يترقب الشارع الأمريكي والعالم بفارغ الصبر معرفة نتيجة السباق «الإستثنائي» نحو البيت الأبيض، غدا الثلاثاء، مع انتهاء حرب التصفيات «الشرسة»، بين «الحمار» الأمريكي الديموقراطي، و«الفيل» الجمهوري. ويعود رمزا هذين الحزبين إلى سنة ١٨٢٨ عندما تفاءل مرشح الرئاسة الديموقراطي، «أندرو جاكسون» بحماره، الى حد أنه جعل صورته رمزاً لحملته الانتخابية. ولما نجح في الرئاسة وصف الحمار بأنه حيوان أليف، صبور على تحمل الأثقال، يشق دائماً سبيله وسط الطرق الترابية الوعرة. ولكي يزايد الجمهوريون على منافسيهم في الحزب الديموقراطي، اختاروا الفيل رمزاً لحزبهم، كونه يتحلى بمزايا القوة والذاكرة المتوقدة، وكل ما يستظهره البشر عن عصر الديناصورات! ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ـ الحديث نسبيا ـ تثبر الانتخابات الرئاسية هواجس «قلق ورعب» مع مؤشرات تنبىء باحتمال قائم بإندلاع أعمال عنف، في الشوارع الأمريكية، تتطور إلى حرب أهلية، في حال لجأ دونالد ترامب إلى المحكمة العليا لحسم نتيجة الانتخابات، أمام منافسه الجمهوري جو بايدن، بحسب تحذير المحلل السياسي والكاتب الصحفي الأمريكي الشهير، توماس فريدمان. «حزام الصدأ» و«المتأرجحة» في صالح بايدن وبينما عزز المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية، جو بايدن، تقدمه على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قليلًا في الأيام الأخيرة في ولايات «حزام الصدأ» (وحزام الصدأ Rust Belt، هو مصطلح يطلق على المنطقة الواقعة في جنوب وسط نيويورك ويمتد حتى الغرب عبر ولايات بنسلفانيا، وفرجنيا الغربية، واوهايو، وإنديانا، لينتهي في شرق إلينوي، وشرق وسكنسن، ويشير المصطلح إلى التراجع الاقتصادي، وانخفاض أعداد السكان نتيجة لتقلص القطاع الصناعي بها، واكتسب المصطلح شعبية داخل الولايات المتحدة في الثمانينيات). ويتفدم أيضا ولو بفارق ضئيل على ترامب، في الولايات المُتأرجحة، التي ستحسم مصير الانتخابات الأمريكية ( الولايات المتأرجحة هي عبارة عن الولايات التي يتمتع فيها الجمهوريون والديمقراطيون، وهما الحزبان الرئيسيان بأمريكا، بنسب دعم متشابهة من قبل الناخبين، وتعتبر ولايات غير محددة الطابع أو الميول، وتعتبر مهمة عند فرز الأصوات النهائي حيث أنها تساهم بما مجموعه 66 صوتا انتخابيا). رغم تقدم «بايدن» بحسب استطلاعات الرأي..إلا أن النتيجة الحقيقية تظل معلقة في الفضاء الأمريكي، بصرف النظر عن الإستطلاعات أو رهانات المقامرين المحترفين على ترجيح فوز أحد المرشحين، ومع الاحتمال القائم بظهور التباس حول النتيجة المتقاربة في عدد الأصوات. عندئذ قد يتقدم أحد الفريقين بالشكوى الى المجلس الدستوري الأعلى بهدف تأجيل إعلان النتيجة النهائية. ويقول مسؤولون في عدة ولايات أمريكية، إن الأمر قد يستغرق أياما عدة لفرز كل البطاقات المرسلة بالبريد، وهو ما يعني انعدام اليقين لأيام إذا تعلقت النتيجة على الفرز في تلك الولايات، وفي حال تقارب النتائج بشكل كبير أو تأخرها، يخشى البعض حصول سيناريوهات كارثية يقوم فيها أنصار المرشحين بالنزول إلى الشارع أو حتى حمل السلاح. ويرى توماس فريدمان، أنه من المحتمل جدا أن تحدث أعمال عنف في الشوارع تتطور إلى حرب أهلية، في حال لجأ دونالد ترامب إلى المحكمة العليا لحسم نتيجة الانتخابات، أمام منافسه الجمهوري جو بايدن. وتخشى أوساط أمريكية من أن ترجح المحكمة العليا كفة الرئيس في حال تم اللجوء إليها، حيث أن أغلبية القضاة يؤيدون ترامب. هواجس القلق والرعب بدأت تخيم على الولايات المتحدة، مما دفع متاجر عدة في وسط واشنطن على تحصين واجهاتها بألواح خشبية خوفاً من وقوع تظاهرات تتطور إلى أعمال عنف في يوم الاقتراع أو بعده، ففي وسط المدينة، تتناوب فرق من العمال في انحاء الشارع في محيط مباني المكاتب «داون تاون دي سي»، في مؤشر على التوتر السائد في كل انحاء البلاد مع اقتراب الانتخابات. وأعلنت عدة منظمات من الآن عزمها على تنظيم تجمعات، إحداها «أغلقوا دي سي» (شات داون دي سي)، قدمت طلبا للحصول على إذن لجمع ما يصل الى عشرة آلاف شخص في «ساحة حياة السود تهم» أمام البيت الأبيض مساء غدا الثلاثاء، وأقامت المنظمة تدريباً لأعضائها تحسباً لوقوع صدامات محتملة، حول كيفية التفاعل مع الشرطة ومجموعات أخرى من المتظاهرين وتقنيات منع التصعيد. ويرى خبراء أمن في الولايات المتحدة، أن هناك عوامل كثيرة تحفز لإنفلات العنف، من بينها أن فريقي الحملة من جمهوريين وديمقراطيينن لجأوا لحرب استراتيجية نفسية مع أدوات التكنولوجيا وتقنيات الذكاء الاصطناعي لزرع القلق والخوف وتشويه سمعة الخصم لدى الناخبين. The post أمريكا «تحبس أنفاسها» وتترقب «حرب أهلية» مع الانتخابات الرئاسية appeared first on قناة الغد.
مشاركة :