مقال: الصداقة عند العرب بقلم: إبراهيم مفرج آل هدران

  • 11/1/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الصداقة ومجالسة الأصحاب عند العرب لها شأن كبير ولها أهمية في الوجدان العربي خاصة والوجدان البشري عامه وربما يكون العرب أكثر اهتماماً من غيرهم بالصدقة وبالمجالس والأحاديث وشجونها لطبيعة حياتهم القديمة في الصحراء الموحشة التي يعتبر وجود الصديق فيها ضرورة فهو أنسٌ من وحشة وخلاص من وحده أيضاً يضاف إلى هذا حب العرب للسمر والكلام وتبادل أحاديث الرجال وهم يعدونها من لذائذ الدنيا ويقول الشاعر : ولم يبقى من اللذات إلا محادثة الرجال ذوي العقول وقد كنا نعدهم قليلاً فقد صارو أقل من القليل ‏‏وللعرب عدد هائل من تجارب الصداقة والأصدقاء على شكل أمثال واشعار وقصص وحكم هذا ما يدل على أهميتها عندهم فهذا الخليفة معاوية بن أبي سفيان في آخر حياته يقول( لم يبقى لي من لذائذ الدنيا إلى مجالسة الأصحاب فوق كثبان الرمال وسئل الصحابي عمرو بن العاص مابقي مما تستلذ به فقال :(مجالسة الرجال ) ووردفي كتاب نهاية الأدب..‏أن المأمون قال لوزيره الحسن بن سهل نظرت إلى اللذات كلها فوجدتها مخلوله سوى سبعة ‏وما السبعه يا أمير المؤمنين قال: ١-خبز الحنطه ٢-ولحم الغنم ٣-والماء البارد ٤-والثوب الناعم ٥-والرائحه الطيبه ٦-والفراش الوثير ٧-والنظر الى الحسن من كل شي فقال الوزير: فأين أنت يا أمير المؤمنين من محادثة الرجال قال صدقت وهي أولهن وقد ذهب المتنبي الى أبعد من ذلك بفلسفته إلى أن أسوء البلدان من لا يستطيع المرء أن يحصل فيها على صديق شر البلاد بلاد لا صديق بها وشر ما يكسب الإنسان ما يصم ولكن السؤال الذي يطرأ دائما على الكثير منا هل يلزمك أن تبحث عن الصديق؟ أم أنها الأيام والأحداث هي من تصنع هذا الصديق؟ وهل صداقات الأمس هي صداقات اليوم ؟ومع تطور وسائل الإتصال هل هذه الصداقة التي تعيشها صداقة حقيقية ام افتراضيه قد يقول البعض انه لا يحبذ الإكثار فهو ليس بحاجه الى أصحاب وأصدقاء إلا ان الإنسان اجتماعي بطبعه هذا أبن المقفع يقول في كتابه الأدب الكبير ” أعلم أن إخوان الصدق هم خير مكاسب الدنيا هم زينة في الرخاء وعدة في الشدة ومعونةً في المعاش والمعاد فلا تفرطن في اكتسابهم وابتغاء الوصلات والأسباب إليهم ” قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : (لولا إخوة يتخيرون أطايب الكلام كما يتخيرون أطايب الثمر لما أحببت البقاء في الدنيا).. ويقول الشافعي : (لولا صحبة الأخيار.. ومناجاة الحق تعالى بالأسحار.. ماأحببت البقاء في هذه الدار.. ) … ويقول أيضا سلام على الدنيا اذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا

مشاركة :