تشجع تكاليف الدين الصفرية وشهية المستثمرين حيال الأصول الاستثمارية المتنوعة، مصدري السندات على طرح المزيد منها في أسواق الدين العالمية حيث سجلت رقماً قياسياً منذ بداية العام الحالي. وبلغت قيمة الإصدارات حتى اليوم 253 مليار دولار بالمقارنة مع مبلغ 188 مليار دولار، التي أصدرت خلال الفترة نفسها من العام السابق، وذلك وفقاً للأرقام الصادرة عن شركة ديلوجيك. ويشير انتشار القروض طويلة الأجل، إلى اعتقاد المستثمرين بأن الاقتصاد العالمي سوف يبقى في حالة من الركود، بالرغم من زيادة التوقعات التي تشير إلى أن البنوك المركزية في البلدان المتقدمة تستعد لرفع أسعار الفائدة، حيث تظهر اقتصادات تلك البلدان علامات القوة، بينما تبدو الأسواق أقل حماسة لهذه العلامات. وقد خفض صندوق النقد الدولي توقعاته، تجاه نمو الاقتصاد العالمي، لعام 2015 من نسبة 3.5 في المئة إلى 3.3 في المئة، على الرغم من تأكيده أن عوامل دفع النشاط الاقتصادي، بما في ذلك انخفاض أسعار الوقود وتحسين ظروف سوق العمل، لا تزال قائمة. وقال البرتو جالو، رئيس قسم العمليات الائتمانية في الشركات الأوروبية الكبرى لدى مجموعة (آر بي اس) المصرفية إن المصدرين يلجأون إلى القروض طويلة الأجل ذات معدلات الفائدة المنخفضة رهانا على استمرار ضعف الأداء الاقتصادي لفترة طويلة، إلى جانب بيئة معدلات التضخم المنخفضة. وتعرف الديون طويلة الأجل، بعدم استقرارها تجاه التغيرات في أسعار الفائدة، ما يعني حدوث التقلبات في الأسعار، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تحرك الأسعار بشكل أكبر نسبياً، ومن ثم الإضرار بالمستثمرين، وبالتالي فإن رفع أسعار الفائدة يقلل من جاذبية إصدار السندات طويلة الأجل. وتمتاز القروض طويلة الأجل بحساسيتها الخاصة حيال أسعار الفائدة ما يعني أن أي ارتفاع في معدلات الفائدة يؤدي إلى ارتفاع أكبر في نسبة الأسعار ما يلحق الضرر بالمستثمرين. ولهذا تسبب الرهان على رفع الفائدة الأمريكية الوشيك في إضعاف شهية المستثمرين حيال السندات طويلة الأجل خاصة تلك التي تصل آجالها إلى 30 عاماً. ففي شهر إبريل/نيسان الماضي، أصبحت المكسيك الدولة الأولى على مستوى العالم التي تسلك هذا النهج، ببيع سندات مقومة باليورو لأجل 100 عام بنسبة فائدة منخفضة نسبياً بمعدل 4.2 في المئة حتى عام 2115. وبعد شهرين، أصدرت شركة بتروبراس النفطية الحكومية، التي كبدها الفساد 2.5 مليار دولار، سندات لمدة 100 عام.
مشاركة :