مع انتهاء العرض الأخير في أوبرا ميونيخ، أمس الأول، فرضت ألمانيا قيوداً جديدة لمكافحة الوباء تغلق بموجبها لمدة شهر على الأقل، مما يعتبر صفعة للعاملين بالمؤسسات الترفيهية والثقافية. وأكمل المغنون وفرقة الأوركسترا العرض الأول لأوبرا "داي فوغل" (الطيور)، قبل إغلاق أبواب دار الأوبرا البافارية التي تبلغ قدرتها الاستيعابية 2100 شخص، وحضر هذا العرض 50 متفرجاً لتشجيعهم، وعند إسدال الستارة، بدأوا التصفيق والصراخ والركل بأقدامهم من الكراسي الحمراء بهدف إصدار بعض الحماسة. وقال الموسيقي يان براخمان "48 عاماً" بأسف: "الجلوس هنا في مثل هذه الغرفة الخالية أمر محبط ومؤلم". ورغم ذلك، أراد عاشق الأوبرا هذا حضور العرض الأول احتراماً "للفنانين الذين أعدوه". بالنسبة إلى أوبرا ميونيخ، يبدو الإغلاق الجديد كأنه نفي، يقول مديرها نيكولاوس باخلر "69 عاماً" إنه لا يفهم لماذا "وسائل النقل العام" أو "المتاجر" في ألمانيا ستبقى مفتوحة في نوفمبر فيما يتوجب عليه إغلاق مسرحه. وأضاف: "لدينا جمهور منضبط ومن الممكن السيطرة على الأخطار المحتملة. هذا ليس قراراً صائباً". يشعر نيكولاوس باخلر بخيبة أمل كبيرة لأنه كان يأمل أن تفلت أوبرا ميونيخ، وهي واحدة من أكبر الدور في ألمانيا، من براثن الإغلاق بفضل تجربة ناجحة في سبتمبر. والتوجه إلى إغلاق تام للمؤسسات الثقافية والرياضية والترفيهية يخيف جميع العاملين في هذه القطاعات في ألمانيا. وكتب عدد من الفنانين الألمان في رسالة مفتوحة "خلال الأشهر الأخيرة، شعرنا بأن قيمتنا أقل من قيمة السيارات والطائرات ولاعبي كرة القدم". وتولى عازف الترومبيت الألماني الشهير تيل برونر زمام المبادرة في حملة وطنية للاحتجاج على عدم وجود دعم من السلطات العامة للقطاع الثقافي في مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع. وقال برونر: "أنا منزعج جداً"، مقدراً أن هناك 1.5 مليون شخص يعيشون من قطاع الثقافة والترفيه في ألمانيا الذي يولّد 130 مليار يورو سنوياً. وأقرت وزيرة الثقافة الألمانية مونيكا غروترز بأنها "قلقة جداً" بشأن القطاع الثقافي، الذي يعمل فيه أيضاً العديد من المستقلين دون شبكة أمان. وقالت "مع أن القيود الجديدة مفهومة" من منظور صحي، فإنها تشكل "كارثة".
مشاركة :