رام الله 2 نوفمبر 2020 (شينخوا) دعا الفلسطينيون اليوم (الإثنين)، بريطانيا إلى الاعتراف بدولتهم تعويضا عن "وعد بلفور"، مؤكدين رفضهم استكماله من الإدارة الأمريكية عبر خطة "صفقة القرن" المثيرة للجدل. ويصادف اليوم ذكرى مرور 103 أعوام على "وعد بلفور" وهو ما اصطلح على رسالة أرسلها وزير خارجية بريطانيا الأسبق آرثر جيمس بلفور العام 1917 إلى أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية اللورد ليونيل روتشيلد بتأييد بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وتظاهر عشرات الفلسطينيين وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية رفضا وتنديد بالمناسبة وصولا إلى حاجز (بيت ايل) الإسرائيلي شمال المدينة. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها (فليسقط وعد بلفور)، (وعد بلفور أعطي من لا يملك لمن لا يستحق). وقال عصام بكر منسق القوى الوطنية والإسلامية بمدينة رام الله لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن التظاهرة تؤكد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه رغم مرور 103 أعوام على ذكرى وعد بلفور. وأكد بكر أن الشعب الفلسطيني يرفض كافة المشاريع الهادفة لتصفية قضيته بدءا من وعد بلفور مرورا بصفقة القرن الأمريكية ومخطط الضم الإسرائيلي لأرض الضفة الغربية. وجرى تنظيم فعاليات وندوات داخل المدارس والجامعات في الضفة الغربية لإحياء ذكرى وعد بلفور، فيما فتحت هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية الفلسطينية موجة مفتوحة استمرت عدة ساعات. وجاء وعد بلفور بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات دارت بين الحكومة البريطانية واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية قبل أن يخرج بشكل خطاب موجه من آرثر بلفور وزير الخارجية البريطانية في 2 نوفمبر العام 1917. ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، بريطانيا إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على الحدود التي أقرتها قرارات الشرعية الدولية وعاصمتها القدس تعويضا للشعب الفلسطيني عما ألم به جراء "وعد بلفور المجحف". وقال اشتية في مستهل اجتماع حكومته الأسبوعي عبر الانترنت، "تمر علينا اليوم الذكرى 103 لوعد بلفور المشؤوم الذي أعطى من لا يملك لمن ليس له حق وتسبب بانتهاك حقوق شعبنا ودفعهم إلى الهجرة عن مدنهم وقراهم وحقولهم". وسبق أعلنت شخصيات فلسطينية مستقلة قبل أيام، عن رفع دعوى قضائية ضد الحكومة البريطانية لدى القضاء الفلسطيني على خلفية وعد "بلفور" في سابقة تعد الأولى من نوعها. وجرى تقديم الدعوى باسم مجموعة من الشخصيات الفلسطينية المستقلة و"التجمع الوطني لمتابعة حقوق الشعب الفلسطيني" بهدف تحميل الحكومة البريطانية المسؤولية عن تداعيات وعد بلفور. واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت، أن "وعد بلفور جريمة ارتكبتها بريطانيا ضد الشعب الفلسطيني الذي سيواصل مقاومته لكافة الخطط الهادفة إلى منعه من تجسيد دولته المستقلة وذات السيادة". وأكد صالح في بيان تلقت (شينخوا) نسخة منه، أن الشعب الفلسطيني سيتصدى "للمخططات الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية". واعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر العام 2017 واتخذ سلسلة خطوات مناهضة للفلسطينيين مثل وقف المساعدات المالية عنهم وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن. وفي يناير الماضي، أطلق ترامب خطة سلام مثيرة للجدل معروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن" رحبت بها إسرائيل فيما رفضها الفلسطينيون بشدة وأعلنوا مقاطعة واشنطن بسبب ما اعتبروه تعديا كبيرا على الحد الأدنى من حقوقهم. وأكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، أن الشعب الفلسطيني "لن يرضخ لمنطق وأهداف المخطط الاستعماري الذي بدأ بإعلان بلفور ويستمر اليوم مع صفقة القرن، التي يحاول أصحابها تصفية القضية الفلسطينية". وقالت الحركة في بيان تلقت وكالة أنباء (شينخوا) نسخة منه، إن "بلفور والصفقة تحصران الحق الفلسطيني بحقوق مدنية ودينية واقتصادية وتحرم الشعب الفلسطيني من تقرير المصير على أرض وطنه، وتحرمه من الحرية والاستقلال والعيش في دولة مستقلة خاصة به". وحملت الحركة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مسؤولية استمرار "الظلم ومعاناة الشعب الفلسطيني وتمادي إسرائيل في انتهاك القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية"، داعية بريطانيا إلى تصحيح موقفها عبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية. بدورها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن وعد بلفور "أسس لمأساة القرن وأوجد أكبر مظلمة تاريخية ما زالت قائمة، هو وعد باطل منذ إطلاقه، وسرقة للتاريخ ولحقوق الشعب الفلسطيني". وحمل بيان صادر عن الحركة تلقت (شينخوا) نسخة منه، بريطانيا وإسرائيل المسئولية عن "الكوارث والمآسي التي حلت بالشعب الفلسطيني بسبب وعد بلفور وعليها تصحيح جريمتها التاريخية". وفي السياق ذاته، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن "وعد بلفور خطيئة كبيرة تتناقض مع كل القوانين والأعراف الدولية"، داعية بريطانيا إلى الاعتذار للشعب الفلسطيني عما لحق به كنتيجة "الجريمة الكبرى".
مشاركة :