كيف سيصوت العرب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟.. ولماذا؟

  • 11/3/2020
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يعتزم 59% من الناخبين العرب الأمريكيين التصويت للمرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية التي ستجري اليوم الثلاثاء في الولايات المتحدة الأمريكية، في مقابل 35% فقط سيصوتون للرئيس الحالي دونالد ترامب. ذلك بعض ما أظهرته نتائج استطلاع للرأي أجري على نطاق الولايات المتحدة الأمريكية وشمل 805 من الناخبين العرب الأمريكيين، وقد أجراه المعهد العربي الأمريكي في الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر المنصرم. إذا ما نظرنا بشكل إجمالي، فإننا سنجد أن 74% من الناخبين العرب الأمريكيين ينظرون بإيجابية إلى المرشح الديمقراطي جو بايدن في مقابل 25% منهم فقط، فيما تتراوح تلك النسبة بالنسبة إلى الرئيس ترامب ما بين 48% و51%.لقد نجح الرئيس ترامب في حشد التأييد في صفوف الناخبين العرب الأمريكيين المؤيدين للحزب الجمهوري، كما أنه نجح في استقطاب أولئك الذين توقفوا على مدى العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين الحالي عن دعم الحزب الجمهوري. إن الانقسام في أصوات الناخبين العرب الأمريكيين على أساس نسبة 40% مؤيدة للحزب الديمقراطي و33% مؤيدة للحزب الجمهوري يعكس تضاؤل بين الحزبين. ففي سنة 2000 كانت نسبة الانقسام في حدود 40% في مقابل 38%، غير أن الفجوة قد ظلت تتسع منذ ذلك الوقت لتصبح في سنة 2016 في حدود 52% إلى 26%. أما في الوقت الحالي، فإن النسب شبيهة بتلك التي سجلت في سنة 2004 عندما كان 39% من الناخبين العرب الأمريكيين يؤيدون الحزب الديمقراطي، فيما بلغت نسبة العرب الأمريكيين المؤيدين للحزب الجمهوري 31%. صحيح أن جو بايدن يتقدم بشكل ملحوظ على دونالد ترامب وفق نتائج استطلاع الرأي لهذه السنة غير أن الهامش ما بين المرشحين أقل من الهامش الذي سجل ما بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لسنة 2016، والذي كان في حدود 58% في مقابل 25%، كما أن عددا كبيرا من الناخبين العرب الأمريكيين المؤيدين للحزب الجمهوري لم يدلوا بأصواتهم في تلك الانتخابات. أظهرت نتائج استطلاع الرأي لسنة 2020 أن جو بايدن قد انتصر في أغلب الجماعات الديمقراطية، لكن بهامش أقل من الأصوات مقارنة بتلك النسبة التي حصل عليها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في سنة 2008. فقد حقق جو بايدن التقدم بين الكاثوليك (55% في مقابل 43%) والمسلمين (60% في مقابل 30%) والمواطنين الحاصلين على الجنسية (64% في مقابل 23%). حقق جو بايدن الهامش الأكبر في صفوف الناخبين العرب الأمريكيين الشبان (67% في مقابل 27%) وكبار السن (66% في مقابل 26%). عرضت قائمة تضم 14 من أهم القضايا السياسية التي تشغل بال العرب الأمريكيين، وقد طلب منهم أن يحددوا القضايا الأهم التي ستحدد الطريقة التي سيصوتون بها هذه السنة. فقد أبدى 40% من الناخبين العرب الأمريكيين انشغالهم في المقام الأول بمسألة تدهور العلاقات العرقية في الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الحالي، ثم تأتي بعد ذلك تباعا القضايا المتعلقة بالوظائف والاقتصاد (23%) والرعاية الصحية (21%) والبيئة والتغيرات المناخية (17%) والضمان الاجتماعي والرعاية الطبية (10%). أظهرت نتائج استطلاع الرأي لهذه السنة أن جو بايدن تقدم بهامش كبير على دونالد ترامب فقط في القضية المتعلقة بالوظائف والاقتصاد. أظهر الناخبون العرب الأمريكيون اهتماما كبيرا بمسألة تدهور العلاقات العرقية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أبدى 70% منهم تأييدهم للمظاهرات التي عمت الولايات المتحدة الأمريكية دعما لحياة السود فيما انتقد 74% الممارسات السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية. أما مسألة تسوية الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين المسألة السياسية الخارجية الوحيدة التي وردت في قائمة القضايا التي تشغل بال الناخبين العرب الأمريكيين، وقد اعتبر 5% من الناخبين العرب الأمريكيين فقط أن هذه المسألة تحظى بالأولوية، لكن عندما تعلق الأمر بتحديد أهم قضايا الشرق الأوسط التي تشغل بالهم فقد ذكر 45% من الناخبين العرب الأمريكيين أن مسألة تسوية الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين من بين القضايا التي تتصدر اهتماماتهم. أبدى الناخبون العرب الأمريكيون بعد ذلك اهتمامهم بالأوضاع الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري وضرورة معالجة الأزمات السياسية والاقتصادية المتراكمة في لبنان. اعتبر الرئيس ترامب، بهامش يتراوح ما بين 1% إلى 2%، أنه لم يوفق في التعاطي مع أي من هاتين المسألتين اللتين تشغلان بال الناخبين العرب الأمريكيين الذين يعتقدون أن المرشح الديمقراطي جو بايدن هو أفضل من الرئيس الحالي فيما يتعلق بتحسين العلاقات مع العالم العربي. ستكون نسبة المشاركة في هذه الانتخابات مرتفعة جدا، إذ إن أكثر من 80% من الناخبين العرب الأمريكيين قالوا إنهم سيدلون بأصواتهم على الأرجح. قال العرب الأمريكيون المؤيدون للحزب الديمقراطي إنهم سيصوتون بشكل شخصي مبكر أو بالبريد (52%) فيما اعتبر أغلب أولئك الذين يؤيدون الحزب الجمهوري (62%) أنهم سيدلون بأصواتهم يوم الانتخابات. لعل ما يلفت الانتباه أن 75 من مؤيدي ترامب يخشون ألا تحتسب أصواتهم، في مقابل 63% من مؤيدي جو بايدن.ستكون أصوات الناخبين العرب الأمريكيين مهمة على وجه الخصوص في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان (حيث يمثلون 5% تقريبا من إجمالي الناخبين) وفي أوهايو وبنسلفانيا (حيث يمثلون ما بين 1.7% و2% من إجمالي الناخبين). ‭{‬ رئيس المعهد العربي الأمريكي

مشاركة :