محمد سعيد العوضي يكتب: أغدًا نلتقي؟

  • 11/1/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أليسَ من العجائبِ أنني أشتاقُ إليكِ فلا أصل، وأريدُكِ فلا أنالُكِ، وأتوحشُكِ فلا ألقاكِ ولا تأتين؟ أليسَ عجيبًا أن أقضي نحوبًا طويلةً أعدُ الأيامَ تترًا يومًا بيومٍ وساعةً بساعة لألتقيكِ فلا أفعل.هل بإمكان الأيامِ أن تتغافلَ عنَّا فنلتقي، أو تعطينا فُسحةً من الدُنيا فنرقُصَ كغريبين أو صديقين أو حتى حبيبين؟ أظنهُ حُلمًا بالنسبةِ إليَّ أن ألتقيكِ فأسألكِ ما بالِ عينيكِ جميلةً هكذا، وما بالُكِ تعبثينَ بشوقي إليكِ في كل ساعة، فلا ساعةً يرتاحُ القلبُ ولا ساعةً يلقاكِ.عزيزتي، إنني أحسدُ من يجاوِّركِ، وأحسدُ من يُلقي بظلالِ عينه عليكِ وأنا المسكين الذي يلقي بظلالِه على أوراقِ الشجرِ والطُرُّقِ وبعضُ الناسِ ممن لا يُحِبْ، وكل ما أرجو أن يقعَ نظري عليكِ لبرهةٍ وليكن ما يكُن فإني مُرَحِبٌ به.أظلُ أردد أنني أود أن أكونَ المُفضلَ لكِ، تقصدينني ساعات الفرحِ كي أشاطِرِكِ إياه، والحُزنَ كي نقتسمه سويًا فيتلاشى بيننا، ضحكاتُكِ وأناتُكِ على حدٍ سواء، كُلُ الحُب الذي تملكينَهُ في صدرِكِ وأن أكونَ وكيلَ الطمأنينةِ وباعِثها إليكِ.أودُ أن أخبركِ كم يجول بخاطري إليكِ من حُبٍ ولهفةٍ للقاءٍ عابرٍ تتبعهُ مواعيدٌ مُتَصِلةٌ لا تنتهي، أعبُرُ لكِ فيها عن حبي واغترابي حين تغيبين وأناشِدُكِ سقفًا وخاتمًا يحملُ اسمكِ إلى الأبد.حينَ ألقاكِ؛ سيكونُ حقًا إشراقًا لعيني وتمامًا لأمنياتي لأنكِ أصبحتِ إلى جواري، وأعدُكِ؛ سأنسى كافة الآلامِ وكلِ الأشياءِ السيئة بمجرد وصولك، فقط سأحكي لكِ عن كثيرِ الشوقِ الذي كنت أحفظهُ إليكِ مذ رأيتُكِ إلى يومِ التقيتُكِ.إنني كلما اقتربت منكِ شبرًا ساقني قلبي ذراعًا، وكلما ابتعدت مقدارَ أُنملةٍ أعادني قلبي فرارًا، وكلما أحببتُكِ ساعةً، أحبَكِ قلبي مرارًا.ليس ثمة سرٌ بعينه، لكن رُبما الحبُ وحده هو المُحرِكُ لجميع الجوارح والأركانِ لتنتفضَ إليكِ وتهرول في طريقك، لكنه يفقد بوصلته تمامًا حين يراكِ ، يظل ينبضُ فقط لا لشيء سوى أنه يحبك.أتعلمين؟! كل ما أرجوه أن نُعيشَ أعمارَنا معًا، لا تُفرقنا الأيام ولا تحولُ بيننا مُخاصمة، أن نعفو عن أنفسنا وتنفرج أسارِيرنا لأننا معًا، وببعضنا نمضي.وأرجو ألا أحمل هم خِصامِنا، ولا صُلحنا؛ أن تمُر الأيام النوازِلُ بِنا كالريحِ المرسلة لا نشعرُ بكدرِها ولا نحسُ خوفًا منها، أن نعيشَ الأيامَ في سعةٍ ونرى في أرواحنا مرآةً لنا فنكمل في هناءٍ ونمضي في رضا، أن نجلسَ سويًا ذات يوم، نتوسد الصحراء ونفترشُ الفضاء، توارينا الظُلمةُ ونختبئ من العالم، ويُصبحُ الكلامُ كلهُ مُهمًا ويوازي قضايا الكونِ كُله حتى وإن كان صمتًا.وكُل ما أرجوه يا حبيبتي؛ أن يُصيبُنا المشيبُ سويًا فنسأتنس بأنفسنا في خجل وخوف، ونجلُس في شرفتنا لا ننتظرُ شيئًا، نتجاذبُ القول فنضحكُ ونبكي، لا يُعكِرُ صفونا اللوم ولا يأخذ منا العِتابُ مُد دقيقة، نُطيلُ في النظرِ هكذا وكأننا بنو عشرين ، وكأننا انتصرنا على طولِ الزمانِ لأننا بقينا سويًا.لكن حتى الآن، نحنُ لا نلتقي إلا في فضاءِ ما أكتُب؛ وهو أكثرُ ما يُحرك الكتابةَ بداخلي، أنا لا أكتُب عنكِ إلا لألقاكِ، ولا ألقاكِ لسدودِ الطُرقِ ومعادلاتِ الزمنِ واستباقاتِ الوقت، كل صفحةٍ أكتُب فيها هي موعدٌ بذاته، ولقاءٌ بدونِ ميعاد، تأتينني بحُلتِكِ التي أُحبها؛ لأن الزمانَ يأبى أن يجمعنا، والأماكنُ تضيقُ بِنا، لأنثُر أحلامي بين يديكِ وأسطِرَ أمنياتي منكِ وإليكِ.دعيني فقط، أنثر الكلماتِ على خجل، ثم دعيني أعدُ الأيامَ حتى موعدِ اللقاء، والسلام.

مشاركة :