بدأت قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني الموالي للشرعية في اليمن، بدعم من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، الزحف نحو محافظة شبوة (شرقي اليمن) لتحرير الأجزاء التي توغلت فيها ميليشيا المتمردين التابعين لجماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وأبرزها مدينة عتق عاصمة شبوة، في الوقت الذي تستعد فيه الشرعية للاحتفال بإب كخامس محافظة يتم تحريرها، بينما أصبحت صنعاء هدفاً رئيسياً للمقاومة بعد أن أصبحت على بعد نحو 100 كيلومتر من الجنوب، بينما يتكثف الضغط على المتمردين في أرحب شمالاً ومأرب شرقاً. وترتب على زحف المقاومة صوب شبوة عقب تحريرها أبين، تأكيدات بفرار ومغادرة شخصيات مدنية وعسكرية موالية للمتمردين أبرزهم من عينتهم ما تُسمى باللجنة الثورية العليا الانقلابية بقرارات باطلة مؤخراً بمنصبي محافظ شبوة العميد علي محمد الطمبالة العولقي وقائد محور عتق اللواء عوض بن فريد العولقي، إلى أماكن غير معروفة خارج شبوة، وأشار مصدر في المقاومة إلى تقدمهم ووصولهم لمنطقة قرن السواد ومنطقة العرم، قابله انسحاب وتحصن المتمردين في ضواحي مدينة عتق. وفي الأثناء، تراجعت ميليشيات الحوثي وصالح في مناطق وسط اليمن تحت ضغط هجمات القوات الموالية للشرعية التي سيطرت، أمس، على عدة مواقع ومديريات في محافظتي البيضاء وإب، حسب ما كشفت مصادر محلية. وقال سكان إن مقاتلين اشتبكوا مع جماعة الحوثي داخل مدينة إب في أحدث توغل لهم في أراض يسيطر عليها الحوثيون منذ شهور. وتقدم مقاتلون المقاومة في المدينة التي تقع في وسط اليمن ويعيش فيها قرابة 200 ألف شخص من منطقتين ريفيتين تحيطان بها وأقاموا نقاط تفتيش على مداخلها. وفي البيضاء، قالت مصادر المقاومة إن المحافظ المعين من قبل الحوثيين، علي المنصوري، فر من المدينة إثر دحر المتمردين وسيطرة المقاومة الشعبية والقوات الحكومية على موقع النصر العسكري التدريبي، وموقع في قلعة البيضاء. وأضافت أن قوات الجيش والأمن والمخابرات التي انقلبت على الشرعية، ووالت الحوثيين، انسحبت من مواقعها بالبيضاء بعد هجمات القوات الشرعية، مشيرة إلى أن مسلحين قبليين فرضوا حصاراً على اللواء 26 في منطقة السوادية. وقال مصدر أمني إن مسلحي جماعة الحوثي وقوات موالية للرئيس اليمني السابق انسحبت من معسكر دار النصر أكبر معسكرات قوات الحرس الجمهوري سابقا في المحافظة وتم إخلاء المعسكر بشكل كلي من الجنود والمسلحين، فيما تم ترك جميع المعدات العسكرية الثقيلة. وأكد المصدر أن المسلحين الحوثيين انسحبوا كذلك من مقر لمخابرات الأمن السياسي ومن قلعة البيضاء التاريخية التي كانت تتمركز فيها مجاميع حوثية، إضافة إلى عدد من المنشآت الحكومية مدنية وعسكرية ونقاط تفتيش في مدينة البيضاء عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته ومحيطها. وبحسب المصدر فإن هناك انهياراً كبيراً للحوثيين وقوات الرئيس السابق في المحافظة وإنهم غادروا المواقع العسكرية والمقرات من دون أي مواجهات واتجهوا باتجاه العاصمة صنعاء ومحافظة ذمار المجاورة. وكانت مجاميع كبيرة من الحوثيين فروا من أبين باتجاه البيضاء، بينما تم نصب عشرات الكمائن لهم في المناطق التي وصلوا إليها في البيضاء. وشنت طائرات التحالف العربي غارات مكثفة على مواقع تسيطر عليها جماعة الحوثي في منطقة مكيرس في البيضاء، والتي تشهد معارك عنيفة مع أنصار هادي أوقعت عشرات القتلى والجرحى من الجانبين. وتتصاعد المواجهات ايضا شمال صنعاء في منطقة أرحب بين جماعة الحوثي وقبائل موالية للحكومة المعترف بها دوليا، ما يوحي بإمكانية مواجهة جماعه الحوثي مزيداً من المتاعب في الشمال بعد ان كانت المواجهات الرئيسية محصورة في الجنوب. وفي مأرب، قتل أكثر من ثلاثين من ميليشيات الحوثيين وصالح وجرح آخرون، في مواجهات وغارات لطائرات التحالف في جبهات القتال في محافظة مأرب شمال شرقي العاصمة اليمنية صنعاء. وصرحت مصادر محلية بأن عناصر الميليشيات شنت هجوما على مواقع المقاومة الشعبية في جبهة ماس، إلا أن المقاومة تمكنت من صد الهجوم ومطاردة العناصر التي فرت بعد مقتل 14 منهم، فيما قتل 3 من الميليشيات فى جبهة المخدرة شمال غربي مأرب في اشتباكات بين الجانبين. وأضافت المصادر، أن طائرات التحالف العربي قصفت مواقع وتعزيزات للميليشيات في منطقة مجزر، ما أسفر عن مقتل ثمانية من الميليشيات وتدمير دبابة لهم، كما استهدفت الطائرات مواقع تابعة للحوثيين في صرواح غرب مأرب، وقتلت سبعة من عناصرهم، وأحرقت سيارة محملة بالذخيرة، ودمرت الطائرات دبابة وسيارة تابعة للميليشيات في منطقة الجفينة غرب مأرب وقتلت ثلاثة منهم.
مشاركة :