الأول من نوفمبر 2020 / شبكة الصين / هذا العام هو آخر مرحلة في حملة مكافحة الفقر في الصين، والتي تهدف إلى انتشال جميع سكان الريف الذين ما زالوا غارقين في الفقر فوق خط الفقر المحدد حاليا وإعلان الانتهاء من بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل. قبل أن تقترب الحملة من نهايتها الناجحة، لا يزال هناك العظام البالغة القساوة التي يصعب كسرها. ولكن من خلال إجراءات المعونة الموجهة وأساليب التنمية المبتكرة، فتحت الصين طريقا جديدا ووجدت وصفة للنجاح في الحد من الفقر. تحسين البنية التحتية منذ عام 2012، زادت الصين بشكل مطرد الاستثمار في الطرق وشبكات الكهرباء وإمدادات المياه والاتصال بالإنترنت ومرافق البنية التحتية الأخرى، مما عزز أسس التنمية الريفية. بحلول نهاية عام 2018، حصلت جميع المناطق الريفية الفقيرة تقريبا على الكهرباء ومياه الشرب الآمنة؛ 2ر99% من المجتمعات الريفية لديها إمكانية الوصول إلى الهواتف الأرضية و1ر88% لديها إمكانية الوصول إلى تلفاز الكابل و9ر81% لديها إمكانية الوصول إلى النطاق العريض للإنترنت. تم تحسين ظروف المعيشة والعمل في ريف الصين بشكل ملحوظ. من خلال الانتقال إلى مناطق صالحة للسكن، ترك العديد من سكان الريف الفقر وراءهم. بحلول نهاية إبريل عام 2020، انتقل 52ر9 ملايين فرد من سكان الريف ذوي الدخل المنخفض المسجلين إلى منازل جديدة بعيدا عن مساكنهم الأصلية. في 90% من هذه العائلات ذات الدخل المنخفض التي أعيد توطينها والتي تضم أفرادا أصحاء في سن العمل، يوجد فرد واحد على الأقل لديه وظيفة. ارتقى نحو 2ر9 ملايين فرد فوق مستوى الفقر من خلال عمليات إعادة التوطين. تعتبر ولاية ليانغشان ذاتية الحكم في مقاطعة سيتشوان مثالا جيدا. هذه الولاية التي تعاني من الفقر الشديد ويقطنها عدد كبير من أبناء لأقليات القومية، تستثمر منذ عام 2012 بسخاء في بناء البنية التحتية وإعادة التوطين لغرض التخفيف من حدة الفقر. حتى الآن قامت ببناء 21 ألف كيلومتر من الطرق الريفية بتكلفة وصلت إلى 7ر17 مليار يوان، مما يسر الوصول إلى 217 مدينة صغيرة وبلدة و2897 قرية عبر الطرق ذات الأسطح الصلبة لأول مرة في تاريخها. جميع المدن الصغيرة والبلدات في المحافظة لديها الآن طرق إسفلتية، وجميع القرى المنشأة رسميا بها طرق سطحية صلبة. في يونيو من هذا العام، تم الانتهاء من مشروع مساكن إعادة توطين العائلات الفقيرة في الولاية، والتي بدأت بالفعل تستقبل الساكنين. تحسين الخدمات العامة توفر العديد من السياسات والبرامج الداعمة التي أدخلتها الصين شبكة أمان للعائلات ذات الدخل المنخفض، وهي تشمل المساعدة في الأنشطة التجارية والتوظيف ومعونات الإعاشة الشهرية والمساعدة المؤقتة. تم إطلاق برنامج للتخفيف من حدة الفقر من خلال توفير خدمات رعاية صحية أفضل وبأسعار معقولة وأكثر سهولة. وهو يغطي الآن 25 نوعا من الأمراض، وساعد 64ر15 مليون مواطن فقير يعانون من أمراض خطيرة، أكثر من 70% منهم تخلصوا من الفقر. يجري تنفيذ هذا البرنامج في ليانغشان، حيث يدعم علاج الأمراض الشديدة ويعالج السكان المحليين الفقراء. بالإضافة إلى ذلك، تقدم هذه الولاية دعما منتظما للأشخاص الذين يعانون من صعوبات شديدة في المعيشة، ومساعدات مؤقتة للأشخاص الذين يعانون من ضائقة مالية. التعليم سلاح قوي في القضاء على استمرار الفقر بين الأجيال. للتخلص من الفقر، يجب على الفقراء أولا وقبل كل شيء أن يمتلكوا المعرفة اللازمة ويعقدوا العزم على تغيير حياتهم. استجابة لحقيقة أن معظم العمال الريفيين ليس لديهم الكثير من التعليم، تم إطلاق مبادرة لتحسين مهاراتهم التعليمية والمهنية وتوسيع رؤيتهم للحياة. بالإضافة إلى ذلك، تم اعتماد تدابير مساعدة مختلفة للطلاب في التعليم الإلزامي بهدف ضمان تمكن جميع أطفال العائلات ذات الدخل المنخفض من إنهاء الدراسة، وزيادة الدعم للموارد والأموال التعليمية في المناطق الفقيرة للغاية، سعيا لتحسين المستوى التعليمي للفقراء في المناطق التي تعاني من الفقر المدقع. مناهج مبتكرة لمساعدة الفقراء التخفيف من حدة الفقر من خلال التنمية الصناعية، هو الحل الأساسي للتنمية المستدامة في المناطق الفقيرة. ظهرت العديد من الدروس والممارسات الناجحة في هذا الجانب في جميع أنحاء الصين، بما في ذلك تعزيز إنشاء المزارع وتربية الحيوانات ذات السمات المحلية والسياحة البيئية والتجارة الإلكترونية وتشجيع استهلاك المنتجات القادمة من المناطق الفقيرة. هذه العمليات تجعل المناطق الفقيرة أقرب إلى السوق. التخفيف من حدة الفقر من خلال التنمية الصناعية فعال في زيادة الدخل ومساعدة عدد كبير من الناس في التخلص من الفقر، وتحقيق نتائج دائمة. على مدى السنوات الماضية، نضجت تدريجيا طريقة التنمية الصناعية في التخفيف من حدة الفقر، وقد وضعت المناطق في جميع أنحاء الصين خطط تنمية صناعية في ضوء الظروف المحلية. التخفيف من حدة الفقر من خلال التوظيف يساعد على إنشاء آلية فعالة مستقرة وطويلة الأجل للتخفيف من حدة الفقر. لتعزيز التوظيف، تعمل الصين على ثلاث جبهات. أولا، زيادة الدعم للمزارعين والرعاة وخريجي الجامعات الذين يبدؤون أعمالهم. ثانيا، إنشاء منصات عبر الإنترنت للحصول على معلومات عن الوظائف وتوفير تدريب مهني وخدمات توظيف مصممة خصيصا للأشخاص الذين يعانون من الفقر. ثالثا، إنشاء وظائف مصالح عامة على مستوى القرية للفقراء الذين لا يستطيعون الحصول على وظائف خارج المدينة لأسباب صحية أو لأسباب أخرى. حتى نهاية عام 2018، وجد 58ر2 مليون من سكان الريف الفقراء وظائف غير زراعية في خارج مواطنهم، ووجد حوالي 770 ألفا فرص عمل بالقرب من منازلهم، وتم إنشاء أكثر من ثلاثين ألف ورشة عمل للحد من الفقر. على سبيل المثال، تعتمد ولاية ليانغشان نموذج تعاون "الأسر الفقيرة + المؤسسات الرائدة + منصة جينغدونغ (JD) للإنترنت"، لتعزيز أعمال زراعة الزيتون. يزرع المزارعون المحليون شجرة الزيتون الدائمة الخضرة من أجل ثمارها الزيتية، وتزودهم المؤسسات الزراعية بالشتلات العالية الجودة والمساعدة الفنية، ويتم تسويق الفاكهة وبيع المنتجات النهائية على موقع جينغدونغ. تمنح هذه الشراكة المزارعين الثقة والحماسة لزراعة الزيتون. في عام 2018 وحده، استفاد أكثر من 230 عائلة ريفية فقيرة في ولاية ليانغشان من زراعة الزيتون، وشهدت زيادة في الدخل قدرها أربعة آلاف يوان لكل مو (الهكتار يساوي 15 مو). التدابير المستهدِفة لتنمية القوة الذاتية لتعزيز التنمية المتوازنة بين المناطق، أطلقت الصين برنامجا لتساعد المناطق الساحلية في الشرق المناطق الداخلية الأقل نموا في الغرب. تم تعزيز هذا التعاون منذ عام 2012، وتم تعديله في عام 2016، لتوسيع البرنامج ليشمل كل الثلاثين ولاية الذاتية الحكم للأقليات القومية في الصين. تعاونت ليانغشان مع مدينتي تشوهاي وفوشان في مقاطعة قوانغدونغ، وتلقت المساعدة منهما في مجالات البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية والثقافة والتوظيف والصناعات. بالإضافة إلى المساعدة بين المناطق، نظمت الدولة الأجهزة الحزبية والحكومية والشركات والمؤسسات والكليات والجامعات والمنظمات الاجتماعية الأخرى لإرسال فرق عمل لمساعدة المناطق الفقيرة في التخفيف من حدة الفقر عن طريق التنمية. ابتداء من عام 2015، أرسلت الأكاديمية الصينية للقيادة التنفيذية، ومقرها في مدينة يانآن موظفين إلى محافظة يويشي في ليانغشان. بحلول يونيو عام 2020، جلبت الأكاديمية أكثر من 33 مليون يوان من الاستثمارات إلى هذه المحافظة، ونظمت ثماني دورات تدريبية للمسؤولين المحليين ودورتين تدريبيتين للفنيين المحليين، حيث تجاوز إجمالي الحضور عشرة آلاف شخص/مرة. ثمة إجراء هام أيضا يساعد في التخفيف من حدة الفقر بصورة مستهدفة، ألا وهو إرسال كوادر إلى القرى الفقيرة ليقيموا فيها مؤقتا لمساعدتها في التخلص من الفقر، كجسر بين الحكومة والسكان ذوي الدخل المنخفض. من خلال الوقوف في طليعة جهود التخفيف من حدة الفقر، يفهم هؤلاء الكوادر ما يفكر هؤلاء السكان عند نشر سياسات المساعدة وتعزيز المؤسسات الصناعية، ويشعرون بهم ويعرفون كيفية التواصل معهم بشكل أكثر فاعلية، إنهم الأبطال والميسرون للحد من الفقر على المستوى الشعبي. -- د. تان وي بينغ، نائب رئيس المركز الدولي للحد من الفقر في الصين.
مشاركة :