قرر بعض التلاميذ الفرنسيين قطع إجازاتهم الصيفية مع أهلهم للتخفيف من الصدمة التي يشعر بها أحد رفاقهم في المدرسة ويسمى " إنزو" ويبلغ التاسعة من عمره. وكان هذا الأخير سعيدا جدا قبل أسبوعين عندما شق المحيط الأطلسي باتجاه الولايات المتحدة مع والده دافيد ووالدته أورنيلا، وكان الوالد والوالدة مولعين بالتقاط صور الطبيعة ولاسيما صور المحميات الطبيعية وتقاسمها مع أصدقائهما. وكانا يستعدان منذ أشهر للذهاب إلى ولاية نيومكسيكو الأميركية الواقعة في جنوب البلاد الغربي للتجول في محمية "وايت ساندز" الممتدة الأطراف والتي يوجد جزء كبير منها في منطقة صحراوية معروفة برمالها البيضاء وقيظها الذي يذكر بقيظ صحارى أخرى في العالم يخشاها حتى المتمرسون بها. ولكن هذه الرحلة التي كان يحلم بها إنزو تحولت فجأة إلى مأساة، فقبل أيام عثر قائد الشرطة في المنطقة وبعض حراس المحمية على امرأة ميتة في بعض أجزاء صحراء المحمية. وسرعان ما اهتدوا من خلال صور داخل الكاميرا التي كانت بجانبها إلى أنها لم تكن بمفردها، فراح الحراس يبحثون في الأماكن القريبة من المكان الذي وجدت فيه جثة المرأة حتى عثرا على جثة رجل وإلى جانبه طفل واتضح أن الطفل هو إنزو وأن الجثتين هما جثتا أمه وأبيه. واتضح من خلال المعلومات الأولية التي حصل عليها المحققون في القضية أن الجفاف والعطش كان وراء موت أم الطفل وأبيه. كما اتضح من خلال المعلومات الأولية التي استقاها المحققون أن الزوج وزوجته دخلا هذه المنطقة الصحراوية ومعهما كميات قليلة من المياه، فعندما تيقنا أن خطرا يحدق بهما وبطفلهما فضلا أن يعطياه حصتهما من الماء حتى ينجو من الموت وهذا ما حصل.
مشاركة :