبيعي المسال بعد انقشاع العواصف الاستوائية في خليج المكسيك. وقد وضع الإغلاق القوي السوق في منطقة يمكنه من تحدي أعلى مستوياته في عدة أشهر، وكان لارتفاع العقود الآجلة للغاز الطبيعي لشهر أكتوبر الجاري بزيادة 0.072 دولار، أو + 2.88 %، لتستقر عند 2.573 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وغنم التجار مكاسب من تحول الطقس الذي دفع الأسعار الفورية إلى الأعلى، ووفقاً لمعلومات الغاز الطبيعي المعلنة في أغسطس، «أدت درجات الحرارة المرتفعة القياسية على الساحل الغربي والحرارة والرطوبة المعتادة لشهر أغسطس في الجنوب والجنوب الشرقي إلى تحقيق مكاسب حادة في أسعار الغاز الطبيعي في الأسبوع الأخير من أغسطس. ونتيجة للزيادات الهائلة في ولاية كاليفورنيا، قفز المتوسط الوطني الأسبوعي للغاز بمقدار 20.5 سنتًا إلى 2.255 دولارًا. وحللت معلومات الغاز الطبيعي بأن الطلب عبر بصمة مشغل النظام المستقل في كاليفورنيا لم يرق إلى مستوى قياسي، على الرغم من وصول الأحمال إلى أكثر من 47 ألف ميجاوات، وارتفعت الأسعار إلى أعلى مستوياتها في الصيف حتى الآن قبل أن تعود إلى الأرض، وتم تداول «سوكال ستي قيت» عند 14.00 دولارًا قبل أن يتراجع إلى متوسط 7.040 دولار، بزيادة 3.205 دولار أسبوعياً. وتبدو النظرة متفائلة للطلب على الغاز الطبيعي المسال، وعزا التجار بعض المكاسب إلى الزيادة المطردة في الطلب، وذكرت معلومات الغاز الطبيعي أنه تم إلغاء أقل من 10 شحنات لشهر أكتوبر، بعد أن هرع التجار الصاعدون بإرسال الشهر الفوري إلى أعلى تسوية منذ شهور، وذكرت وكالة معلومات الطاقة أن صادرات الغاز الطبيعي المسال الأميركية ستظل عند مستويات منخفضة مع الانتقال للشتاء مع استمرار إلغاء الشحنات المخطط لها من الغاز الطبيعي المسال. ووفقًا لبيانات الوكالة، أفادت إحدى الشركات الرئيسة في تتبع إلغاء الشحنات على مدى أربعة أشهر من يونيو بإلغاء 46 شحنة من الغاز الطبيعي المسال، وإلغاء 50 شحنة في يوليو، و45 شحنة في أغسطس، و30 شحنة لشهر سبتمبر. في وقت تنافس المملكة بقوة في استثمارات واستكشافات الغاز الصخري من حقل الجافورة العملاق في المنطقة الشرقية الذي يعد أكبر حقل للغاز غير المصاحب غير التقليدي يتم اكتشافه في المملكة بطول 170 كلم وعرض 100 كلم، ويقدر حجم موارد الغاز في مكمنه بنحو 200 ترليون قدم مكعب من الغاز الرطب الذي يحتوي على سوائل الغاز في الصناعات البتروكيميائية والمكثفات ذات القيمة العالية. ويجري تطوير الحقل، بحجم استثمارات تصل إلى 110 مليارات دولار (412 مليار ريال)، وستؤدي مراحل تطويره إلى تزايد إنتاج الحقل من الغاز تدريجياً ليصل في حال اكتمال تطويره إلى 2.2 ترليون قدم مكعب عام 2036 تمثل نحو 25 بالمئة من الإنتاج الحالي. وبسبب خاصية الحقل سيكون قادراً بإذن الله على إنتاج نحو 130 ألف برميل يومياً من الإيثان تمثل نحو 40 بالمئة من الإنتاج الحالي ونحو 500 ألف برميل يومياً من سوائل الغاز والمكثفات اللازمة للصناعات البتروكيميائية تمثل نحو 34 بالمئة من الإنتاج الحالي.
مشاركة :