أرفع لسموكم، حفظكم الله ورعاكم بعينه التي لا تنام، موضوعي هذا وأنا كلي علم بأنني طرقت الباب الصحيح، فأنتم يا أبانا لا تردون أبناءكم. شاء الله بلطفه ومحبته -والحمد لله على كل حال- أن تتميز ابنتي دون أقرانها بتأخر في النطق وصعوبة شديدة في إخراج الحروف، مع بعض الأعراض الأخرى كخروج السوائل والطعام من أنفها باستمرار إلى حد الشرق والاختناق أحيانًا منذ أن كانت رضيعة مع تقطع في النوم، عرضتها على العديد من الأطباء في الخاص والعام بمختلف الاختصاصات في رحلة طويلة جدًا للبحث عن التشخيص الصحيح وحل للمشكلة التي تعانيها ابنتي، وقام بتشخيصها أخيرًا أحد الأطباء وهو أخصائي أنف وأذن وحنجرة في مستشفى الملك حمد الجامعي (تشوه خلقي يدعى بشق مخفي في سقف الحلق - submucous cleft palate) وقد غمرنا بلطفه وسعة صدره وأخلاقه وطلب إجراء عملية ترميميه سريعة لها بعمر ثلاث سنوات وتسعة شهور؛ لأن التأخير في العملية يترتب عليه تأخر في المهارات الطبيعية المكتسبة لأي بنت في عمر ابنتي ولا بد من التصحيح السريع، وقد تمت العملية على حسابنا الخاص في نوفمبر 2019، وبعدما أكد لنا الدكتور نجاح العملية أوصى بجلسات نطق مكثفة ومستمرة لتدريب المنطقة التي تم إجراء العملية فيها وتدريب العضلة على ما فقدته في الفترة السابقة بسبب التشوه الخلقي الموجود، ولا بد أن يكون على يد أخصائية ذات خبرة في هذه الحالة بالذات، واتباعًا لتوصيته قمنا بمتابعة الجلسات في عيادة خاصة ومن ثم المحاولة للالتحاق بجلسات النطق في مستشفى السلمانية، ولكن بسبب جائحة كورونا فقد أخبروني أن قائمة المواعيد في مركز النطق في مستشفى السلمانية مغلقة بالكامل ولا تستقبل أي حالات، وحاولت المتابعة من وقت لوقت خلال الشهور الماضية وكانت الإجابة نفسها.ونظرًا إلى أن حالة ابنتي لا تقبل التأخير أكثر؛ لكوننا متأخرين أصلاً بسبب تأخر التشخيص الصحيح والقيام بالعملية، ولأن الدكتور أوصى في تقريره وفي مواعيد المتابعة بجلسات النطق المكثفة والمستمرة، وأيضًا أوصى فريق عيادة الصوت في مستشفى السلمانية في متابعتي الأخيرة معهم بمثل ذلك، فقمنا في الفترة الماضية بالمتابعة عند أخصائيتين مختلفتين بمعدل جلستين في الأسبوع (10 دنانير للجلسة) أي 80 دينارًا شهريًا، والأخصائية الأخرى في المستشفى العسكري بمعدل جلستين في الأسبوع (40 دينارًا للجلسة) أي ما يعادل 320 دينارًا في الشهر. وكانت الأخصائية لديها خبرة طويلة في المجال وهي الأكثر إلمامًا وخبرة، وقد شهدت ابنتي تطورًا على يدها تشكر عليه.. ونِعم الأخصائية الإنسانية الحنونة الذكية، وكنا نتابع معها كل الشهور الماضية، ولكن مع الأسف -لكون جلسات النطق لا يغطيها التأمين الصحي الذي يملكه زوجي- فالتكلفة الشهرية قد أثقلت كاهل العائلة، إذ ندفع شهريًا لابنتي 400 دينار للجلسات فقط، هذا من دون المواعيد الأخرى من منظار وأشعة.. ونحن عائلة بسيطة مكافحة من موظفين متوسطين الدخل ونملك ثلاثة أولاد بمصاريفهم، كما يرعى زوجي أختيه غير المتزوجتين أيضًا.. حاولت الحصول على تحويل من مستشفى السلمانية إلى المستشفى العسكري لكون مركر النطق في السلمانية مغلق خلال كل هذه المدة، ولكون الأخصائية التي تعمل في المستشفى العسكري قد قطعت شوطًا طويلاً وتفهمت حالتها بشكل خاص وجيد، لكني لم أتمكن من ذلك للأسف.. وإني أخشى أن أنقلها إلى أخصائية أخرى بسبب الضغط المادي الذي قد يسبب ترديًا في حالة ابنتي، فهي طفلة صغيرة وقد اعتادت على المكان وعلى الأخصائية، حتى قاموا بوضع خطة علاجية طويلة تقوم بتأديتها خطوة بخطوة، بالإضافة إلى التواصل مع الأطباء المختلفين في المستشفى العسكري والأخذ برأيهم وخبرتهم (أنف وأذن وحنجرة الأطفال.. وجراحة الفك والفم والأسنان)، وكل من يستطيع تقديم المشورة بخبرته واختصاصه في حالة ابنتي للتأكيد على أننا نمشي في الطريق الصحيح، وإذ إننا قد نحتاج إلى عملية ترميمية أخرى في المستقبل.أرفع لكم موضوعي وخوفي وأملي كله -وأنا ابنتكم البارة المخلصة للوطن المؤمنة بحرصكم وحنيتكم على صحة أبنائكم الصغار قبل الكبار، فهم جيل المستقبل الذي نعوّل عليه أن يرفع اسم الوطن عاليًا ويأخذ بيده للتطور وكل ما هو مشرق ويصب في صالح هذه الأرض وأهلها- أن تنظروا في أمر طفلتي وصحتها ومشاعرها بعين حانية. لقد تعبت كثيرًا كثيرًا، وقد كان مشواري طويلاً حتى تصل ابنتي إلى هذا المستوى، ومازلنا في منتصف الدرب. أتمنى منكم مساعدتي بأي طريقة، وطلبي ليس بالطلب الكبير والصعب أمام قلبكم الفسيح والحاني ويدكم المعروفة بالخير.كل ما أرجوه أن تسهلوا وتوصوا لي بطلب تحويل من مستشفى السلمانية إلى المستشفى العسكري للمواصلة في جلسات النطق والعلاج هناك، وإن كان غير ممكن ذلك فأتمنى الإعفاء من تكلفة جلسات النطق في المستشفى العسكري حتى لو جزئيًا، أو أن يكون هناك سعر خاص لكوني أذهب بشكل أسبوعي لموعدين.البيانات لدى المحرر
مشاركة :