يتوجه الأميركيون إلى صناديق الاقتراع اليوم لانتخاب الرئيس المقبل، وسط إحصاء مشروع الانتخابات الأميركية في جامعة فلوريدا، قيام أكثر من 96 مليوناً بالاقتراع المبكر وعبر البريد بما يشكل 70 بالمئة من إجمالي المشاركين في انتخابات عام 2016 التي صوت فيها حوالي 137 مليون شخص، وأعلى مشاركة في التاريخ الحديث. وشهد اليوم الأخير عشية الانتخابات، حملات مكثفة لكل من المرشح الجمهوري الرئيس دونالد ترامب الذي يسعى لولاية ثانية، ومنافسه الديمقراطي جو بايدن الذي أشارت وكالة «بلومبرج» إلى ارتفاع فرص فوزه بنسبة قياسية بلغت 90 %، وذلك وفقا لأحدث الاستطلاعات التي توقعت حصوله على 350 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي البالغ عددها 538. ووفقاً لمتوسط استطلاعات الرأي الذي حدده موقع «ريلكليربوليتيكس، يتقدم بايدن السباق بـ 6.7 نقطة، بحصوله على 51% من نوايا التصويت، مقابل 44.3 % لترامب. والفارق الحالي هو أكثر من ضعف ما حصلت عليه هيلاري كلينتون عشية التصويت قبل أربع سنوات. لكن تبقى النتائج متقاربة لاسيما في الولايات الرئيسية (فلوريدا وميشيجن وويسكونسن وبنسلفانيا وأريزونا ونورث كارولاينا). وأشار موقع «ذا هيل»، إلى أن بايدن يتصدر جميع الاستطلاعات للناخبين بولاية ميشيجن وويسكونسن، وبنسلفانيا وأريزونا، وفلوريدا، لكنه أضاف أن هزيمة ترامب ليست محسومة بأي حال من الأحول، وإن من الواضح أنه الآن في وضع أسوأ مما كان عليه قبل أربع سنوات. ولفت، إلى أن تقدم بايدن يأتي أيضاً من بعض المجموعات غير المتوقعة، مثل المستقلين (ناخبون غير حزبيين) والناخبين البيض الحاصلين على شهادة جامعية، والناخبين في الضواحي وكبار السن. لكن ترامب ندد باستطلاعات الرأي التي وصفها بـ«المزورة»، مبدياً ثقته بتحقيق انتصار، وقال أمام أنصاره في فايتفيل في ولاية نورث كارولاينا: «غدا (اليوم) سنفوز بأربعة أعوام إضافية في البيت الأبيض». وحث الناخبين في بعض الولايات على الإدلاء بأصواتهم في وقت مبكر، وقال: «طالما بقيت في منصبي، سوف تعافى ولايات نبراسكا وميتشجان ومينيسوتا وأوهايو بشكل أكبر وأفضل من أي وقت مضى!. التصويت المبكر سيغلق في هذه الولايات العظيمة ونحن بحاجة لأن تبادروا بالخروج والتصويت. معاً، سنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى». وسئل ترامب عن التكهنات المنتشرة في وسائل الإعلام حول احتمال أن يعلن فوزه مساء اليوم الثلاثاء إذا لم ترد نتائج واضحة للانتخابات، فنفى ذلك نفياً قاطعاً قائلاً: «لا، إنها معلومات خاطئة». لكنه أضاف «فور انتهاء الانتخابات، سيكون محامونا جاهزين»، ملمحاً إلى احتمال خوض معركة قضائية طويلة. في المقابل، قال بايدن «ردي هو أن الرئيس لن يسرق هذه الانتخابات». واعتبر خلال تجمع في أوهايو أن الولايات المتحدة اكتفت بما شهدته من فوضى خلال رئاسة ترامب، وقال: «شبعنا من الفوضى. شبعنا من التغريدات، من الغضب، من الكراهية، من الفشل وانعدام المسؤولية. حان الوقت ليحزم ترامب حقائبه ويعود إلى منزله». إلى ذلك، قال الكاتب ديفيد كين، عضو مجلس مركز ناشونال إنتريست إن استطلاعات الرأي ما زالت تظهر أن بايدن يحرز تقدماً بشكل كبير ولكنه يتضاءل، وعندما يتم فرز الأصوات بشكل نهائي، فإن نتيجة الانتخابات، مثل نظيرتها عام 2016، ربما تتوقف على عدد قليل من الأصوات في عدد صغير من الولايات، أو ربما لا يحدث ذلك. وأضاف أن الحقيقة هي أنه لا يمكن لأحد أن يكون متأكداً حقاً ما إذا كان يمكن التعويل كثيراً على استطلاعات الرأي هذا العام. وتوقع نائب رئيس المركز دوف زاكهايم، أن تشهد الولايات المتحدة حالة من الجمود السياسي لفترة غير قصيرة، سواء فاز ترامب أم خسر، وأشار إلى أنه إذا خسر ترامب بحصول منافسه بايدن على 375 صوتاً على الأقل في المجمع الانتخابي، فإن مستشاريه ربما يقنعونه بمغادرة واشنطن وأن يظل صامداً استعداداً لمعركة أخرى، لكن إذا كان الفارق أقل فإنه قد يختار الطعن في المحاكم.
مشاركة :