البطريرك يونان يحتفل بالقداس الإلهي بمناسبة الذكرى الـ10 لشهداء مذبحة كاتدرائية سيدة النجاة

  • 11/3/2020
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

احتفل بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بالقداس الإلهي بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لشهداء مذبحة كاتدرائية سيّدة النجاة، وذلك في كاتدرائية سيّدة النجاة "أمّ الشهداء"، الكرادة – بغداد، العراق. وألقى غبطته عظة استهلها قائلا "نجتمع في هذا المساء في كاتدرائية سيّدة النجاة، أمّ الشهداء، لنُقيم الذكرى العاشرة لاستشهاد إخوةٍ وأخواتٍ لنا في الإيمان، جرّاء الهجمة الإرهابية، التي راح ضحيّتها 48 شهيدًا وشهيدةً، وخلّفت أكثر من ثمانين من الجرحى. قبل عشر سنوات تمامًا ارتكبتْ عصاباتٌ مكفِّرةٌ في هذه الكاتدرائية مجزرةً، اعتُبِرتْ جرس إنذارٍ للمسيحيين أدّى إلى تهجير ونزوح أكبر عددٍ لهم في العصور الحديثة، ليس فقط من بغداد العاصمة، بل من كلّ أنحاء بلاد الرافدين. كثيرون منكم عرفوا الشهداء عن قرب: الكاهنان الشابان ثائر عبدال ووسيم القس بطرس، والأطفال، والشبّان والشابّات، والآباء والأمّهات، إذ كانوا في ليلة عيد جميع القديسين يصلّون ويشاركون في ذبيحة القداس الإلهية. في مثل هذا الوقت باغتهم المجرمون الجُبناء، بالتفجير والتكفير والقتل دون هوادة".قال بطريرك السريان الكاثوليك الإنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان في عظته "جئنا إلى هذه الكاتدرائية الشاهدة على الإيمان والرجاء والمحبّة، والعابقة بعطر الاستشهاد من أجل الرب الفادي، لكي نشترك في الصلاة الحارّة، وفي التأمّل العميق، وفي تجديد الأمانة لذكراهم الحيّة في قلوبنا، ولكي نقيم الاحتفال بغلبتِهِم، فخورين ببطولتِهم، ونحن راسخون في الإيمان وثابتون في الرجاء، لأنّ الرب الفادي وَعدنا أن يبقى معنا في حياتنا ومماتنا، ووعده لا ولن يخيب أبدًا!.ونقلا عن الموقع الإلكتروني لبطريركية السريان الكاثوليك، أضاف البطريرك مار اغناطوس يوسف الثالث يونان "جئنا نصلّي، والصلاة هي أفضل تعبير عن لقائنا مع الرب، نناجيه ونبثّه آمالنا وتساؤلاتنا ومخاوفنا. نضرع إليه كي يقوّي ضعفنا في معترك هذه الحياة الدنيا، ونقبل حكمتَه غير المدركة، ونجابه بنعمته القدّوسة تحدّيات هذا العالم وتجاربه وإخطاره، فنبقى دومًا أمناء له. فالصلاة هي زوّادتنا الروحية التي ترافقنا في كلّ زمان وكلّ مكان، في ساعات الفرح كما في أوقات الشدّة والضيق، في السلم والاضطهاد، في العافية والألم، في النجاح والإخفاق، منفردين كنّا، أم مجتمعين. نفتح قلوبنا له تعالى، كما الأبناء لأبيهم الحنون، واثقين بأنه يعرف ما نحتاج إليه، من غذاءٍ روحي وعوزٍ مادّي، من حمايةٍ وأمنٍ، كي نعيش في بلدنا بالحرّية الحقّة والكرامة الإنسانية!. وتابع غبطته "اليوم يحثّنا شهداؤنا الأبرار، ونحن نحيي ذكراهم بالصلاة والتأمّل، أن نجدّد عهدنا لهم بروح الأمانة لتضحيتهم، مفتخرين معهم بصليب الرب الفادي الذي أشركهم في ذبيحته الفدائية". وأشار بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي في عظته إلى أن "هذه الذكرى العاشرة لغياب إخوتنا وأخواتنا، ليست فقط للتأسّف والشكوى والبكاء على خسارة الكنيسة لهم، بل هي مدعاةٌ لافتخارنا بنيل كنيستنا والمسيحية في العراق جوقًا من الشهداء الأبرار يشاركون في سعادة السماء مع كواكب القديسين. إنّنا نؤكّد لهم أنّ حنايا هذه الكاتدرائية ستبقى عابقةً ببخور تضحياتهم، مذكّرةً جميع المصلّين بأنّ شهداءنا هم المشاعل الإيمانية التي تنير لنا دروب حياتنا، وتُلهِب فينا نار المحبّة نحو الجميع. مهما حلّ ولا يزال يحلّ بنا من ظلمٍ ونكباتٍ، فلن نصبح دعاة عنفٍ أو انتقام، إنما رُسلَ سلامٍ وإخاءٍ وتسامُح. نستذكر شهداءنا للعبرة والصلاة والتشجيع على التمسّك بالإيمان، وعلى المضيّ نحو المستقبل برجاءٍ ثابتٍ بالرب إله المحبّة المتجسّدة".وختم بطريرك السريان الكاثوليك الإنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان عظته قائلا "إليكم نتوجّه يا أحبّاءنا السريان، هنا في العراق، وفي بلاد الشرق وعالم الانتشار، أنتم أولاد الشهداء والشهيدات وأحفادهم، حافِظوا على مَعين الرجاء تستقونه من إيمانكم. وتمسّكوا بكنيستكم الأمّ ولغتها السريانية العريقة، ولا تنسوا جذوركم في الأرض المشرقية الحضارية المعطاءة. عهدُنا لكم أنّنا معكم سنحافظ على الأمانة لرسالتنا الروحية والحضارية. ونسأله تعالى أن يؤهّلنا لنكون شهودًا لمحبّته، ومبشّرين بسلامه على الدوام. آمين".

مشاركة :