أنا فطمة زلزلة – تعودت أروي لكم حكايا لجلسات شاي سُكرها بطلات محاربات للغول المدعو بمرض السرطان هذه المرة تختلف فاسمحو لي أن انضم إلى صفوف المحاربات وأخوض معهن تلك التجربه ولله الحمد حكايتنا هذا اليوم لها طعم آخر طعم الجيرة ورفقة العلاج اليوم تتحدث جارتي في السرير الأبيض للعلاج الكيماوي عن حكايتها ورحلتها مع العلاج الأخت أم محمد . حيث بدأت حديثها بعد الحمد والشكر لله بوابل من الدعاء أمطرته غيثاً مباركاً لابنها البكر محمد كان الداعم الاول والرئيسي لي ولوالده هكذا بدأت تتحدث بعيون تشع رضا وفخر بابنها نعم عند اكتشافي للمرض كان زوجي قد خضع لعملية جراحية فتولى ابني محمد جزاه الله خيراً زمام الأمور فقد كان يرافقني وزوجي لمراجعاتنا ومواعيدنا انا في الظهران وأباه في الأحساء بنفس سمحه راضيه يتفانى لارضائنا ورعايتنا مع اخواته وكان نعم الحامل للمسؤوليه. وعن اكتشافها للمرض تحدثت أم محمد قائلة : كنت أؤدي فريضة الحج مع زوجي في العام الماضي وكنت أشعر بأمر غريب في جسدي فصرت أسكب مياه زمزم عليه تبركاً وعند عودتي من مكه راجعت د. علا في مستوصف النعيم وبدورها أحالتني على مركز العفالق للاورام وتم الكشف والاحاله الى مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام وبدأت سلسلة من الفحوصات والاجراءات نتاجها قرار الدكتور فوزان بضرورة الاسراع باستئصال الثدي الأيسر لانتشار المرض فيه بشكل كبير مع الابط. حينها كان زوجي قد تعافى ولله الحمد رافقني لأداء العمرة وبعد يومين من عودتنا خضعت للعملية كانت العائلة بأسرها حولي تخفف عني وتساندني رافقتني أختي في المستشفى جزاها الله خيراً عافاها فقد أصيبت بالمرض مؤخراً . تقول أم محمد كان لوقوف زوجي وبناتي وأزواجهن وابني محمد وزوجته حصة التي كانت ابنة لي جزاها الله خير الجزاء وأخواتي واخواني الدور الأكبر في تماثلي للتعافي وتقبل مراحل المرض والعلاج فبعد اجراء العملية بدأت رحلة العلاج الكيماوي وجرعاته القاتله ومضاعفاتها من تغير بالشكل والألام تأثرت نفسيتي كثيراً عندما بدأ شعري بالتساقط. خشيت من نفور الزوج لما يطرق علي من تغيرات لكنه كان نعم الزوج والرفيق وهاهو يرافقني أسبوعياً لجلسات الكيماوي وينتظرني في الرواق لا يغادر حتى انتهي ليشد بعضدي ويرافقني لمنزلنا الأن لم يتبقى لي سوى جرعة واحدة وبعدها سأخضع ٤٥ يوم متتالية للعلاج الاشعاعي وبعده الهرموني، للحلول دون معاودة انتشار المرض لكني أجدني قطعت شوطاً كبيراً للوصول لمرحلة التعافي ونجحت بالامتحان ولله الحمد . انصح كل من يتطلع على قصتي أن يتعظ ولا يهمل صحته كي لا تتفاقم الأمور فأنا رغم خضوعي لفحوصات بين الحين والأخر اجد نفسي مقصرة فنحن أسرة لديها تاريخ وراثي في المرض من الجهتين الاب والأم وقد سبقتني اخوات وعمات بالاصابه ومن بعدي أيضاً كفانا الله شر المرض وشافى كل مريض. كان من واجبي أن أحرص أكثر واتابع فحوصان متلاحقه، لكن قدر الله وماشاء فعل له الحمد على كل حال درس تعلمت منه أن أحث أبنائي وبناتي ومم حوالي على مداومة الخضوع للفحص الشامل لتفادي أي ضرر لا سمح الله. اشكر كل من وقف الى جانبي من قريب او بعيد، وخاصة أسرتي التي تحملت تعبي النفسي خاصةً واحتوائي خلال فترة علاجي – شكراً لصحيفة جواثا التي سنحت لي الفرصة للتحدث وايصال قصتي للعلن لتكون عوناً لهم في مخاربة مرض لا يرحم كبير أو صغير .
مشاركة :