فهيد الدوسري: الأندية لم تقف مع «جمعية أصدقاء» ومشكلة خالد مسعد صحية

  • 11/3/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عضو مجلس إدارة جمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم الخيرية رئيس اللجنة التنفيذية الأمين العام للجمعية الأستاذ فهيد الدوسري في حوارٍ مع صحيفة «الرياض» على أن جمعية «أصدقاء» وقفت على حالة لاعب الأهلي والمنتخب السعودي السابق خالد مسعد منذ سنتين، مشيراً إلى أن الجمعية عرضت عليه الانتقال للرياض لمساعدته، وبيّن أن الجمعية أكملت عامها الرابع عملاً في الميدان وحققت نجاحات كبيرة، وشخّص الدوسري مشاكل نادي الرياض وما يعانيه، مؤكداً أنه لا يرغب في العمل بالنادي ويفضّل البقاء مشجعاً ومحباً. وتحدث الدوسري عن مشاكل الأندية السعودية مع الاتحاد الآسيوي، مرجعاً السبب إلى ضعف تمثيل المملكة العربية السعودية رياضياً داخل أروقة الHسيوي، مؤكداً أن ما تعرض له الهلال في النسخة الحالية من دوري أبطال آسيا ليس بجديد ويتكرر كل سنة مع الأندية السعودية، مشدداً على أنه متشائم في أن يكسب النصر احتجاجه ضد بيرسبوليس الإيراني في ثنايا الحوار التالي: في البداية، حدثنا عن آخر النجاحات والمبادرات لجمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم الخيرية خلال الفترة الماضية؟ جمعية أصدقاء أتمت عامها الرابع وهي تعمل في الميدان، وقدمت خلال هذه الفترة 8420 خدمة حتى نهاية شهر أغسطس 2020، ولدينا طموح أن نغلق هذا العام بـ10 آلاف خدمة، وأتذكر في أول اجتماع لمجلس الإدارة ركّز رئيس المجلس الكابتن ماجد عبد الله على أربع نقاط رئيسة، وهي: العلاج، والسكن، والتوظيف، والتعليم، والتي تشكل أشياء أساسية يحتاجها أي إنسان في هذه الحياة، وعملت الجمعية على ذلك سواء في السكن الذي قدمنا فيه حتى الآن أكثر من 200 خدمة من ضمنها 67 وحدة سكنية من وزارة الإسكان، بالإضافة إلى خدمات الصيانة والترميم والتأثيث لمنازل اللاعبين القدامى، وفي الصحة قدمنا أكثر من 150 خدمة سواء في الحصول على العلاج المباشر، أو تأمين المستلزمات الطبية، ومؤخراً أضفنا التأمين الطبي. وفي التوظيف وفرت الجمعية عدداً من الوظائف لمستفيديها من اللاعبين القدامى أو أبنائهم خلال الأعوام الماضية بالشراكة مع قطاعات عامة وخاصة، أما تعليمياً فقد وقعت الجمعية شراكات متعددة مع جامعات ومعاهد لضمان مواصلة أبناء اللاعبين القدامى تعليمهم، منها شراكة مع جامعة جدة، وأخرى مع الجامعة العربية المفتوحة والتي وفرنا من خلالها 60 مقعداً (30 تدريبياً و30 درجة البكالوريوس)، ونحن في المراحل النهائية من التوقيع مع جامعه الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ومؤخراً عملت الجمعية على التوسع في مشاريعها، ومن بين هذه المشاريع الحالمة والتي ستدشن بإذن الله خلال شهر كحد أقصى، مشروع (إبدأ مشروعك) والموجهة إلى الأسر المنتجة التي ليس لديها قدرة مالية، وتمتلك مهارات معينة، وهو عبارة عن تأسيس عربة أطعمة (food track) للأسر المنتجة في عددٍ من الوزارات، والأندية الرياضية، وسنبدأ في المرحلة الأولى بتدشين من 1 إلى 3 عربات، على أن تتوالى بعد ذلك، ونهدف من خلال هذا المشروع إلى الوصول إلى 35 عربة أطعمة لـ35 أسرة مسجلة في الجمعية، وفي هذا المشروع لا نقتصر على تجهيزها فقط، بل يمتد الأمر إلى تدريب الأسرة وتأهيلها، ومتابعة عملها، والإشراف بشكلٍ يومي عليها من قبل متخصصين وتقديم كافة أنواع الدعم لضمان نجاح الأسر. أين أنتم في الجمعية من الكابتن خالد مسعد؟ أولاً دعني أوضح نقطة، بالنسبة لحالة الكابتن خالد مسعد فالجمعية تتابعها منذ ما يقارب السنتين، لكن الكابتن خالد خارج نطاق الجمعية وفقاً للأنظمة التي تأسست عليها الجمعية، ومع ذلك تدخلت الجمعية لأن الكابتن خالد ليس لاعباً عادياً، بل نجماً يشار له بالبنان وكان عنصراً أساسياً في إنجازات الأخضر في فترة من الفترات، ولكن الوضع الصحي لديه لم يسمح لنا بالتجاوب، وقد تدخل وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، ومعالي وزير الصحة، ووكيل وزارة الرياضة لشؤون العلاقات العامة والشباب الدكتور رجاء الله السلمي يتواصل دورياً لمتابعة حالته. الجمهور يتساءل عن مشكلة خالد مسعد؟ مشكلة خالد مسعد صحيّة بالدرجة الأولى، والآن حالته مستقرة ونتابعها أولاً بأول مع والدته متعها الله بالصحة والعافية، وخلال شهر أو شهرين بإذن الله سيتماثل للشفاء ونفرح جميعاً بعودته، وكنا قد عرضنا عليه قبل سنتين أن ينتقل إلى الرياض ليكون ضمن نطاق عمل الجمعية ونقدم له كافة الدعم الذي يتطلبه. هل جمعية أصدقاء أصبحت أكثر احترافية من قبل؟ هل وصلت إلى اكتفاء من ناحية الدعم المالي أو الكوادر البشرية؟ في بدايات الجمعية كانت تعمل على المجال الإغاثي بشكلٍ كبير، وبعد سنة ونصف تقريباً تحول العمل من الإغاثي إلى العمل التنموي بشكلٍ أكبر، فأصبحنا نركز على السكن، التدريب، التوظيف والتعليم، مع التزامنا بالجانب الإغاثي، لأننا نؤمن بأنه لا تنمية ما لم توفر أساسية الحياة للمستفيد، ولكن قررنا العمل الإغاثي بالعمل التنموي، لأن الاستثمار في التعليم والتدريب والتمكين بمثابة بتر الفقر، وتحويل المستفيد من منتفع إلى منتج، وقد واجهنا في حقيقة الأمر صعوبات كبيرة في بداية عملنا، فعلى الرغم من قلة الجانب المادي، إلا أن هناك ما كان أكبر، فالجمعية مفهومها حديث، ومستفيدوها فئة معينة، فكنا نعاني في البحث عن المستفيد والوصول إليه وإقناعه، فاللاعبون السابقون كما يعلم الجميع متعففون بطبيعة حالهم، وللعلم الواجبات التي تقوم فيها جمعية أصدقاء هي بالأساس واجبات على الأندية نفسها تجاه لاعبيها الذين خدموا لسنوات طويلة وتركوا أعمالهم ومستقبلهم في سبيل خدمة أنديتهم، ولكن في مملكتنا الغالية وصلنا إلى مرحلة أن تكون من ضمن رؤية 2030 إلى التشجيع على وجود الجمعيات التخصصية التي منها جمعية أصدقاء ومتخصصة في خدمة لاعبي كرة القدم، وهذا بلا شك نقلة كبيرة جداً على مستوى القطاع الثالث (غير الربحي)، أما ما يخص الاكتفاء من الجانب المالي فالجمعية لا زالت تنتظر الدعم المالي من رجال الأعمال ومحبي كرة القدم، وأهل البذل والعطاء، لأن العدد كبير والمتطلبات كبيرة بالنسبة للاعبين القدامى، فالمشكلة ليست وليدة اللحظة بل هي تراكمات سنوات طويلة، ولمعالجة ذلك تحتاج إلى الدعم المالي. هل هناك نادٍ يستحق أن نقدم له الشكر ويتعاون معكم بشكل مباشر أو مفعل المسؤولية الاجتماعية في النادي سواء من حيث متابعة اللاعبين القدامى وحالاتهم؟ يجب أن نؤكد أن الوسط الرياضي فيه خير، واللاعبون ومسؤولو الأندية فيهم خير، وهذه طبيعة الشعب السعودي التي توارثها منذ القدم، شعب معطاء محب للخبر، متكاتف ومتعاضد، ولكن تركيز مسؤولي الأندية واللاعبين على العمل الفني والنتائج التي دائماً ما تبحث عنها الجماهير، وهي معيار النجاح لأي مسؤول أخذهم قليلاً عن المسؤولية الاجتماعية، لذلك أوجدت هذه الجمعية التي ستعمل على هذا الجانب، وبإذن الله تكون هناك مساهمة من الأندية معنا في هذا الجانب. ما الأندية التي دعمت الجمعية؟ في حقيقة الأمر لا يوجد حتى الآن أي نادٍ دعم أو تابع أو سأل عن حالة لاعب معين في جمعية أصدقاء، ولكن بإذن الله ستدخل الأندية معنا وتكون شريكةً في هذا العمل. عرفناك عضواً في مجلس إدارات نادي الرياض لأكثر من دورة، فكيف ترى وضع النادي حالياً؟ نادي الرياض الآن في مكان محزن لجميع محبي الرياضة السعودية، فالدرجة الثانية لا تليق باسم وعراقة هذا النادي، النادي الذي يحمل اسم عاصمة المملكة العربية السعودية، وكل موسم نتأمل خيراً ولكن يلحق بسابقه. ومن المشاكل التي يعاني منها النادي أن كل إدارة تأتي تعتقد بأن كل من عمل في هذا النادي غير مؤهل، فتهدم عمل الإدارة السابقة وتبدأ الإدارة الجديدة من الصفر، برأيي هذا العمل أضعف النادي كثيراً وأفقده أشياء كثيرة، فمن المتعارف عليه أن العمل في الأندية تراكمي حتى يصل إلى مرحلة يقطف الثمار أحدهم، ولكن هذا لا يحدث في نادي الرياض! وننتظر أن تأخذ الإدارة الحالية وقتها لعلها تصعد بالنادي على الأقل إلى الدرجة الأولى، ومن ثم تتدرج إلى أن يصل النادي إلى مكانه الطبيعي، مع العلم أن النظام الجديد للدرجة الثالثة جعلها أكثر صعوبة ويجب على إدارة النادي أن تعي ذلك وأن تضاعف الجهود والعمل. أين أعضاء الشرف من النادي حالياً؟ للأسف لا وجود لأعضاء الشرف، هناك محبون وعاشقون لهذا النادي ولكن لا يصلون إلى درجة أن نعتبرهم أعضاء شرف، لأن العضوية الشرفية تعني شخصية اعتبارية ويملك ملاءة مالية يدعم النادي بالمال ويشارك في اتخاذ القرار، وغالباً يكون لديهم سُلطة أكبر حتى من الإدارة نفسها؛ لأنهم في الأخير هم الداعمون وأصحاب القدرة المالية، وهذا للأسف لا وجود له في نادي الرياض إذا ما استثنينا الشرفي الوحيد والبارز في نادي الرياض ماجد الحكير. ولماذا لم يحقق النادي نجاحات رغم دعم ماجد الحكير؟ اليد الواحدة لا يمكن أن تصفق، والأستاذ ماجد الحكير داعم كبير لنادي الرياض منذ سنوات، وحقيقة لولا الله ثم هذا الرجل لكان وضع نادي الرياض أسوأ من الوضع الحالي، ولكن المشكلة في نادي الرياض أن هناك تغييرات مستمرة على مستوى الإدارة فكل سنة نشاهد مجلساً جديداً، وكذلك العمل الإداري في النادي لم يكن موفقاً في الفترة الماضية رغم الدعم الشرفي الذي قدمه الحكير للنادي. لو عرض عليك منصب رئيس نادي الرياض هل تقبل بذلك؟ سبق وأن عرض علي أن أكون رئيساً للنادي العام الماضي ورفضت ذلك، وحتى أكون واضحاً أكثر فقد عرض علي بعدها أن أكون نائباً للرئيس ورفضت، وعرض علي أن أكون عضواً بمجلس الإدارة ورفضت، فأنا خلال هذه الفترة أرغب في أن أكون محباً للنادي دون العمل، فقد تواجدت لفترات متقطعة ولم ننجح فنترك المجال لغيرنا. ذكرت في إحدى تغريداتك في تويتر أن نادي الهلال تعرض لظلم وكارثة رياضية.. ماذا تقصد بذلك؟ نادي الهلال لم يتعرض للظلم في هذه الفترة فقط.. من عرفنا آسيا وهو يتعرض للظلم في كل سنة وظلم مستمر وبشكلٍ مستفز من الاتحاد الآسيوي، وضعف القرار السعودي في الاتحاد الآسيوي لذلك شاهدنا هذا الظلم الذي تتعرض له أنديتنا بشكلٍ متكرر. تقصد أن الهلال لم يحصل على حقوقه بسبب عدم وجود ممثلين أقوياء للمملكة في الاتحاد الآسيوي؟ صحيح، وهذه مشكلتنا الأساسية، والتي يجب أن نعالجها ونعيد للكرة السعودية قوتها في صناعة القرار في الاتحاد الآسيوي ولجانه ومكاتبه التنفيذية. هل ترى أن احتجاج النصر رفض أيضاً لذات السبب، وماذا تتوقع أن يحدث إذا ما صعدها إلى محكمة "كأس"؟ كنت متأكداً أن النصر لن يكسب احتجاجه ليس تقليلاً من الاحتجاج ولكن أعرف أن الاتحاد الآسيوي لن يعطي الأندية السعودية حقها الكامل فما بالك بإنصافها! ولا أتوقع أن يستفيد النصر من التصعيد أكثر من ذلك، لأنه بذلك سيشغل لاعبي الفريق بأمور خارج كرة القدم، لذلك أرى أن يكتفي بتسجيل الموقف والالتفات إلى النادي للمنافسة محلياً وعلى البطولة القارية في موسمها الجديد. أحتاج رأيك كرجل رياضي ممارس وخبير، لو كنت مكان الاتحاد الآسيوي هل ستتخذ قراراً بعدم إبعاد الهلال في ظل إصابة ثلاثة أرباع الفريق بفيروس كورونا؟ بأمانة لا، لأن استبعاد الهلال ظلم، فأنت تتحدث عن بطل آخر نسخة، وتتحدث عن جائحة اجتاحت العالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، عطلت المطارات والاقتصاد وقلبت الموازين، ليست فقط رياضياً بل على كافة الأصعدة، والهلال يطلب تأجيل مباراة واحدة ليوم واحد فقط حتى يتسنى له شفاء عدد من اللاعبين، والفريق حسم تأهيله مبكراً وشارك في بعض المباريات منقوصاً، فماذا يمنع أن توجل الجولة كاملة ليوم واحد فقط؟! ولماذا شاهدنا تأجيلاً في شرق القارة وغربها لا؟!. البعض كان يلوم إدارة نادي الهلال والعمل الإداري، ولكن الهلال كان محققاً بطولة مهمة جداً وطويلة ومرهقة، فطبيعي أن تكون هناك فرحة لأنصار ومحبي النادي ولاعبيه بعد مجهود طويل ومنافسة قوية، وقد يكون ذلك سبباً في انتقال الفيروس، ولكن بعد ذلك بدأ الانتشار في معسكر الهلال في الدوحة. ولكن حتى نكون منصفين الهلال أكمل البطولة وشارك في ثلاث مباريات حسم من خلالها التأهل رغم أنه شارك في بعضها منقوصاً لعددٍ من اللاعبين ولكن لم يتأثر فنياً، وكل ما طلبه تأجيل مباراة ليوم واحد فقط؛ لأن هناك لاعبين اقتربوا من التعافي، والأكثر غرابة أن هناك حالات مخالطة للاعبين الهلال المصابين لآخرين في المباريات أو حتى في مقر الإقامة ولم يصاب أحد!، ومع مغادرة الهلال للبطولة توقفت الإصابات بكورونا نهائياً، هذا أمر آخر يدعو للغرابة حقيقة. ولماذا يفعل الاتحاد الآسيوي ذلك رغم أن الدوري السعودي من الدوريات الأقوى في آسيا؟ الدوري السعودي والرياضة السعودية بشكلٍ عام نجحت إعلامياً واكتسحت الساحة الإعلامية سواء على المستوى الخليجي أو القاري، فنحن في الإعلام مميزون ونعد الأفضل، وكذلك أصبح حديث وسائل الإعلام العربية وتخصص لها برامج في كل القنوات العربية، بالإضافة إلى الصحف والبرامج في دول شرق القارة. ولكن مشكلتنا الحقيقية في العلاقات العامة، فأعتقد لو فعلت العلاقات العامة بشكلٍ صحيح سواء في وزارة الرياضة أو الاتحاد السعودي أو حتى الأندية، ولو فعلنا ذلك بطريقة سليمة واحترافية لما وصلنا إلى ما نحن عليه؛ لأن العلاقات العامة تساعدك في بناء صورة ذهنية لدى الاتحاد القاري والشخصيات القيادية هناك والإعلام الأجنبي، وتساعدك في بناء علاقات مميزة معهم، وتعزز من مكانتك، لذلك لابد أن يكون لنا حضور في جانب العلاقات العامة في مناسبات الاتحاد الآسيوي والبطولات، وبرامج علاقات عامة موجهة إلى الشخصيات القيادية في الاتحاد الآسيوي والتي قد تساعدك حتى في صناعة القرار دون أن يكون لك ممثل في المكتب التنفيذي؛ لأن بناءك لعلاقات جيدة مع الشخصيات القيادية قد يكون منهم أعضاء في المكتب التنفيذي يجعلهم يدافعون عن حقوقك. لنخرج قليلاً من الوسط الرياضي، نهنئك بصدور كتابك "الثامنة صباحاً وأربعون دقيقة"، حدثنا عن هذا الكتاب؟ أشكرك أخي سعدون على تهنئتك، وأشكر كل من اتصل أو أرسل أو كتب مهنئاً، دائماً ما كانت لدي مقولة أرددها بين زملائي في العمل وهي: "زكاة العلم نشره"، والحمد لله خلال أكثر من عشرين سنة عملت خلالها في حقل العلاقات العامة، كنت أفكر كثيراً في إصدار كتاب يتناول العلاقات العامة من الجانب التطبيقي أكثر من النظري، فمعظم الكتب المتخصصة في العلاقات العامة في المكتبة العربية وخاصة هنا في السعودية تتناول العلاقات العامة نظرياً، وللأمانة هذا التخصص رغم أهمية الجانب النظري إلا أنه يعتمد كلياً على الجانب التطبيقي، فالعلاقات العامة كاريزما وشخصية وممارسة أكثر من أن تكون نظرية، وفي هذا الكتاب تحدثت في بدايته عن العلاقات العامة من الجانب النظري، ثم انتقلت إلى الحديث عن تجربتي في العلاقات العامة سواء على مستوى القطاع الثالث (غير الربحي) أو القطاع العام، أو حتى على مستوى الرياضة، فالعلاقات العامة أساس لكل مجالات الحياة التي لا يمكن أن تستقيم بدون علاقات عامة محترفة، وبكل تأكيد له قصة وقصة خاصة بالنسبة لي، فرجل العلاقات العامة دائماً ما يحرص على تفاصيل التفاصيل من البداية وحتى النهاية، ولكن لا يظهر في الصورة حتى في الصورة الجماعية تجده يقف خلف المصور ويوجه الموجودين ليخرج بصورة جميلة دون أن يظهر فيها، وهو موجه للمتخصصين والممارسين للعلاقات العامة، فهذا الكتاب يعطيهم نظرة على الجانب التطبيقي وأثر الممارسة الصحيحة للعلاقات العامة، أما الفئة الثانية فهي للمسؤولين والقيادات في أي منظمة، فهو يعطيهم نظرة سريعة عن أثر العلاقات العامة وأهميتها في المنظمة، وكيفية التعامل مع العلاقات العامة وأثرها على نجاح مشاريعهم، وللأمانة الكتاب كنت أفكر فيه منذ زمن بعيد، فأتذكر في إحدى الصحف عندما كنت أتصفحها صباحاً كمهمة يومية لأي ممارس للعلاقات العامة، استفزني إعلان وظيفي عن وظيفة علاقات عامة، وكان الإعلان يتطلب أن يكون الشخص يحمل رخصة قيادة فقط، وكأن هذه الوظيفة تقوم فقط بمراجعة الدوائر الحكومية، أو ما نسميه عامياً (معقب)! ومن ثم زادت الرغبة بعد أن شاهدت أخطاء فادحة نقع فيها على المستوى الرياضي فقط لأننا لم نفعل جانب العلاقات العامة بشكلٍ صحيح، فعلى سبيل المثال لو كانت العلاقات العامة مفعلة بالطريقة الصحيحة في الجهات الرياضية سواء داخلياً أو دولياً لاستطعنا التأثير حتى في قرارات الاتحاد الآسيوي، وأخيراً عندما تستقطب جهة معينة مديراً تنفيذياً أو قيادياً تميز في جهة أخرى يأخذ معه في غالب الأمر سكرتيرة! ولكن رجال العلاقات العامة الذين كان لهم الدور الأساسي في بروزه ونجاحه في المنظمة يتناساهم، وما يلبث إلا وأن يفشل أحياناً وبعضهم يتدارك أمره ويستقطب مدير العلاقات العامة الذي كان يعمل معه في الجهة السابقة لتدارك ما يمكن تداركه، والشواهد على ذلك كثيرة. الهلال بطل آسيا 2019 النصر ودّع دوري الأبطال من دور الثمانية

مشاركة :