قال الدكتور هاشم بحرى، أستاذ الطب النفسى جامعة الأزهر، إن طفل المرور لا يستطيع التعبير عن نفسه داخل الأسرة بشكل صحى، نتيجة التربية الخاطئة، وبالتالى يسعى إلى استغلال الفرص التى يثبت بها وجوده وشخصيته في المجتمع، عبر محاربة السلطة المتمثلة في الشرطة، مستطردا: "فيهرب من المشكلات الأسرية في المنزل إلى اثبات الوجود في الشارع".وأشار "بحرى"، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، إلى أن طفل في سن 13 سنة يقود سيارة فهذا يصور له في عقله مدى قدرته وسيطرته ونفوذه، أمام نفسه وأصحاب، ويسعى لإثبات أنه أكبر من السلطة عبر الاحتكاك برجال المرور، وهذا كله يظهر مدى التفكك الأسرى الذى يعيش فيه الطفل، وعدم وجود صداقة واحتواء ما بينه وبين أسرته وخاصة والده، فلن تجد أسرة سوية وبها استقرار ويفعل فيها طفل مثل هذه التصرفات التى توضح تحت بند "شكل للبيع".وعن الحل النفسى، كشف أن هناك خطوتنين الأولى قانونية عبر السلطة المختصة وتحت طائلة قانون الطفل، لتعرضه لجهاز الشرطة، والخطوة الثانية عبر البعد الانسانى النفسى، للسيطرة على هذه التصرفات الإجرامية من هذا الطفل، وهذا يبدأ أول بمراجعة الأب لطريقة تربيته لطفله، واتباع سلوك تربوى سليم يساعده فيه مختصيين.وحذر من استخدام عقلية "البربر"، بالحكم بقسوة وعنف على الطفل دون تفهم، ووقف مطالب الحبس أو إيداعه الاصلاحية، أو غيرها لأن هذا سيزيد من إجرام الطفل وزيادرة كم الغضب داخله، وليس علاجه، فعلينا تنفيذ القانون بما يفيد الطفل عبر خطة تعمل على تحسين سلوكه وخروجه من هذه الأزمة، فمثلا بدلا من وضعه في الإصلاحية تكليفه بمهام تخدم المجتمع مثل تنظيفه الشوارع، وإطعام الأطفال اليتامى، أو مشاركته شرطى المرورالذى تعدى عليه في تنظيم الشارع لمدة شهر، بإشراف من جهاز الشرطة ومتابعته بشكل يومى وتقديم الدعم النفسى ليعرف قيمة وأهمية هذا الرجل في الشارع.وأعادت أجهزة الأمن بالقاهرة، اليوم الاثنين، القبض على الطفل سائق السيارة المرسيدس، المتنمر على رجل شرطة بمنطقة المعادي، و3 من أصدقاءه؛ وذلك بسبب فيديو ظهروا فيه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بعد إطلاق سراحه يتنمرون ويلفظون الفاظ خادشة للحياء.وكانت النيابة العامة قد قررت إخلاء سبيل مالك السيارة إذا ما سدد ضمانًا ماليًّا قدره عشرة آلاف جنيه على ذمة التحقيقات، وجارٍ استكمالها باستجواب مَن كان في صحبة الطفل المتهم بالسيارة وقت الواقعة، وطلب تحريات الشرطة النهائية حولها.