رجح الصحفي الإيراني إلتشين حاتمي أن تؤدي سياسات طهران المناهضة لأذربيجان في الصراع على ناغورنو كرا باخ، إلى عواقب وخيمة على الأمن القومي الإيراني، ووحدة أراضيها، ودعا المسؤولين الإيرانيين أن يفهموا أنه لا يمكنهم، من دون مراعاة مطالب الأذريين الأتراك في الداخل، الحفاظ على الأمن القومي في إيران.وأكد حاتمي في تحليل في «مودرن ديبلوماسي» أن إيران تدعم أرمينيا ضد أذربيجان، منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، ونقل موقع (24) الإماراتي عنه القول «ومنذ 1992، طورت الحكومة الإيرانية علاقاتها مع أرمينيا في مختلف المجالات، خاصة في المجالات السياسية، والعسكرية، والاقتصادية. ودعمت المساعدات الإيرانية أرمينيا لمواجهة مشاكلها الداخلية، وأذربيجان. واستخدمت إيران معبر نوردوز الحدودي لنقل المواد الغذائية والمنتجات الإيرانية إلى الشعب الأرمني»، وأضاف «وفي1994، بعد احتلال منطقة جبرايل والهدنة بين أرمينيا وأذربيجان، كانت الشاحنات الإيرانية تنقل المساعدات إلى ناغورنو كرا باخ عبر جسر خودافارين».دعم أرمينياوأكد أن إيران ترسل إلى أرمينيا معدات عسكرية، ونفطا، وغازا، ومواد غذائية وصحية لتحصينها ضد أذربيجان. وكل يوم تشحن عشرات الشاحنات، مساعدات إيرانية إلى أرمينيا عبر جمارك نوردوز.وفي الصراع الحالي بين أرمينيا وأذربيجان، أظهرت فيديوهات مختلفة شاحنات إيرانية محملة بالمعدات العسكرية الروسية الصنع إلى أرمينيا. كما حلقت طائرة روسية من طراز «IL-76MD» أخيرا فوق إيران لتسليم معدات عسكرية وأسلحة روسية إلى أرمينيا.ولفت إلى أن المساعدات الإيرانية لأرمينيا أشعلت موجة جديدة من الاحتجاجات بين الأتراك الأذريين الذين يشكلون نحو ثلث سكان إيران. وفي 1 أكتوبر و18 أكتوبر، خرج الآلاف من الأتراك الأذريين، في تظاهرات سلمية في مدن مختلفة مثل تبريز، وزنجان، وأورميا، وأردبيل، وطهران، احتجاجا على سياسات الدولة الداعمة لأرمينيا ضد أذربيجان.واعتقلت قوات الأمن الإيرانية أكثر من 200 محتج أذري من الأتراك، تعرض معظمهم للتعذيب أثناء الاعتقال في الحبس الانفرادي.تهديد بالانفصالووفقا للكاتب، تعد الحكومة الإيرانية الأتراك الأذريين في المقاطعات الشمالية الغربية، تهديدا محتملا لأمنها القومي، ولذلك تفضل أن تبقى أذربيجان غارقة في مشاكلها وأزماتها، بما فيها الحرب، فـ «وجود دولة قوية في أذربيجان قد تدفع الأتراك الأذريين إلى المطالبة بالاستقلال عن إيران». ولا تحدد مصالح إيران الإيديولوجية سياسة طهران تجاه أذربيجان ذات الغالبية الشيعية، فتدعم أرمينيا المسيحية، بل هي مبنية على نظريات المؤامرة. فالمسؤولون الإيرانيون والقوميون الفرس، يعدون أن سيادة أذربيجان في ناغورنو قره باخ، تشكل تهديدا لوحدة أراضي إيران وأمنها القومي، وهم يعتقدون أن أذربيجان قوية ومنتصرة قد تشجع الأتراك الأذريين على الوقوف في وجه النظام الإيراني والقتال من أجل الانفصال عن الهيمنة الفارسية.إشاعات الدولتينوتتحرك إيران ضد أذربيجان، انطلاقا من الشراكة الاستراتيجية بين باكو، وتل أبيب. ولذلك نشرت الحكومة الإيرانية ووسائل الإعلام الفارسية إشاعات ضد الدولتين، مثل الادعاء بأن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تستخدم الأراضي الأذرية للتجسس على إيران، في ذريعة إيرانية للتستر على خوفها الحقيقي من التهديد الأمني القومي الذي تمثله أذربيجان القوية.وأكد الكاتب إلى أن إيران بدعمها لأذربيجان، فإنها إلى منع التضامن الأذريين على جانبي الحدود، لكنها في المقابل، عززت الانقسامات العرقية في الداخل. ولذلك، فإن على المسؤولين الإيرانيين أن يفهموا أنه لا يمكنهم، من دون مراعاة مطالب الأذريين الأتراك في الداخل، الحفاظ على الأمن القومي في إيران.
مشاركة :