أرجع وكيل وزارة الصحة عجز الوزارة عن القضاء على مرض كورونا والسيطرة على الفيروسات المسببة له، كما حدث في بعض الدول التي ظهر فيها هذا المرض، إلى وجود البيئة الحاضنة لهذه الفيروسات لدينا، والبيئة الحاضنة للفيروسات لا تخرج عن دائرة مخالطة الإبل التي لم تجد وزارة الصحة سواها متهما تعلق عليه استمرار الإصابات والعجز عن وضع حد لها، ووكيل الوزارة، المتشبث في كل تصريح وحوار بتحميل الإبل هذه المسؤولية يعرف أن المجتمع غير مقتنع بما توصلت إليه وزارة الصحة من ربط بين مخالطة الجمال والإصابة بفيروس كورونا، وقد كان الأولى أن تقوده هذه المعرفة إلى تساؤل هام عن السبب الذي يقف عدم اقتناع المجتمع على الرغم من أن هذا المجتمع يعرف تماما خطورة المرض ويتابع حالات الإصابة به، وأن لا ينسى وكيل الوزارة أن المجتمع نفسه يعرف أن الوزارة لم تنجح كذلك في احتواء أمراض أخرى أصبحت شائعة ومستوطنة لدينا وعلى رأسها حمى الضنك والتي جيشت لها الوزارة والجهات الأخرى فرق المكافحة ورصدت لها الدولة ميزانيات تفوق ميزانيات كاملة لبعض الدول. وكيل وزارة الصحة تحدث لعكاظ يوم أمس عن أن الوزارة أثبتت علميا العلاقة بين الإبل والحالات الأولية المجتمعية للإصابة بكورونا، وقد كان الأولى به وقد أشار إلى هذه الدراسة أن يعلن عن نتائجها بالأرقام، فليس هناك من لغة أصدق من لغة الأرقام، ووزارة الصحة تعرف حاجتها لهذه اللغة العلمية الصارمة والدقيقة ما دامت تعرف أن المجتمع غير مقتنع بما تؤكده بلغة إنشائية غير علمية عن العلاقة بين كورونا والإبل. وحين يكتفي وكيل الوزارة في ذلك الحوار بحالة مواطن في الرياض أصيب هو وأسرته بالفيروس وكشف تقصي الوزارة عن مخالطته للإبل فإن من حق المجتمع أن يكون غير مقتنع ذلك أن هناك ١٠٧٦ حالة إصابة بالفيروس، حسب إحصاءات وزارة الصحة، والاستشهاد بحالة لا يمكن أن يكون مقنعا، والأسلوب العلمي في مجتمع يعرف معنى العلم هو أن يقدم لنا وكيل الوزارة رقما يكشف عن عدد الحالات التي كان المصابون بها مخالطين للإبل أو مخالطين للمخالطين بها من بين الحالات التي تجاوزت الألف ومرشحة للزيادة. وأخيرا فعلى وزارة الصحة أن تعرف أن الإبل وحدها لا يمكن أن تكون بيئة حاضنة للمرض وإنما البيئة الحاضنة له هي الرسائل غير العلمية التي توجهها الوزارة لمجتمع لا يقتنع برسائلها. suraihi@gmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة
مشاركة :