لم يسفر ضجيج الأندية على صعيد الانتقالات الصيفية عن صفقات سوبر من شأنها أن تصنع الفارق، وهو ما أرجعه الخبراء إلى غياب الحافز في دوري التصنيف، في حين أكد القائمون على الفرق أنهم اجتهدوا في حدود الإمكانات المتاحة. شهدت اللحظات الأخيرة قبل فترة تسجيل اللاعبين الصيفية باتحاد الكرة نشاطا ملحوظا من قبل الأندية، والتي اغلقت في التاسعة من مساء أمس الأول، كان أبرزها إنهاء كاظمة صفقة التعاقد مع المدافع الأيسر للساحل علي عتيق على سبيل الإعارة مدة عام بعد موافقة ناديه. أروقة اتحاد الكرة شهدت تحركات مسؤولي كاظمة والعربي للظفر بخدمات اللاعب الذي قدم موسما جيدا مع العربي على سبيل الإعارة أيضا، ولعب المقابل المادي، الذي حصل عليه اللاعب والساحل، دور البطولة في انهاء الصفقة لمصلحة البرتقالي، الذي سبق له ضم فهد زيد لاعب الفحيحيل الذي يلعب في المركز ذاته، بينما مماطلة مسؤولي الأخضر في التجديد وعدم حسم الصفقة سريعا جعلاه يخسر اللاعب الذي كان في أمسّ الحاجة له. وإلى جانب قيد علي عتيق، فقد تم قيد مهاجم البرتقالي الجديد يعقوب الطراروة الذي حصل النادي على خدماته من قبل الكويت على سبيل الإعارة مدة ثلاث سنوات، بعد انتقال طلال فاضل للأبيض بصفقة دائمة. وفي المقابل، نجح مسؤولو العربي في تجديد عقد اللاعب محمد زنيفر مدة 3 سنوات، بعد نفي اللاعب خبر استمراره مع الأخضر يوم التاسع من أكتوبر الماضي، بعد أن سربت الإدارة الخبر، ويعد اللاعب، الذي لعب للأخضر في الموسم الماضي، صفقة جيدة. من جهته، وافق جهاز الكرة بنادي الشباب على انتقال حارسه سليمان ميرزا إلى النصر على سبيل الإعارة مدة عام، بعد اصابة حارس العنابي محمد هادي بقطع في الرباط الصليبي. ورفع ناديا النصر والساحل اسمي حارسيهما محمد هادي وعبدالعزيز إياد من قائمة الفريق، بعد تعرضهما لقطع في الرباط الصليبي. فيما نجح مسؤولو الصليبيخات في التعاقد مع محترف الفحيحيل السابق الغاني ايرين ابوكو مدة عام على سبيل الإعارة، في صفقة انتقال حر. غياب الصفقات السوبر من جهة أخرى، لم تظهر الصفقات المدوية كعادتها في الملاعب الكويتية بعد اغلاق باب الانتقالات الصيفي، رغم وصول عدد المحترفين في ملاعبنا إلى رقم قياسي بواقع 75 محترفا، حيث لم تتنازل أي من الفرق عن حقها في تسجيل 5 لاعبين. وتعاقدت الأندية مع 42 لاعبا من القارة السمراء، إلى جانب 15 من أميركا الجنوبية، و12 من أوروبا، و5 لاعبين من قارة آسيا، وواحد من أستراليا. ولجأت بعض أندية الدوري إلى اللاعب الإفريقي لاسيما من نيجيريا، وساحل العاج، والسنغال نظرا لوفرة المعروض وتدني الأسعار، إلى جانب الجودة والقدرة على التأقلم مع الأجواء الحارة، وهو ما ينطبق على اللاعب البرازيلي الذي عاد إلى الظهور بقوة، وسط رغبة بعض الأندية كالساحل الاعتماد على المدرسة البرازيلية لجودة أسعارها، والقيمة التي يشكلها اللاعب البرازيلي، إلا أن اللافت هو الظهور الكبير للاعبين الأوروبين لاسيما من إسبانيا، ومن ثم فرنسا، وهولندا، وكرواتيا، وإيطاليا، وأخيرا البانيا. وعلى مستوى اللاعبين العرب نجد أن الوجود التونسي جاء مميزا بواقع 6 لاعبين، إلى جانب ثلاثي: سوري، ولاعبين من الأردن، ومثلهم من لبنان، ولاعب واحد من البحرين، ومثله من فلسطين. الأبيض عادي وبالنظر إلى تعاقدات نادي الكويت الذي تميز في السنوات الماضية بجلب أفضل المحترفين، نجد أن الأبيض لم يستمر في النهج نفسه بالموسم الحالي، بعد أن أبرم 3 صفقات عادية قياسا على القيمة السويقية للاعبين الذين تعاقد معهم، كالإسباني ديمبلي لاعب الجهراء السابق، والتونسي رامي البدوي، وأيضا التونسي أحمد العكايشي الذي تراجعت أسهمه في الفترة الأخيرة بعد 3 تجارب متقاربة في لبنان، وقطر. ويراهن الكويت، حسب مقربين، على المحترفين الحاليين لكسب معركة دوري التصنيف، على أن يكون الوعد في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، بجلب محترفين سوبر كعادة الأبيض في حال لم يوفق الفريق تحقيق مآربه خلال النصف الأول من الموسم. المادة تتحكم وفي القادسية نجد أن ميزانية جلب اللاعبين المحترفين تتحكم بصورة كبيرة في الصفقات التي أبرمها النادي، بالتعاقد مع الألباني تراشي، والنيجيري سيسوجو، إلى جانب الإبقاء على البرازيلي لوكاس، والنيجيري جيمس، والأردني عدي الصيفي، الذي يعد القيمة الأبرز على صعيد المحترفين في صفوف الأصفر. صفقة واحدة في العربي استدعى العربي الغيني سيكو كيتا ليكون صفقة وحيدة في الميركاتو الصيفي في الموسم الحالي، في حين تم الإبقاء على الليبي الهادي السنوسي كواحد من أبرز اللاعبين منذ الموسم الماضي في الدوري الكويتي، في حين تم الإبقاء على السوري أحمد الصالح، والنيجيري يعقوبو، والعاجي هنري. التضامن والشباب الأبرز لفت ناديا التضامن والشباب الأنظار بتعاقداتهما على صعيد المحترفين في الموسم الحالي، باللجوء إلى صفقات من الغرب الإفريقي حيث المهارة والقوة، ونجح الجهراء في خطف العاجي أحمد تيتي اللاعب الأبرز بين المحترفين في الموسم الماضي، في حين اعتمد الساحل على المدرسة البرازيلية، ولجأ النصر إلى اللاعبين العرب. طموح مختلف يرى مدير لجنة التطوير والتدريب بالاتحاد الكويتي لكرة القدم عبدالعزيز حمادة، أن نظرة الأندية تختلف للاعب المحترف وفقاً للطموح والهدف الذي تتطلع إليه. وقال إن الكويت الذي تميز في أغلب الأوقات في جلب محترفين مميزين، لم يرض عن المرود الذي قدمه البعض منهم في كثير من الأوقات، وقام بعملية الاستبدال، نظرا لرغبته في الحصول على افضل النتائج، في حين تأتي تعاقدات بعض الأندية بعيدا عن مستوى الطموح، ولا يمثل المحترف في أوقات كثيرة أي إضافة. واستبعد حمادة أن يكون لدوري التصنيف مردود سلبي على الأندية في التعاقدات التي ابرمتها في الموسم الحالي، مؤكدا أن التنافس لن يكون سهلا من أجل حجز مقاعد "الممتاز" في نهاية المطاف. ميزانية مهدرة من جانبه، أكد المدرب الوطني السابق صالح العصفور أن ميزانية اللاعبين المحترفين مهدرة في كثير من الأندية، ويجب مراجعتها، مشيرا إلى أن الكثير من المحترفين لا يستحقون الوجود في الملاعب الكويتية، نظرا لتدني مستواهم. وقال إن الفرصة التي منحها اتحاد الكرة بوجود 5 محترفين، واعتماد مشاركة اللاعب "البدون"، ستؤثر بلا شك على فرصة اللاعب الوطني، مضيفا أن الأفضل تقليل عدد اللاعبين المحترفين مع ضرورة البحث عن النوعية الأفضل لتكون أكثر إفادة. وذكر أن المستوى الذي ظهرت عليه جولات دوري التصنيف لا ترتقي حتى الان لمستوى الطموح، وهو ما يعكس فشل الأندية في الحصول على صفقات من شأنها أن تدعم الكرة الكويتية. واتفق المدرب السابق للقادسية راشد بديح مع العصفور، مؤكدا أن الأندية تسعى لسد ثغرة المحترفين بتعاقدات ضعيفة. وأضاف أن العين الخبيرة غائبة في كثير من الأندية في ملف المحترفين، إلى جانب "شطارة" بعض المتعهدين في تسويق ما لديهم من أنصاف لاعبين. صفقة واحدة في العربي من جانبه، شدد عضو مجلس إدارة النادي العربي والمتحدث الرسمي فؤاد المزيدي على ان إدارة ناديه لم تبخل في تعاقداتها لتدعيم صفوف الأخضر، مؤكدا أن الدعم المقدم لهذا الغرض لا يتناسب مع ما تنفقه الكثير من الأندية. وقال ان ملف التعاقد مع المحترفين كان هدفا لإدارة النادي لإنجازه على الوجه الأكمل، مشيرا إلى أن هناك حالة من الرضا عن اللاعبين الحاليين الموجودين في الفريق. وأضاف أن التقييم سيستمر للمحترفين، وسط رغبة للحصول على نوعيات مميزة من شأنها أن تضيف للاخضر في تطلعاته في اتجاه العودة لمنصات التتويج. وبين المزيدي أن ادارة النادي لم تجد نفسها في حرج لاتخاذ القرارات التي تراها مناسبة، في اشارة إلى الإقالة المبكرة للمدير الفني للفريق باسم مرمر.
مشاركة :