المجمع الانتخابي الأمريكي.. أعقد نظام اقتراع في التاريخ وكلمة السر في الفوز برئاسة الولايات المتحدة

  • 11/2/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يوم واحد يفصل العالم على أكثر انتخابات رئاسية فرادة وغرابة في تاريخ الولايات المتحدة، ليس فقط لوجود تخوفات كثيرة حول الموقف الغامض الرئيس دونالد ترامب من تسليم السلطة سلميًا في حال خسارته أمام منافسه جو بايدن، ولكن أيضًا لأمور شتى أهمها هو طريقة التصويت عبر البريد، والاضطرابات العديدة التي تشهدها البلاد في أعقاب مقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد. ويراهن الرئيس الأمريكي على الحصول على العدد الكافي من الأصوات في كيان يدعي المجمع الانتخابي"، وليس أصوات الناخبين نفسهم، حيث إن عادة ما يكون تركيز  المرشحين على الولايات التي لها أصوات أكتر في المجمع الانتخابي، خاصة وأن ترامب مهد الطريق منذ فترة لوجود تزوير في العملية الانتخابية حيث إنه يشكك في عملية الاقتراع بالبريد. المجمع الانتخابي هو مؤسسة دستورية مهمتها انتخاب رئيس للولايات المتحدة ونائبه، وهي الدولة الوحيد في العالم التي يُطبق فيها هذا النظام من الاقتراع غير المباشر، وهو نظام يعود إلى دستور عام 1787، وحدده ما يمسون "الآباء المؤسسون"، بينهم جورج واشنطن وتوماس جيفرسون، كتسوية بين انتخاب رئيس بالاقتراع العام المباشر وانتخابه من قبل الكونجرس وفق نظام اعتبروه غير ديمقراطي.فحينما يذهب الأمريكيون إلى مراكز الاقتراع يوم الانتخابات، فهم لا يصوتون مباشرة لاختيار المرشحين للرئاسة. لكن يقوم من يدلون بأصواتهم في كل ولاية بالاختيار من بين قوائم لناخبين يختارهم مؤتمر الحزب أو لجنته في الولاية قبل عدة أشهر، على أساس ولائهم وخدمتهم للحزب.ووفق هذا النظام، يتعين على المرشح الرئاسي الحصول على الغالبية المطلقة من أصوات الهيئة الناخبة، أي 270 من 538 صوتًا، للفوز بالرئاسة. ورغم عدة محاولات في الكونجرس لإجراء تعديلات أو لإلغاء الهيئة الناخبة إلا أن الأمر لم يتغير منذ 233 عاما.  ولتحديد هوية الفائز في الانتخابات، يلتقي أعضاء الهيئة الناخبة البالغ عددهم 538 في عواصم ولاياتهم مرة في أربع سنوات، أي عقب الاقتراع. وغالبيتهم مسئولون منتخبون أو مسئولون في أحزابهم، لكن أسماءهم لا تظهر في بطاقات الاقتراع، وهوياتهم غالبًا غير معروفة للناخبين.ويتوزع كبار الناخبين على الولايات الخمسين، إضافة إلى العاصمة الاتحادية واشنطن، وفقًا لعدد ممثلي كل منها في مجلس النواب (حسب عدد سكان الولاية) وفي مجلس الشيوخ (اثنان لكل ولاية بغض النظر عن الحجم).فعلى سبيل المثال، تحظى كاليفورنيا بـ 55 من كبار الناخبين وتكساس بـ 38. أما الولايات الأقل كثافة سكانية مثل آلاسكا وديلاوير وفيرمونت ووايومينغ فلكل منها ثلاثة ناخبين كبار.ويمنح الدستور الولايات حرية أن تقرر آلية اختيار كبار الناخبين. في جميع الولايات باستثناء نبراسكا وماين، المرشح الذي يفوز بغالبية الأصوات يحصل على أصوات جميع كبار الناخبين.وفي حالة لم يحصل أي من المرشحين على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي، يتم تقديم أسماء المرشحين اإلى مجلس النواب، حيث يمكن لكل ولاية الإدلاء بصوت واحد فقط، أما إذا كان صوت الولاية سيتم تحديده بالأغلبية، أو بالأكثرية أو بأي نسبة أخرى من مندوبي الولاية، فذلك يتم تقريره بموجب قواعد يرسيها الكونجرس.وفي عامَي 1800 و1824، فشل المجمع في تحقيق أغلبية لأي من المرشحين، ففي 1800 حصل توماس جيفرسون، المرشح الرئاسي لجناح أنصار جيفرسون الجمهوري، وآرون بير، مرشح الحزب نفسه لمنصب نائب الرئيس، على عدد متساوٍ من أصوات المجمع الانتخابي، الأمر الذي أدى إلى إحالة الانتخابات إلى ساحة مجلس النواب.وباستثناء 3 مرات منذ عام 1824، توافق تصويت المجمع الانتخابي ببساطة مع التصويت الشعبي على مستوى البلاد.

مشاركة :