قال وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ د. عبداللطيف آل الشيخ : إن الإساءة لنبينا صلى الله عليه وسلم ستستمر مادام الإسلام قويا ومنتشرا في العالم , مؤكدا على أن الدفاع عن النبي الكريم واجب , ودفاع عن الإسلام بأكمله , وأن ردود الأفعال حول الإساءة لمقامه الشريف يجب أن تكون متزنة ومنضبطة بالمنهج النبوي ومنهج السلف الصالح , رافضا إقامة المظاهرات والتعدي على الأبرياء , أو أي نوع من نوع الإساءة كونها أعمال شر قد توقع المسلمين ضحية لأعمال إجرامية , جاء ذلك في حوار " للرياض " على هامش تدشينه مشروعات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة , مؤكدا في سياقات حديثه على أن تمكين المرأة من العمل في المناصب العليا في الوزارة بما فيها " وكيلة وزارة " مرتبط بالحاجة , وأن منهجية جماعة الإخوان تقوم على ازدراء الأوطان والتقليل من مكانتها ولخطورة هذه المنهجية كان توظيف الخُطب لمواكبة المناسبات الوطنية سابقة في قرارات الوزارة , مشددا على أهمية حماية المنبر الدعوي من الغلاة وأرباب الفكر المنحرف ليعود لوضعه الطبيعي وفق المنهج الوسطي المعتدل الذي تسير عليه بلادنا .. وإلى نص الحوار : كيف تقيمون ردود الأفعال الإسلامية حيال الإساءة لمقام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ؟ جميعنا نرى أن الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واجب , ودفاع عن الإسلام بأكمله , وأعداء النبي الكريم موجودون منذ بعثته وحتى اليوم , وواجبنا أن ننهج منهجه صلى الله عليه وسلم في كيفية التعامل مع المسيئين ومنهج الخلفاء الراشدين والسلف الصالح , وما تم من أعمال مشينة آلمت 1.8 مليار مسلم , ولكن على المسلمين ألا يقعوا في الفخ الذي يراد لهم من خلال الأعمال المثيرة للفتن للإضرار بهم في الدول التي يعيشون فيها , نبينا لم يضره كيد الكائدين , وستستمر الإساءات لمقامه الشريف مادام أن الإسلام قوي ومنتشر في العالم , أما ردود الأفعال فنرى أن إقامة المظاهرات والتعدي على الأبرياء , أو الإساءات هي أعمال شر وينبغي أن نحتاط حتى لا يقع المسلمون ضحية لأعمال إجرامية , وإن أجرم أحد ممن ينتسب للمسلمين فهذا لا ينسحب عليهم جميعا , وكذلك لو كان المجرم مسيحيا أو يهوديا , والمسلمون لم يصعدوا قضية نيوزيلندا التي قتل فيها 50 مسلما من الأبرياء أطفالا ونساء وشيوخا , وروع خلالها الكثير وهم في مكان عبادة , ومع ذلك كله لم يصل المسلمون إلى الشحن الإعلامي الذي يحدث اليوم , نحن في زمن فتنة , وهناك مغرر بهم , ومستأجرون من قبل المنظمات الإجرامية للإساءة للأديان , وأكثر دين مستهدف هو الإسلام. أكدتم في حوار سابق الحرص على تمكين المرأة وفقا لرؤية 2030 ، وأنه سيكون لها وجود مؤثر وعلى مستوى عال ، فهل ستصل المرأة إلى منصب وكيل وزارة للدعوة والإرشاد مثلا ؟ وزارة الموارد البشرية لا تُفرق في الوظائف بين الرجل والمرأة وفي وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد تم فتح الباب للمرأة للعمل كداعية ومُراقبة والعمل الإداري لا يستثنى أحدا ، ونحن نحاول أن نبذل قصارى جهدنا في أن نحقق رؤى خادم الحرمين الشريفين وننفذ توجيهات ولي العهد - حفظهما الله ورعاهما - وأن نسير حثيثاً في مواكبة رؤية المملكة الخلاقة 2030 في جميع أعمالنا ومنها ما يتعلق بتمكين المرأة من العمل في التخصصات المناسبة لها , ومتى ما وجدت الحاجة سيتم الأمر. توظيف الخُطب لمواكبة المناسبات الوطنية سابقة في قرارات الوزارة ومن ذلك توحيد الخطب للحديث عن اليوم الوطني ؟ كيف نجحتم في ذلك ؟ دور الوزارة دعوي وتوعوي وخدمي، وهذا الأمر يجب أن يتسق مع مجريات الأحداث المحلية، كانت الأمور تأخذ منحى بعيدا جداً عن حاجة المجتمع والوطن، احتاج الأمر قرار ومُتابعة وتغيير استراتيجية، في البدايات كان هناك بعض التمنع، ولكن القرار في النهاية هو الذي تم تطبيقه، للوطن حقٌ علينا يجب أن نؤديه، الوطن الذي حاول الإخوان المفلسون أن يجعلوه حفنة من تراب لا تستحق الحب والوفاء، ولم يأخذوا النبي الكريم قدوة لهم عندما هاجر إلى المدينة والتفت للخلف مُخاطباً مكة " ما أطيبكِ من بلد وأحبَّكِ إليَّ ! ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ .. " عودة المنابر، الوسطية والاعتدال، مهام صعبة وتركة ثقيلة، كيف استطعتم تجاوز الصعاب ؟ بعونٍ من الله ثم بتعاون الخُطباء والدُعاة والذين لا يفوتني هنا أن أُقدم لهم كل الشكر والتقدير لما بذلوه في سبيل تحقيق أهداف الوزارة ورسالتها في حماية المنبر والتوجيه لما هو في صالح البلاد والعباد، استطعنا أن نجعل المنبر يتناول ما يهم إنسان هذه الأرض أولاً ومن جميع النواحي، أعددنا برامج دعوية وتوعوية، وقدّمنا أكثر من 88 ألف محاضرة خلال 3 سنوات، وأنشأنا إدارة للأمن الفكري تعمل ليل نهار من أجل أن تكون رسائل الوزارة ودُعاتها والأئمة والخُطباء على مسار لا تطرّف فيه ولا غلو، وكذلك تم إعداد لائحة للدعوة والدعاة بحيث يكون العمل مُنظما إدارياً، وتم تحسين الوضع المادي والإداري للخُطباء والأئمة والدُعاة، كل هذا تم بدعم مُباشر وسخي من مولاي خادم الحرمين الشريفين ومن سمو سيدي ولي عهده الأمين، لقد أتينا لخدمة الدين أولا ، الدين الوسطي المُعتدل الذي لا تطرف فيه، المنابر تشارك المواطنين أفراحهم وأتراحهم، وهذا الأمر تم بتوفيق من الله أولاً ثم بدعم قيادتنا الرشيدة وتعاون الخُطباء والدُعاة لتحقيق الغاية المرجوة . وأنتم اليوم في المدينة المنورة وفي زيارة تفقدية لسير العمل في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف والمواقيت، هل من مشروعات ومبادرات جديدة ؟ الزيارة تفقدية لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف والمواقيت ومن خلالها سيتم إطلاق برامج تابعة لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ومنها ترجمة معاني القرآن الكريم للغة الفلبينية وهي لغة عدد الناطقين بها 50 مليون نسمة، وإضافة ترجمة 14 لغة إلى موقع المجمع في الإنترنت وكذلك إطلاق نسختين من المصحف بطباعة جديدة ومُحسنة وكذلك اطلاق مشروع التفسير الموضوعي لمعاني القرآن الكريم بلغة الإشارة ليستفيد ذوو الإعاقة من الترجمات المُختارة لتكون عوناً لهم في هذه الحياة، وزيارة المواقيت تأتي للإطلاع على الخدمات التي تُقدم للمُعتمرين على الأرض . ما هو تقييمكم لأداء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ؟ الأداء ممتاز، المجمع خلال 9 أشهر وهي الفترة التي تخللها الحجر الصحي لمواجهة جائحة كورونا استطاع طباعة 16 مليون نسخة بحيث حصلت الزيادة بعد أن تم تحسين كفاءة الإنتاج، وأغلب الإنتاج موجه للخارج، المجمع يخدم رسالة السعودية لخدمة الإسلام والمُسلمين، ودعم مولاي خادم الحرمين الشريفين اللا محدود وتوجيهاته كان لها بالغ الأثر في أن يكون المجمع أحد منارات السعودية التي جعلت كتاب الله في متناول الجميع، ولا يفوتني هنا أن أُقدم الشكر الخاص لسيدي ولي العهد الأمين والذي بعزمه ودعمه لنا تقدمنا خطوات كبيرة باتجاه تحديث كل ما يخدم المجمع والوزارة من أجل خدمة الدين والوطن . مع بدء عودة العمرة للقادمين من خارج المملكة ما هي أبرز خطط الوزارة في ذلك في ظل جائحة كورونا ؟ إجراءات الوزارة منذُ بدء عودة العمرة تعمل وفق خطة طوارئ، والقادمون من الخارج سيجدون الطريق مُيسّر أمامهم بإذن الله , لقد تم وضع خطة مُتكاملة شملت العديد من الإجراءات المتخذة ومنها وضع ملصقات التباعد بمسافة 2 م بين كل مصلٍّ وتعقيم الفرش والمداخل والأسطح ودورات المياه على مدار الساعة وتعليق اللوحات الإرشادية واستخدام التقنية الحديثة للتواصل، واستبدال المصاحف اليدوية بالمصاحف الإلكترونية عن طريق باركود، ووضع معقمات الأيدي في أماكن مناسبة، واستخدام مقياس الحرارة عند مداخل المواقيت لمرتاديها، كما يجري وعلى مدار الساعة تعقيم أكثر من 20 ألف متر مربع من السجاد في جميع المساجد بالمواقيت، ومن أجل هذه المهمة كلفت الوزارة 769 من الموظفين والعاملين والفنيين والمراقبين والمراقبات في المواقيت بمكة المكرمة والمدينة المنورة كافة، كما كلفت عدداً من الدعاة والداعيات للمشاركة بأعمال التوعية والإرشاد مع بدء توافد المعتمرين بإلقاء كلمات ومحاضرات بمساجد المواقيت وعبر الكبائن الخاصة بالتوعية لإرشاد ضيوف الرحمن بما يحتاجون إليه بالإضافة إلى التأكيد على أهمية الأخذ بالتوجيهات التي تصدرها الجهات المختصة .. لمسجد قباء مكانة دينية تاريخية، وهو الوجهة الثانية للزوّار بعد المسجد النبوي ماهي الإجراءات التي تم تنفيذها بعد قرار فتح أبوابه للصلاة ؟ يحظى مسجد قباء بالعناية والاهتمام من القيادة -حفظها الله- لكونه أكبر مساجد المدينة المنورة بعد المسجد النبوي، وكلفت وزارة الشؤون الإسلامية عبر فرعها بالمدينة المنورة أكثر من 130 عامل صيانة ونظافة يعملون على مدار 24 ساعة لتنظيف وصيانة وتعقيم المسجد الذي يعد مقصدًا لزوار ورواد مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى جانب عددٍ من الحراسات الأمنية ومراقبي الصيانة والمشرفين الذي يعملون على مدار الساعة للتأكد من تطبيق كل الإجراءات الاحترازية . ماهي رسالة الوزارة التي تعملون من أجل تنفيذها ؟ رسالة الوزارة خدمة الدين وتقديم رسالة الإسلام، الرسالة الخالية من الغلو والتطرف والبِدع، رسالة التوحيد والوسطية، رسالة تصل لمليار ونصف المليار مسلم يمثلون الإسلام الحقيقي البعيد عن تطرف المتطرفين وتحزب المتحزبين، رسالة تخدم قضايا المسلمين في كل أصقاع الأرض عبر إظهار صورة نقية للإسلام، الوزارة تخدم الإسلام والمسلمين في السعودية وفي دول العالم الأخرى وهي أحد قوى السعودية الناعمة بحكم أنها قائدة العالم الإسلامي ومهوى أفئدة المسلمين .
مشاركة :