عبدالله الهامي: يحتفل العالم سنوياً بتاريخ 12 أغسطس باعتباره اليوم الدولي للشباب، وبهذه المناسبة هنأ وزير شؤون الشباب والرياضة هشام الجودر الشباب البحريني على يومهم العالمي، مؤكداً أن المشروع الإصلاحي لجلالة الملك فتح المجال أمام الشباب البحريني للمشاركة الفاعلة في مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات المختلفة والأندية الوطنية والمراكز الشبابية، ما مكن الشباب من أن يحوزوا على موقعهم الحقيقي في الحركة التنموية بالمملكة، وكانت ولا زالت اسهاماتهم محط أنظار الجميع. وأضاف الوزير أن التجربة البحرينية في المجال الشبابي حققت مستوى مرتفعا جدا على المستوى العالمي، ما جعلها تنافس بلدان عالمية كثيرة في تقديم البرامج الشبابية النوعية المتميزة وتنظيم وتحقيق العديد من الجوائز الرائدة دولياً وإقليمياً، ومن أبرزها تنظيم جائزة ناصر بن حمد العالمية للإبداع الشبابي. وأكد الجودر أن مستوى التمثيل الخارجي الشبابي للمملكة تكلل في السنة الماضية بتمثيل 75 شابا و57 شابة بواقع 22 مشاركة إجمالية ما بين خليجية وعربية وخارجية. وقال: نقوم حاليا وبناء على توجيهات سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بالتنسيق لاستضافة مؤتمر شبابي عالمي سيتم الاعداد له قريباً. وفيما يلي نص حديثه لـ الأيام كاملاً.. ] بداية.. بمناسبة اليوم الدولي للشباب، برأيكم كيف تتلخص تجربة مملكة البحرين الشبابية واين تضع اقدامها على المستوى الدولي؟ - قبل الإجابة على السؤال أود في البداية أن اتقدم بخالص التهنئة والتبريك الى الشباب البحريني بمناسبة يوم الشباب الدولي والذي يحتفل به العالم اجمع تقديرا وعرفانا للدور البارز للشباب في الارتقاء بأوطانهم... ونحن في مملكة البحرين كنا ولا زلنا نمنح الشباب اولوية بارزة في عملية التنمية التي تشهدها المملكة في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه. أما بالنسبة الى التجربة البحرينية فهي نتاج حقيقي للمشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى وتعد من التجارب الناجحة على المستوى الاقليمي والقاري وتصل في بعض جوانبها الى النجاح على المستوى العالمي، وهي ذات طابع خاص وهوية فريدة من نوعها في المنطقة وذلك بفضل الدعم الكبير واللامحدود من قبل القيادة الرشيدة إضافة الى الاهتمام المباشر من قبل الحكومة الموقرة التي وضعت الشباب على سلم الأولويات في برنامج عمل الحكومة ، وهذا ما تترجم على ارض الواقع من خلال السياسات التي ارساها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشئون الشباب رئيس المجلس الاعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الاولمبية البحرينية والذي دائما ما يحرص على اشراك الشباب في البرامج التدريبية المفيدة والمبنية على الاسس العلمية الصحيحة بالإضافة الى اشراك الشباب في اختيار البرامج التي تقدم لهم كما فتح المجال للشباب للتعبير عن أفكارهم ووجهات نظرهم وآرائهم في مختلف المجالات وهذا ما تجلى من خلال برنامج صوتكم مسموع ومبادرة صوت الشباب. لقد وصلت التجربة البحرينية في المجال الشبابي الى مستوى مرتفع جدا على المستوى العالمي باتت تقارع بلدان عالمية كثيرة في تقديم البرامج الشبابية النوعية المتميزة بالإضافة الى تنظيم وتحقيق العديد من الجوائز الرائدة على المستوى العالمي والاقليمي ومن ابرزها تنظيم جائزة ناصر بن حمد العالمية للإبداع الشبابي كأول جائزة على المستوى العالمي في مجال الابداع والمخصصة للشباب، واستضافة المنامة كأول عاصمة الشباب العربي والذي جاء اختيارها بإجماع وزراء الشباب والرياضة العرب وتحقيق المركز الأول في الملتقى العربي الأول لأفضل الممارسات الشبابية عن البرنامج التدريبي مدينة الشباب وتنظيم واستضافة المؤتمرات الشبابية المختلفة واطلاق العديد من البرامج التي تنمي مواهب الشباب وتزيد من خبراتهم العملية. ] باعتبار مدينة شباب 2030 ابرز التجارب الناجحة في الشراكة مع مؤسسات المملكة، كيف انعكست هذه الشراكة في تفعيل اهداف المؤسسة العامة للشباب والرياضة؟ - إننا نؤمن بأن رعاية الشباب في المملكة ليست مسئولية جهة معينة دون أخرى ولكنه جهد وطني متكاملة تشترك فيه جميع مؤسسات القطاع العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني وبما أن وزارة شئون الشباب والرياضة والمؤسسة العامة للشباب والرياضة تقع عليهما المسئولية الاكبر في رعاية الشباب فإنهما دائما ما تبحثان عن الدخول في شراكات متميزة مع العديد من الجهات التي تساهم في دعم برامجها وتنفيذ استراتيجيتها تجاه الشباب وما مدينة شباب 2030 الا نموذجا من الشراكة الرائدة بين المؤسسة العامة للشباب والرياضة وتمكين، والهدف الاسمى من هذه الشراكة هي تهيئة الشباب وتدريبهم للدخول في سوق العمل بكل خبرة ومتسلحين بالمهارات اللازمة عبر اخضاعهم الى دورات وورش عمل في المدينة تحت اشراف نخبة من الكوادر القادرة على ايصال الشباب الى الطريق الصحيح قبل الدخول في سوق العمل.. وأعرب عن تقديري التام للتعاون البناء مع الشريك الاستراتيجي (تمكين) والذي ساهم في انطلاق وانجاح مدينة شباب 2030 ووصولها الى تحقيق الأهداف التي وجدت من اجلها في دعم الشباب البحريني وتدريبهم بصورة متميزة للدخول في سوق العمل، كما أننا نمتلك شراكات كثيرة من العديد من الجهات ابرزها وزارة الداخلية عبر معسكر الشباب الصيفي والمجلس الأعلى للمرأة والمحافظة الجنوبية ووزارة التربية والتعليم وجامعة البحرين وإنجاز وغيرها. ] وكم يبلغ إجمالي الطاقات التي احتضنتها المدينة منذ انطلاقتها حتى اليوم.. وما هو الطموح المستقبلي للمدينة؟ - أود التأكيد على أن مدينة الشباب حققت نجاحا كبيرا منذ انطلاقتها في العام 2010 ووصولها الى العام 2015 في نسختها السادسة، والدليل على ذلك انها قامت بتدريب ما يفوق 8576 شابا وشابة في البحرين خلال النسخ الماضية كما اننا ونظرا الى الاقبال الشديد على المدينة قمنا بزيادة الطاقة الاستيعابية للشباب سنويا لتصل الى 123% عن النسخة الاولى كما قمنا بزيادة البرامج التدريبية بشكل واضح لتصل نسبة هذه الزيادة الى 407% بالإضافة الى اشراك 400 متطوع من الشباب اناث وذكور في تنظيم المدينة كما أن نجاحها تمثل في مخرجات المدينة وقصص النجاح للعديد من الشباب البحريني الذي تخرج من المدينة وتمكن من الدخول في مجال الاعمال الصغيرة والمتوسطة وافتتح مشروعاته التي تمثلت على سبيل الأمثلة في مشروعات التصميم الهندسي والجرافيكي والرسم والاعلانات والإنتاج التلفزيوني والإخراج ومجالات التكنولوجيا وتطبيقات الهواتف والاختراعات والقيادة وبعضهم اصبح مدربا في مدينة الشباب. وفي هذا العام فإننا قمنا بتسجيل 1600 طالب وطالبة في المدينة توفير 3 آلاف فرصة تدريبية عبر المراكز الاربعة في المدينة. أما بالنسبة الى طموحاتنا المستقبلية للمدينة فإننا نتطلع الى أن تقام مدينة شباب 2030 بصورة دائمة وعلى مدار العام وتمتلك مقرا مجهزا بأفضل الوسائل التدريبية ونحن تمتلك تصورا واضحا لهذه المدينة والمكان الذي ستقام عليه ونقوم حاليا بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة. ] أصبحت هناك حركة وتفاعلاً اكبر في عدد من المراكز الشبابية.. فما هو التوجه نحو تعزيز جهودكم بهذا الجانب؟ - تعتبر المراكز الشبابية المنتشرة في مختلف محافظات المملكة من الحواضن الرئيسية للشباب ونوليها اهتماما كبيرا ونسعى الى توفير مختلف اشكال الدعم والمساندة لها من اجل احتضان أكبر عدد ممكن من الشباب ونظرا لهذا الاهتمام فقد قامت المؤسسة العامة للشباب والرياضة بزيادة ميزانية المراكز الشبابية ودعم البرامج المشتركة بالإضافة الى تجهيز تشييد المقرات الادارية القادرة على استقطاب الشباب وبناء منظومة ادارية وفنية في تلك المراكز قادرة على تنظيم برامج شبابية وثقافية وابداعية ورياضية وغيرها. شهدت الفترة الماضية حراكاً واضحاً في المراكز الشبابية بالمملكة وسطع نجمها من خلال استقطاب الشباب واشراكهم في برامج نوعية ذات فائدة عالية لهم. والارقام تتحدث عن هذا الحراك حيث ستقدم تلك المراكز في فترة الصيف من منتصف يونيو ولغاية شهر سبتمبر 365 برنامجاً متنوعاً استفاد منها 24 ألف شاب وشابة. ] إلى أي مدى وصل مستوى التمثيل الشبابي للمملكة على المستوى الخارجي.. وكم عدد الوفود التي شاركت في فعاليات خارجية خلال السنة الماضية؟ - لقد وصل مستوى التمثيل الشبابي للمملكة الى مستويات عالية على الصعيد العالمي وباتت مختلف الجهات توجه الدعوة الى الشباب البحريني من اجل المشاركة في البرامج التي تنفذ في تلك البلدان نظرا للصورة الناصعة التي قدمتها الوفود الشبابية عن مملكة البحرين وشبابها المنفتح على جميع الحضارات والثقافات وعلى سبيل المثال لا الحصر مشاركة الوفود الشبابية البحرينية في سفينة شباب العالم وصلت الى الثالثة عشر على التوالي بالإضافة الى مشاركة الوفود الشبابية في نموذج جلسات الامم المتحدة والتي تقام في نيويورك بالإضافة الى المشاركات الشبابية على المستوى العالمي والقاري والعربي والخليجي حيث بلغت عدد المشاركات الخليجية 6 ومثل المملكة 41 شابا و28 شابة فيما بلغت المشاركات العربية 6 ومثل المملكة 19 شابا و5 شابات اما المشاركات الخارجية فقد بلغت 10 مشاركات ومثل المملكة فيها 15 شاب و24 شابة. ] هل سيكون هناك تعاون على المستوى العالمي بعد التكاتف العربي الذي حققتموه في المنامة عاصمة الشباب العربي ؟ - نحن في مملكة البحرين لا ندخر جهدا ابدا في سبيل تأمين افضل الظروف للشباب البحريني من اجل الارتقاء الوصول به الى العالمية عبر الشراكة في البرامج والفعاليات والملتقيات المختلفة بالإضافة الى تحقيق البيئة المثالية له للتلاقي والتعارف مع اقرانه من مختلف دول العالم.. لقد حققنا نجاحا كبيرا باستضافة عاصمة الشباب العربي والذي تعد فكرة بحرينية خالصة واستقطبنا وفودا شبابية عربية للمشاركة في البرامج التي نقيمها بهذه المناسبة ومستمرون في دعم مسيرتنا العربية عبر البرامج المشتركة.. ولكننا في ذات الوقت نسير بخطى ثابتة نحو تعزيز علاقاتنا الشبابية مع مختلف دول العالم للتعرف على تجاربها الشبابية.. ونقوم حاليا وبناء على توجيهات سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بالتنسيق لاستضافة مؤتمر شبابي عالمي سيتم الاعداد له قريبا. ] طرحتم برامج جديدة في هذا العام ومن بينها برنامج اجيال 2030 للناشئة فما هو هدفكم من ذلك؟ - إننا نهتم كثيرا بالبرامج التي يقدمها مركز سلمان الثقافي والذي يحمل اسم صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين حيث كانت مخرجات هذا المركز كثيرة منذ تأسيسه على مختلف الأصعدة وذلك من خلال الأنشطة الكثيرة التي يقدمها المركز على مدار العام.. وقدمنا في هذا العام برامج تشمل جميع الفئات العمرية وبالخصوص الناشئة واللذين تم التركيز عليهم بصورة اكبر في العام الجاري عبر برامج مستمرة يقيمها مركز سلمان الثقافي كما تم طرح برنامج اجيال 2030 والذي يهدف الى الاهتمام بالناشئة والعمل على تطوير مهاراتهم ورعايتها وزرع الثقة بالنفس وتنمية القدرات نحو الابتكار وتعزيز روح التعاون وبناء الشخصية الاجتماعية وتحقيق مضامين رؤية البحرين 2030 وتنمية التفكير الإبداعي لدى المشاركين وإبراز وتعزيز دور الناشئة على المستوى المحلي والدولي. ] ما هي التحديات التي تواجهكم كجهة حاضنة للشباب وهل نضج العمل الشبابي حقق ما تصبون اليه خلال الفترة الماضية ؟ - نحن نسابق الزمن من اجل الوصول الى تحقيق وتطبيق رؤية القيادة الرشيدة تجاه الشباب البحريني والتي نعتبرها هي التحدي الاكبر لنا لوضع الشبابي البحريني على الطريق الذي يوصله الى المشاركة الفاعلة والحقيقة في عملية التنمية التي تشهدها المملكة كما اننا نؤمن أن لكل له تحديات ونعمل على تخطي هذه التحديات بالصورة الصحيحة الواقعية وتحويلها الى نقاط انطلاقة للوصول الى اهدافنا تجاه الحركة الشبابية في المملكة.. لقد تحقق للحركة الشبابية انجازات في السنوات الماضية حيث باتت تجربة البحرين يشار لها بالبنان في العالم نظرا لما حققته من نجاحات على المستوى العالمي لكننا وبكل تأكيد لا نطمح في البقاء عند هذا الحد من النجاحات وانما نتطلع الى مزيد من التقدم وحصد الانجازات المستمرة التي تؤكد مكانة شباب البحرين فنحن أصحاب طموحات لا حدود لها. ] ماهي رسالة وزارة الشباب والرياضة بيوم الشباب العالمي ؟ - اليوم الدولي للشباب خصص في هذا العام تحت شعار مشاركة الشباب في العمل المدني وهي بمثابة الفرصة للتأكيد على أن المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى فتح المجال امام الشباب البحريني للمشاركة الفاعلة في مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات المختلفة والأندية الوطنية والمراكز الشبابية الامر الذي مكن الشباب من اخذ موقعه الحقيقي في الحركة التنموية في المملكة واسهاماتهم كانت ولا زالت محط انظار الجميع.. كما نود أيضا التأكيد على استمرارية الوقوف الى جانب الشباب البحريني في مسيرتهم نحو الارتقاء بمملكتنا الغالية.
مشاركة :