هي أشياء خفية

  • 2/11/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

هي أشياء تحول بينك وبين تقدمك، وأخرى تقف بينك وبين أحلامك، أشياء خفية تأتيك على شكل إحساس مؤقت، يعتري القلب وينزل به إلى أسفل الطبقات، ويدخله في متاهات التفكير والتساؤلات، إلا أن يصل بك إلى أوجك ويصيبك التكاسل والخمول، لست تدري ما الذي يحدث وبعدها لم يبق أمامك سوى الاستسلام.تمضي علينا أيام عجاف تغرقنا في الحزن واليأس، تتكدس فيها الأفكار السلبية بعقولنا، وضع نحتار أمامه دائما، نبحث عن الأسباب المباشرة التي أدت بنا لهذا الوضع ولا نجد ما يقنعنا، فنخلص إلى أن الأمر مستتر ونابع من الأعماق أو ربما من ماضٍ تناسيناه.يمكن لمزاجك أن يتغير بسبب أغنية تلتقطها مسامعك على حين غرة، أو لقطة من فيلم سينمائي أو حديث يدور بين غرباء جلست وإياهم بنفس المقطورة، أو بسبب رائحة هزتها الرياح حتى وصلت إليك لتعود بك الذاكرة إلى مآثرها القديمة التي ظننت أنك تصالحت معها ومضى الأمر بسلام.غريبة تلك المشاعر التي تأتي وتختفي أحيانا دون سابق إنذار، تترك وراءها زوبعة ذهنية وأعاصير فكرية، تدلي بصاحبها إلى أزمات نفسية وتغلق عليه في زنزانة الاكتئاب، بعيدا عن الحاضر الذي ينتظر رجوعه إليه بلهفة.يخيل إليك أن الحياة تجر بساطها من تحت قدميك رويدا رويدا، بسبب فكرة اجتاحت عقلك وبقيت تتسع إلى أن وصلت بك إلى حتفك.تلتقي بشخص ما وتتحدان في لمة ألفة، يصبح تبادل الاتصالات والرسائل طقسا يوميا لكما، لكن فجأة يختفي ذلك الرابط الخفي، ويختفي معه ذلك الشخص ويتغير فيك الكثير.هو نفس الشيء الخفي الذي يدفعك إلى النهوض من سباتك، وبعد فترة من الزمن يعود بك إلى نفس المنوال، وكأنها عجلة تدور تعود بك في كل مرة إلى نفس نقطة الانطلاق.هو الإحباط وخيبة الأمل التي تزورك بين الفينة والأخرى كشيء مستمر ودائم، وكقرينك السرمدي الذي يفتك بك أحيانا، ليعيدك إلى الأصل ويطوقك بذراع الحماية، لتواجه زمن العاصفة بشكل أفضل في المرات المقبلة.فما بيد الإنسان سوى أن يعتاد على هذا العالم المظلم والخفي، وهذا التناقض الذي سيلازمه في كل مرة ليوقظه من شتاته.

مشاركة :