يعانى عبدالرازق الذى تجاوز عمره السبعين عاما، صعوبات معيشية، بعد أن عاش الحياة بحلوها ومرها، وظن أن السعادة بين شقى الرحى، يقدم لأبنائه ما يمنعه عن نفسه، ليردوا له الجميل بعد أن يبلغ من العمر عتيا، ولكن حدث ما لا تحمد عقباه، تركه الجميع، وظل الشارع له سكنا وعائلة، يفترش الرصيف وينتظر من يمد له يد العون ليكمل باقى يومه. ويحكى الرجل السبعينى: «عشت حياتى من أجل أبنائى، أوفر لهم كل ما يحتاجونه، أفضلهم على نفسى، منعت نفسى من الحياة الكريمة، ووفرت لهم كل ما يحتاجونه من مأكل وملبس ومصروفات دراسة، عملت كل المهن، وواصلت الليل بالنهار، شلت على ظهرى ما يعجز عنه الشباب، وأعاننى الله أن أخرجهم من الشباب المتعلم، والحاصل على شهادة تعليمية، ثم بدءوا حياتهم الجديدة، وساعدتهم في الزواج، وتزوجوا جميعهم، ثم اختفوا لم يسألوا عنى، ولم يحاولوا التواصل معى، واختفوا تماما من حياتى، اضطررت لأن أتخذ الشارع مسكنا، أبيع المناديل وأنتظر من يقدم لى العون، ولكن دون جدوى».ويختتم حديثه كل ما أحتاجه هو دخل شهرى ينقذنى من عيشة الشارع.